01

59 14 18
                                    

كان صباحً عاديًا كالمعتاد في مدينة طوكيو، حيث تستيقظ آليس دون أي شغف يذكر.

تكمل مهامها الروتينية بـ استحمام ، طهي الإفطار وتنظيف المنزل قبل أن تتوجه بهدوء إلى غرفة المعيشة وتستلقي على الأريكة، أمسكت بجهاز التحكم وبدأت بتصفح القنوات بلا اهتمام حقيقي.

بينما كانت تتجاهل ما يُعرض على التلفاز، انتبهت للعبارة الغريبة التي ظهرت فجأةً على الشاشة المسطحة.

"تم قتل الآنسة 'تشيبوكا شينيتا' في أحد مستودعات الأطعمة بطريقة بشعة. وكما نعلم جميعًا، يبدو أنها ضحية لإحدى العصابات التي تجتاح طوكيو".

لم تكن هناك أي ردة فعل ظاهرية على وجه آليس، فالتلفاز والأخبار أصبحوا جزءًا من حياتها اليومية المملة.

"هذا العالم فاسد بمعنى الكلمة" ، ..لاحظت آليس بهدوء في نبرة صوتها، ثم رمت جهاز التحكم بلا اهتمام على الأريكة.

نهضت بملل لتغيير ملابسها ، كانت تبحث عن شيء مختلف، ساعيًا لأي شيء يُشعرها بالحماسة ويخرجها من هذا العالم المليء بالاتساخ والفساد.

لأول وهلة، قد يبدو أن آليس لا تكترث بما يحدث حولها، وأنها باردة وغير مبالية. ولكن خلف مظهرها الثابت، تكمن قوة دفينة من العاطفة والرغبة في التغيير والبحث عن معنى أعمق في هذا العالم المظلم. قد يستغرب الآخرون من عدم تعبيرها العاطفي الواضح، ولكن فقط هي تعلم مدى الفساد الذي يحيط بها، وهي تتطلع لرؤية النور في زمن الظلام.
♠♦♣
تتحرك أليس ببطء وهي تنظر للأرض بملل حتى تسمع صوتًا رجوليًا يأتي من خلفها.

"اوي ، أنتِ!" يقول الرجل.

اوقفت خطواتها واستدارت ببطء لتواجه 'الوغد الذي تجرأ على ايقافها' وتنظر إليه بنظرة حادة ممزوجة بالبرود.

اقشعر بدنه من تلك النظرة الدموية التي ارسلتها اليه ..لكنه ستمر في الحديث بشجاعة مزيفة

"أوه، أنتِ الجميلة المشاغبة.."

"احمق قذر "

قاطعته ببرود وسخط مرسلةً له لكمةً جعلته يذهب في سباتٍ عميق قبل أن تواصل سيرها نحو وجهتها المجهولة، مارةً بجانب الرجل مثل جثة هامدة.

اكملت سيرها بملل مدتاً من الزمن الى أن التقطت دمويتيها حديقة صغيرة خالية لتدخلها وتجلس على إحدى المراجيح ناظرتاً للفراغ بهدوء.

"الحياة مزعجة"

رددت بأستياء قبل ان تبدأ في التأرجح بهدوء ذهابًا وإيابًا، ربما تخفف جزءًا من الملل المسيطر عليها للوقت الراهن.

ثم وبشكل مفاجئ تبادر إلى ذهنها صديقة طفولتها التي لطالمة كانت كاليد اليمنى لها اكثر من صديقة واخت.

'إيفا هيكاري'

انقطع التواصل بينهما منذ سنوات بسبب انتقال إيفا خارج طوكيو لمواصلة دراستها الجامعية.

تبادرت الذكريات القديمة في الاندفاع إلى ذهن أليس..متذكرةً أيام الطفولة عندما كانتا تتدربان على فنون الدفاع عن النفس وكيف كان الجميع يخاف منهما في المدرسة بسبب انطوائيتهما وقدرتهما على التكلم بشكل قليل.

لقد امتلكتا إيمان عميق بالقتل والتشريح الى جانب الجنون المشترك ، كان لدى الصديقتين سُمعة سيئة بكل معنى الكلمة.

لم يحدث وان تجرأ اي أحد على الاقتراب منهما، فكلاهما كانتا غاضبتين وعصبيتهما تظهر في أدق التفاصيل. ورغم ذلك فقد امتلكتا طيبة لا بأس بها في مكان ما بداخل قلبيهما.

فجأة، استقامت أليس من الأرجوحة وقد قررت المضي قدمًا في محادثة صديقة طفولتها ، فتحت هاتفها وبدأت تبحث عن رقم إيفا القديم ، دقت الأرقام، وتمسكت بالهاتف بينما تترقب ردًا من الجانب الاخر..متمنية الا تكون قد غيرت رقهم هاتفها.

"من معي؟" اتى صوت خافت عبر الخط.

"سياسو... أنا..." قاطعها الصوت المجهول.

"لا أحد يقول سياسو الا أليس."

"أكيد!"

"مر وقت طويل يا ذات النظرة القاتلة"

"وأنتِ يا منفصمة"

"مر وقت طويل حقًا، أليس ، هل لا تزالين في طوكيو؟"

"نعم، لن أغادرها... حاليًا"

"حسنًا، ما سبب اتصالكِ، أختاه؟ هل تذكرتِ أخيرًا أن لديكِ صديقة؟"

"كنت مشغولة على ما أعتقد."

"بماذا؟" سألت إيفا بعدم اهتمام فقد عاشرت صديقتها بما يكفي لتتعرف على طباعها

"لا شأن لكِ" ردن أليس بملل وعدم اهتمام كأنه أكثر شيء طبيعي قد قالته.

"توقعت رداً كهذا." تذمرت إيفا قليلاً.

"أشعر بالملل." تابعت أليس.

"ألم تكملي دراستَكِ؟"

"فعلت، ولكني اشعر بالملل ."

"ما هو عملكِ؟" سألت إيفا.

"أنا طبيبة وأشرف على شركات أبي."

"رائع! أنا ورثت شركات عمي، ولم يعد لدي وقت للراحة."

" الحياة مملة، أليس كذلك؟" رددت آليس بأنزعاج.

"جدًا. سأزورك غدًا، ما رأيك؟" اقترحت أيفا.

"جيد اذن! سياسو~"

"انتظر قليلاً.." انقطع الاتصال.

"وجدت ما أفعله غدًا!" تحدثت في نفسها قبل تكمل بأبتسامة. "الآن أشعر أن الوقت حان لإنجاز مهامي كطبيبة."

وضعت الهاتف في حقيبتها وتوجهت نحو المشفى... المشفى الأكبر في طوكيو، والذي يدعى بأنه على وشك أن يتصدر القائمة الاولى في كامل اليابان.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 25, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شبكة الدم و اجنحة الفساد |🍷| The network of blood and the wings of corruptionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن