فلاش باك :
اسند المتهم رأسه للخلف في محاولة لتهدأة نفسه ، يغمض عيناه حارمًاالعالم من لمعان زرقاويتيه ، يستمع لتهمة واحدة ، القتل ، يتهمونه بالقتل ، لم يقتلها ، لم يفعل ، لكن لا أحد صدَّقه ، كل اأدلة ضده ، شعره البني المبعثر كان ينسدل على جيهته بطريقة تجعل الجميع يرونه كشخص خطير ، تعرفون ، ذلك المظهر الحزين ، أجل نفسه بالضبط ، توجه المدعي العام ليتكلم معه ، جذبه من قميصه بحدة تحت أعين الجميع ، حتى القاضي لم يتدخل فالمغدورة ابنته ، قال بصوت ملئه الغضب : أنت من قتلها .
- للمرة الألف و مئة و أربع و تسعون ، لم أفعل .
- أنت الفاعل ، كاذب لعين ، كيف قتلتها لقد أحبتك .
أغمض عينيه لتعود تلك الذكرى لدماغه مجددًا، ثم تبعتها عديد من الذكريات لحبيبت التي يعزها ، و الآن يتهمونه بقتلها ، لو كان سيموت هو لن يفعل ذلك ، عاود والدها الصراخ عليه بشدة ، و هو مغمض عينيه دون أن يتكلم ، كل ماينقصهم اعترافه ، لكنه بريء ، لما سيعترف بما لم يفعله ؟.
فتح عيناه يطالع الجميع بحقد ، الجميع بمن فيهم معلمه الذي يحاكمه الآن ، صديقه الذي يقف مع الإدعاء لأنه لا يقبل أن يكون صديقًا لقاتل و برفض تصديقه ، جميع من يعرفهم باستثناء اخته و دان ، كلهم ضده ، كانهم ينتظرون اللحظة منذ زمن للاطاحة به ، ماذا فعل لهم ، لا شيء ، فقط كان عبقريًا و هذا ليس بشيء يضرهم ، لكن هيهات أن يقتنعوا بما يقوله .
طرقة واحدة تزامنت مع فتح دان لباب المحكمة ، الطرقة الثانية كان دان يتقدم و معه العديد من الأوراق ، الطرقة الثالثة العديد من الناس يمسكون والد المغدورة الذي يهجم على المتهم ، الخامسة تزامنت مع صراخ القاضي بالهدوء دون فائدة ، فلا هادئ بينهم سوى كريستوفر ، اخذ نفسه ليسمع دان يقول : الأدلة هنا .
أخذها المحامي الخاص به بهدوء ، فهو يثقمن برائته رغم وجود بعض الشك به ، لكن أخيرًا توصلو للحل ، فتح الملف ليجدوا شيئًاواحدًا وثيقة زواج موقعة من طرفه دون توقيعها و سلسلة و خاتم ، وجه نظره نحوهم لتدمع عيناه بعد ما تذكر الهدف منهم ، و هنا أثبتو حسن نواياه ، لكن ، ورقة واحدة أخرى جعلته يقف ، مكتوبة بخط يدها الذي كان يحفظه ، غير مرتبة كالعادة ، لكن ما ان تم تقديمها للقاضي حتى أخبرهم أن المتهم بريء .
منذ ثانية و كان سيتم اعدامه و الآن بريء ، اعدموه ، هذا ما كان يقوله والدها غير مصدقٍ أن ابنته قد انتحرت ، رسالة انتحار بخط اليد موجودة معهم ، وجدوها بعد بحث مطول، ليس ليأتي كيس القمح هذا و يخرب صحتها ، اصمت رجاءً ، لا احد يهتم لراي عجوز خرف .
هذا ما قالته اخته و هي تناظره بحدة ليصمت كلمن بالقاعة باستثناء دان الذي وقع أرضًا من الضحك ، كوميديانة محترفة ، لقبها مهرج المملكة ، ليس هذا موضوعنا فقد اخذ الحرس كريس ليستلم أغراضه من مكان آخر ، و يبدلو ثيابه و هذه الأمور.
أنت تقرأ
مائدة القاضي
Chick-Lit"لقد كنت قاضيًا طوال حياتي لكن الآن ارغب في ان اكون مجرمًا من اجلك " هذه كانت الجملة التي تردد صداها في الغرفة قبل ان تسدير انجلينا و تذهب دون ان تجيب على ما قاله من كان يجب ان يحكم عليها بالاعدام ، نظر لساعته و ثم للباب اين خرجت و ضرب الطاولة بقوة...