« 8 »

5.5K 132 24
                                    


" قبـل يُـومِيـن "
بِيـت جرّاح ..
طلع من البيت يحمل جثّة فزّاع الي كانت أثقل من الثِقيل ! تمتم سهم بَـ أنزعاج : يالله مثقل دمك . فتح السيارة من الخلف يحط جثته و يروح فِيها للمركزّ ، نزل عن سيارته يسوق خُطاه حتى وصل أمام مكتب " ذيب القحطانِي " دق الباب حتى سمح له بالدخول ، دقّ له تحيه يسلم ورفض الجلوس على الكرسي من قال : مستعجل سيدي ، فيه موضوع ضروري أحله .
طالعه ذيب يعقد حواجبه من شاف ملامح سهم الي ماقد شافها بَـ ذا الشكل ، عرف انه في مصيبه حقيقيه و أمره من قال : قفل الباب وتعال اجلس .
تراجع سهم يقفل الباب و رجع يجلس ، ذيب : وش علمك ؟
بلع سهم رِيقه رغم ملامحه الي تظهر قسوته : سيدي ، ذكر سكير و مدمن أقتحم بيتي و أقترب من اختي بنية الاعتداء عليها و ..
وقفّ سهم لأنه موب قادر يقول هالكلمه الي ممكن تودي اخته لَـ ستين داهيه ، أكمل ذيب من شاف ارتباك سهم : ذبحته ؟
طالعه سهم يحرك راسه بالأِيجابّ ويقول : خليت لها السلاح في البيت احتياطاً ، وفعلاً قتلته .
هز ذيب راسه بقل حِيلة يحوقل بَـ صوت خفيف ، رجع يطالع سهم : وين الجثه ؟
سهم : بَـ سيّارتي .
ذيب : نزلها بالمستشفى يسوون لها تشريح كأي جثه طبيعيه ، وانا بتواصل مع الأدارة العلياء .
سهم : سمّ طال عمرك، بس سيدي.. ، ممكن يأثر هذا الشي في ترقيتي .
مد ذيب يده لفمه يقول : أص ولا أسمع منك نفس ، الموضوع ذا بيني وبينك فقط ! .
هز سهم راسه بالأِيجابّ يقول : ابشر سيدي .
وقف يدق له تحيه وكله فرحه ان الموضوع أنحل بَـ ذي السرعه ، لكن ماتمّ له ثواني حتى أستوقفه ذيب من قال بَـ صوت ضخمّ : تعال ! ،
التف عليه سهم يقول : سمّ .
ذِيب : أهلك ، لعد تزورهم ولا تقربّ منهم حِفاظاً على السرّ الي بينا .
نزلت علِيه مثل الصاعقه الحاره ! ، كان متوقع هالشي لكن ما كان مفضّي عقله وقلبه لهذي الصدمه ، بلع رِيقـه بَـ ثقل من أدرك أنه فعلاً مجبور يتركهم و يهجرهم لجل هالجرِيمه الي ممكن تهدمّ مستقبل وجد ،
نطق مستثقلّ حروفه : ممكن أزورهم للمره الأخِيره ؟ .
ذيب : أيه ، بس لا تبطي معهم عشان مايتعلقون فيك ..


أنصعقت وجد من دق على نوره متجاهل مكالماتها طِيلة هذي اليومين ، أخذت وجد الجوال عن يدّ نوره تفزّ معصبه وهي ترد : نعم !! ، ليه ماتررد علي؟!
نطق بَـ نبرة جمود : أعطِيني نوره .
أنصدمت وجد من ردّ سهم الي كان مثل الماء الحار الي أنكبّ على ظهرها ، أنبتر لسانها تعطي نوره الجوال ، نوره : هلا ؟ وينك ؟؟ .
سهم : أنزلي لي انتي و وجد للمجلس ، انا عند ملحم .
انصدمت نوره تقول : انت في البيت ؟؟ ، يلا جايين .
مشو يركضون ينزلون للدور السفلي وتحديداً المجلس ، دخلت نوره قبل وجد تلقي سلامها ومن دخلت خالفها ملحم يطلع عن المجلس يتركهم لَـ حالهم ويسمح لـ وجد بالدخول ، ضمو سهم يسلمون عليه ومن جلسو سألت وجد : ويين رحت !! .
نطق بجمود يرزّ ظهره : مالكم دخل وين رحت ووين بروح .
نطقت نوره من سمعت رد سهم الي مو رد سهم المعتاد : وين بتروح ؟ وش تقول انت ؟
بلع رِيقه بسرعه ينطق ببرود : هذا أخر لقاء لنا ، بختفي عن حياتكم تماماً ، و ابيكم تسامحوني و أعتذر اذا قصّرت معكم بيوم .
وقفّ يبي يطلع وينهي هالنقاش لكن أستوقفته نوره من قالت : وقف طيب ..
وقف مكانه حتى حس بيد نوره تمسك بَـ كتفه وتلفه علِيه ، أستقرت عِيونها الي أحمرّت بَـ عيونه
البارده تقول : لذي الدرجه في موضوع يخليك تختفي عنا ؟ .
فتح ثِغره بَـ نية الكلام لكن توقف من رمت وجد نفسها بَـ حضنه تبكي وتقول : كله بسببي .. ، أنا الي ورطتك مفروض اخليه ذاك اليوم يسوي فيني الي يبي ولا اقتله ..
بادلها سهمّ الحضن بَـ خفه ، حتى تذكر كلمة ذِيب الي باقي ترنّ بمخه " بس لا تبطي معهم عشان مايتعلقون فيك " ، مسكها من كتوفها يبعدها عنه ويطالع محاجر عِيونها الي بللتها الدموع يقول : كفايـه ، أستودعتكم الله الذي لا تضِيع ودائعه ، ناظر نوره يكمل كلامه ؛ لا أوصيك على وجدوه ، رجع يطالع وجد ؛ وأنتي أمنعيني من التعهدات و الطيش في المدرسه ركزّي على مستقبلك . أهتزّ فك نوره وهي تحس في حلقها جمره لكن كانت تقدر تشوف الحزن و الأسى الي كان بعيونه ، عرفت أنه تعبان نفسياً و أنه مضطر يبعد عنهم و فيه موضوع كبير جاهلينه لكن مغصوب يسوي هالشي ، مثلت القوه امامه تشوفه يغادر عن البيت و يتلاشى ظلّه ،و يختفي للأبد ، يختفي سندهم الأول وعوض أبوهم ، الي شاركهم ضحكاتهم والي دعمهم بجميع مواقفهم ، شاركهم بالسرّاء و الضراء وتحدى العالم كله عشانهم، تاركهم يعيشون هالحياه القاسيه و الصعبه بدونه ..

كان ملحم واقف بالحوشّ مشغول في أحد أتصالاته حتى حس بالي واقف وراه ، التفت ملحم يشوف سهم يرد على الي في الجوال " شوي و أتصل فيك " نزل الجوال يطالع سهم يقول : ممداك يا خوي تعشى معنا . هز راسه با لا يقول : تتعشى معكم العافيه ، بس الظاهر مايحتاج اقولك . قطبّ ملحم حواجبه ينتظر تفسير لَـ هالكلمة ، سهم : أنتبه عليها يا ملحم ، تكفى ..
رفع من نفسه لجل يبوس راسه و يطلب حاجته من عند مخلوق يذّل نفسه لأول مره ، رفض ملحم هالحركة الي مالها داعي يبعد راسه عن ثغره لجل مايقبّله ويردد : محشوم محشوم الله يسلمك . أنصدم ملحم من حركة سهم وعرف انه مابعد هالكلام كلام و ان هذي المره الاخير للقائهم ، أمتلت محَـاجر سهم يبعد وجهه عن ملحم يخفي ضعفه ، مشى وهو يحس بثقل جسمه مايبي هاللحظة تمرّ ومايبي يترك قطعة من روحه عند الناس ، ركب سيّارته يتركهم هلّت الدمعه الي مسكها كل هالوقت يمشي بسيّارته ويطلع من حيّهم "للأبد" ..
.
.
.
أستغرب ملحم يدخل للبيت يدقّ باب المجلس يتأكد اذا فيه أحد ، دخل من سمحت له نوره تقول " ادخل " ، عقد حواجبه ينصدم من منظرها الشاحبّ و أحمرار محاجرها الي مو عادي ابد ! ، تقدم منها يجلس بَـ جانبها يطالع في حالها المزريه ويسأل بَـ هدوء : وش فِيك ؟ ، من سمعت هالكلمه يلّي كانت كافيه تخليها تجهشّ بالبكاء وترتمي بَـ أحضانه ، بادلها الحضن يعضّ على أسنانه كون شكوكه تأكدت وصار الي كان خايف منه ، مسّح على شعرها يعيد السؤال : وش فيك ! ، نطقت بصوت مهزوز : سـ .سهم راح وخلانا .. ، أرتصت أسنانه زياده ليبرز فكه غمضّ عِيونه يهدي من نفسه .
.
.
.
رقت وجد لَـ غرفتها تجهش بَـ البكاء وتدفن وجهها في وسادتها بَـ حزن شدِيد ، رفعت راسها للسماء بَـ لحظة يأس : لييش ياربي ، لييش انا ، معد بقى لي بَـ هالدنيا غير نوره..
رجعت تدفن وجهها بالوساده تبكي بكل ألم والفقد يطاردها بَـ كل خطوه بحياتها ، دخلت عليها هيفاء الي قدرت تسمع صوتها من مرّت قدام غرفتها ، توسعت عيونها تقفل الباب وتركض حتى حضنتها تسمي عليها وتقول : بسم الله عليك!! ، شفييك !! .

شخص تمنيته على العدل والميل والحمدلله يوم خلّي تهيّاWhere stories live. Discover now