رجال لكن ظرفاء

حكاية مراد و نور"١"

_اتجوز مين دا مجنون!
=بس دمه خفيف و بيحبك
_بيحب مين دا مختل عقلياً!
--و من امتى الحب للعاقلين يابنت القناوي!

مش معقول!
طلعلي دايما زي عفريت العلبة!

بصيت بصدمة لإسراء صاحبتي و قُلت:
_أكيد أنا بيتهيألي و دا مش صوته صح!

سمعت صوته تاني و هو بيقول:
=متخافيش لسة بدري على جرعة الجنان اللي هجننهولك، منا مختل عقليا بقا

بصيت لإسراء لقيته بتمدلي الفون اللي كانت فاتحاه و هو بيسمعنا و هي بتقول:
_هددني والله و مقدرتش أرفض

اتنهدت بغُلب منه و من كل حاجة و أخدت منها الفون و قفلت في وشه، بصيت لصاحبتي اللي قالت بسرعة:
_متزعليش مني والله هو...
=قاطعتها بهدوء:عارفة، ربنا يهديه
_طب ماتدي نفسك فرصة يا نور
=بنرفزة:بزمتك دا شخص هعرف اعيش معاه، مختل ياناس! كله حاجة عنده غصبانية و شايف نفسه!
_خلاص اهدي... بس يعني...
=هتقولي بيحبك صح!
_بصراحة يعني آه و انتِ ملكيش حق
=بتقولي كدا عشان بَرة الحكاية، اديكي لسة من شوية إنه هددك عشان تعملي اللي هو عايزه
_يا حبيبتي في ايديك تغيريه
=ماحدش بيتغير يا إسراء، كان زمانك غيرتي في خطيبك ياختي
_اتنهدت:اقولك، الرجالة كلهم عايزين الحرق

دقيقة و لقينا باعت على تليفون صاحبتي رسالة كاتب فيها إنه لو مقابلتوش بعد نص ساعة عن الساقية القديمة اللي على بُعد من بيتنا هايجيلي لحد البيت!
و هو مجنون و قادر و يعملها...
أعمل إيه تاني عشان يبعد عني
رفض! و قولتهاله في وشه لأ
عملت كل حاجة و هو برضه مصمم
حتى مابقتش امسك تليفون عشان مايزاولنيش، وصلي برده
اعمل إيه!
و هو مجنون و قادر و مش عارفة بيقدر يخلي أي حد في صفه و يعمل اللي هو عايزه إزاي!
حتى بابا لما اتقدملي اكتر من مرة موافق عليه!
و أهل البلد شايفنه ياما هنا ياما هناك و البنات رايداه اكمنه معروف في البلد، مين في البلد ترفض مراد الحناوي ظابط الجيش و ابن عيلة من أشهر عيل الصعيد عندنا!
وبيقولوا عليا متبتر
مهو محدش يعرف اللي فيها...

كنت مغلوبة على أمري و روحت زي ما طلب بغيظ وغضب عشان مينفذش كلامه و يجيلي بيت العيلة اللي محدش فيهم بيطقني عشان بابا مسافر، خصوصا البنات اللي هما كمان رايدين مراد و يتمنوا يبصلهم...

_اسمع يابن الناس أنا جبت أخرى خلاص بقا حل عن سمايا!
=ابتسم: و إيه كمان!
_بغيظ:أنت ليه مش راضي بالأمر الواقع إني مش عايزاك! هو بالعافية!
=لأ باللين و الحب يا حبيبة قلب مراد انتِ
_استغفر الله العظيم يارب! بتركبني ذنوب من ساسي لراسي و معاليلي الضغط اتقي الله!
=حقك عليا... أنا بس كنت راجع الشغل و قبل ما امشي حبيت اشوفك، لسة برده مقفلاها!
_اتنهدت و من كتر الضيق عيني دمعت :يا مراد مش هانعيده، ربنا يرزقك بغيري
=و أنا مش رايد غيرك
و قبل ماتكلم كمل هو:
=و لا هاسمحلك تكوني مع غيري
بقلة حيلة قُلت و انا بديله ضهري عشان امشي:
_مش هاتتغير و لا أنا هرجع في قراري يابن الحناوي...

و هنا لقيت صوته المتنرفز و هو بيقول بلهجتنا الصعيدية:
=خليكي إكده على راحتك مهاخليش دكر يجربلك و لا هسيبك و أعلى ما في خيلك اركبيه يا نور!
يتبع...
#رجال_لكن_ظرفاء(حكاية مراد و نور"١")
#غادة_عادل