حكاية ٦

11 0 0
                                    

_ اتقابلنا تاني أهو.
_ التفت بابتسامة وقولت: مش قولتلك لو لينا نصيب نتقابل تاني هيحصل.
_ كويس والله إني قابلتك، ها طمنيني عملتِ اى في حكاية جوزك دا؟
قولت بفرحة مقدرتش أتحكم فيها: اتطلقت وأخيرًا.
_ عينه وسعت بدهشه وقال: بجد، مبارك واللهِ، بس ازاي احكيلي.
_ قولتلك التقرير اللي معايا هيخلصني منه للأبد ودا فعلاً اللي حصل، بس قبل دا كله فضل ربنا طبعًا.
_ قال بقلق: طب وإنتِ متأكده إنه هيسيبك في حالك؟
_ ابتسمت بفرحة وقولت:  لا متقلقش هو ميقدرش يعمل أي حاجه دلوقتي
_ واى اللي مخليكِ متأكدة كدا ؟
_ مش قولتلك ربنا كريم، أنا عملتله محضر بالتقرير اللي معايا، وهما لما دوروا وراه لقوا مصايب كتير أوي، فاتحبس الحمدلله، وأنا رفعت عليه قضية طلاق وكسبتها الحمدلله.
_ ابتسم بهدوء وقال: الحمدلله مبارك مبارك، بس هو أنا ممكن أسألك سؤال؟
_ طبعًا اتفضل.
_ إنتِ قولتِ إنكم اتخطبتوا سنة، في السنة دي مقدرتيش تكتشفِ عيب واحد فيه؟
_ لا ما هو عرف يلعبها صح؟
_ قال بعدم فهم: ازاي؟!
_ كان متقمص دور الشاب الملتزم اللي بيحافظ على ضوابط الخطوبة، الكلام محدود والزيارات محدودة، كان بيروح يصلى في الجامع اللي جنبنا من قبل ما يتقدم لي بشهر، وكان بيتعمد إن والدي يشوفه، ومع إنه كان أوفر في نقطة ضوابط الخطوبة دي بس أهو نصيب.
_ أوفر ازاي؟
_  يعني كان علطول بيصمم إننا منقعدش لوحدنا، طبعًا إنت عارف الحكاية بتاعة نسيب العرسان شوية لوحدهم دي، عشان لو حبينا نسأل بعض في أي حاجه، مع إن كان أخويا بيبقى قاعد معانا، لكن هو كان بيتهرب دايمًا إنه يتكلم معايا أو أسأله في أى حاجه، هو مكنش بيطبق حاجه في ضوابط الخطوبة صح أصلاً ، بس هو كان واخدها ساتر ليه وخلاص.
_ طب وأهلك؟
_ أهلي دول أكتر حاجه وجعاني، لأنهم السبب في الموضوع ده من الأول، منكرش إني كنت معجبة بيه بس كان إعجاب ظاهرى وخلاص، لأني كنت لسه صغيرة عشان أفهم أنا حاسه بإى بالظبط، وكذا مرة أقولهم إني مش مرتاحة، وصليت استخاره ومرتاحتش، لكن مفيش حد فيهم سمعني، وقولت لوالدتي كذا مرة، لكن هي كانت عايزة تفرح بيا وخلاص، أم بقى وكانت شايفة إنها كدا بتفرح ببنتها.
مفيش حد فيهم يعرف عني حاجه أصلاً ولا يعرفوا أنا فين، هي أمي بس اللي برن أطمنها عليا وخلاص .
_ طب هو إنتِ كدا مرتاحة ؟
_ مش عارفه، أنا مرتاحة إني خلصت منه، لكن مش مرتاحة إني بعيدة عن أهلي، محتاجة حضن والدتي أوي، لكن في نفس الوقت خايفة، خايفة من رد فعلهم على موضوع طلاقي، لأنهم مكنوش موافقين من البداية.
_ جربِ ترجعي وتشرحي لهم اللي حصل.
_ ممكن دا يحصل قريب، لكن برده مش هعيش معاهم.
_ ليه بس؟!
_ مش هستحمل القيود اللي هيحاوطوني بيها عشان بقيت مطلقة، قيود غبية من مجتمع مريض، دايمًا بيطلعوا المطلقة هي اللي غلطانة، وعمرهم ما طلعوا الراجل غلط، ولو كان بينهم أطفال، يفضلوا يعانوا طول حياتهم بسبب انفصال أهلهم عن بعض، هو أه أبغض الحلال عند الله الطلاق، لكن في بعض الأحيان بيبقى الانفصال هو الحل، بيبقى أحسن عشان نفسية ولادنا تطلع سويّة بدل ما يطلعوا معقدين من كمية المشاكل اللي بيشوفوها بين أهلهم، أنا بنتي لما تشوفني بنضرب كل يوم هتكبر على إن دا عادي، ولما جوزها يمد إيده عليها مش هيبقى عندها مشكلة، وابني هيكبر على إنه عادي يمد إيده على مراته وعلى إخواته البنات قبلها، وده أنا مكنتش هقبل بيه أبدًا بجد، الانفصال بيبقى أحسن بكتير طالما مش هقدر أربي ولادي في بيت مليان ود ورحمة وحب ودفا، لكن أغلب الناس مش بيشوفوا الأمور كدا، بيشوفوا إنها هي اللي خربت بيتها وإنها كان لازم تستحمل، من غير ما يعرفوا أسباب، وبرده مينفعش يطلعوا الراجل غلطان، المظلوم الوحيد فى حكاية الطلاق دى لو مكنش في أطفال بتبقى الست، لأنها بتفضل تعاني من المجتمع اللي هي عايشة فيه، مجتمع مريض فعلاً.
_ أنا معاكِ في كل اللي قولتيه، بس نستأذن روح الفيمينست اللي جواكِ تِهدى علينا شوية.
_ ضِحكت وقولت: أنا عمري ما كان ليا علاقة بقضايا المرأة والحاجات دي بس فعلاً الموضوع دا بيضايقني.
_ طيب خلاص هتعملي اى بقى في حياتك الجديدة؟
_ الحمدلله لقيت شقة كويسة ولقيت شغل كويس وأهو بتعلم كل يوم حاجه جديدة، في اختلاف فعلاً عن حياتي القديمة، وكمان..
_بصيت في الساعة وأنا لسه بتكلم، رفعت راسي بسرعة وأنا بقول بصدمة: الشغل!،  أنا كدا هترفد من أول يوم، لازم أمشي.
_ قال بلهفة: هشوفك تاني؟
_ قولت وأنا بلتفت عشان أجري: لو لينا نصيب يا هندسة، أشوفك على خير.
_ ضحك وقال: هندسة اي، أنا دكتور، بس سلام.
_ ضحكت وقولت: سلام ومشيت بسرعة عشان ألحق الشغل.
_ اتنهد بعد ما مشيت وقال: يا ترى حكايتك هتبقى معايا اى يا رؤى؟!
فرأيكم بقى هتبقى اى ؟

#حكاوي_رؤى_وسليم
#السلسلة_الثانية.

حكاوي رؤى وسليم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن