نظرت اوليفيا إلى فيرناندو الذي كان يجلس بجانب أخاه على الطاولة، بينما كانت ابنتها تجلس بجانبها و هى تلعب بطعامها فقط، كان الأمر و كأنهما يتحدثان بالأعين، 'ما بال هذان الاثنان؟' رفع فير حاجبه متسائلا، يذكر دائماً كم كان بيدري يتحدث كثيراً عن مغامراته في برشلونة أثناء العشاء، 'هل تظن أن شئ ما حدث بينهما؟' قالت بأعينها و هى تنظر إلى ابنتها و الشاب بدون أن تحرك رأسها.
"احم" قال فير فجأة، "كيف كان يومكما؟ عندما استيقظت في الصباح، كنتما في الخارج اظن" قال الشاب متسائلا حتى تسع عينا اوليفيا، هل تحدث بيدري و تايلور هذا الصباح؟! "خرجت للهرولة قليلاً، كنت وحدي-" كادت الفتاة تكمل لكن قاطعها أحدا سريعاً، "كنا معاً، لكن كان أحدهم عليه الهروب من الحديث، على الرغم من أنه كان حديث مهم" قال بيدري بينما كانت عينيه تحرق رأس تايلور.
عم الصمت لثانية، نظر فير و اوليفيا الى بعضهما البعض، لقد خاضا حديثاً إذا، "تريدان التحدث عن الأمر-" قالت المرأة للمرة الأولى على هذه الطاولة قبل أن تقاطعها ابنتها، "لما انتَ أناني؟! هل تظن اني سأقبل الحديث معكَ في اشياء مصيرية بعد اربع سنوات من عدم رؤية وجهك؟" قالت تايلور و هى ترفع رأسها لتنظر إليه أخيراً، "لقد أخبرتك بالفعل ما السبب، و أنتِ تعلمين جيداً سبب عدم رؤيتك لوجهي في هذه السنوات الماضية يا تايلور" قال بيدري و هو يمسك بمقابلة الاعين بينهما.
"مالذي تتوقعه؟! أنني سأجيب 'حسناً هيا لنذهب للعيش معاً حتى تستطيع جرحي مراراً و تكراراً بدون وجود أحدا للدفاع عني؟' ها؟" قالت حتى تشهق اوليفيا و فيرناندو، "ماذا؟!" سأل الإثنين في وقتاً واحد، "هذا ليس ما قلته!" قال حتى تقف الفتاة على قدميها، "هذا ما قصدته!" قالت تايلور قبل أن تترك الطاولة حتى تتوجه نحو غرفتها.
سمع الثلاثة صوت الباب يغلق ثم توجه نظر فير و اوليفيا نحو بيدري بيعينان واسعتان، "ما كان ذلك بحق الجحيم؟!" سأل فيرناندو حتى ينظر الشاب الاصغر إلى الجانب الآخر، "بيدري! تحدث الي! مالذي أخبرتها بالضبط؟" قالت اوليفيا حتى يتنهد قليلاً، "رفضت أن نكون صديقان مجدداً لأنها تظن انني سأذهب و سأنسى بشأنها مجدداً، لذا اقترحت عليها القدوم و العيش معي، و كما ترين، الجواب كان واضحاً" قال بيدري ساخراً و هو يربع يداه.
"هل تريد ان تجلطني؟" قال فير و هو يدفن وجهه في يداه، "اعني- لقد حاولت!" قال بيدري حتى تأخذ اوليفيا نفساً عميقاً، "اسمع بيدري، اني اربيك منذ أن كنت صغيراً، انكَ لست فقط ابن جارتي بل إنك ابني أيضاً، لكن إن استمريت في الضغط على تايلور بهذه الطريقة، لن تعرف ما سيحدث!" قالت اوليفيا و هى تتقدم حتى تقرص خده، "اقسم انني سأجعلهم لا يتعرفون عليك"، قال فيرناندو و هو يضرب أخاه بقوة على ذراعه، حسس بيدري على ذراعه متؤلماً و هو يحدق بصحنه.
"إذا كيف ستقوم بالأمر" قالت اوليفيا حتى يرفع الشاب رأسه لينظر إليها، "ها؟" قال فير متعجباً حتى تبتسم المرأة بخفة، "كيف ستستعيد صداقتكما؟ أعلم أنك لن تستسلم بهذه السرعة" قالت حتى يضع الشاب الأصغر ابتسامة كبيرة على وجهه بينما وسعت عينا الشاب الأكبر، "اوليفيا! لا تجعليه يشعر بالراحة بهذه السرعة!" قال فيرناندو و هو يربع ذراعيه، "استطيع ان ارى الأمر على وجه تايلور أيضاً، يضايقها الأمر، لكن لديها كرامة اكبر بكثير مما نعتقده نحن" قالت اوليفيا و هى تسند رأسها على كفها.
YOU ARE READING
Second Chance / بيدري جونزاليس
Romanceعندما يعود بيدري ليقابل صديقة طفولته بعد عدة سنوات من تركها خلفه بدون اي وداع، فتعود له كل المشاعر الذي نمت طوال كل تلك السنوات الأخيرة، فهل ستسامحه تايلور عندما يحاول اصلاح علاقتهم مجدداً؟