صلـوا علـىٰ نبي الـرحمـة🤍🦋.
----------------
وكما هي عادة الحياة فلطالما مرَّ الزمن مرور الكرام، لا يُطيُل الزيارة ولا يُعجِل من الرحيل، بل يجعل لكل شيءٍ ميعادٌ مُحدد، الكثير من الأيام والقليل من الحياة، وأثناء مغادرة الوقت التزمت الحياة الصمت ، وكذلك نحن البشر التزمناه.
التزم هو الصمت، كان الحزن يملأ أيامه، الكسرةث والخيبة، ظهرتا على ملامِحه وعينيّه المُنهكتين اللتان أنهكتهما رؤية وجهه الشاحب الذي تعرض للعنة الشباب في المرآة، إلتفت هنا وهناك بحثًا عن بصيص نورٍ لحياته المُظلمة في وسط أركانٍ سوداء مظلمة في زوايا قلبه.
صنع لنفسه قائلًا:
وداعًا لنصفِ الحزن ونصف الوحدة، وداعًا لنصف البشر الذين سببوا عائقًا في طريقي، وداعًا للقلق الدائم والإنتظار على أمل الوصول لنتيجة... ربَّما هكذا ستنحلُّ العُقدة و الآن سوف أجاهد و سأنتظر الأشياء الجميلة أن تأتي لحياتي... أنتظر.---------
مرَّت الأسابيع ساحبةً خلفها الشهور.. إنتهى الشتاء العصيب ومع بداية فصل الربيع حلت نسماتُ عبيرٍ في قلوب أصدقائنا لتُنبت شتلاتٍ من الورود البرية حيث كانت شظايا الجليد التي خلفتها رياح الشتاء الحزينة....
مرت ثلاثة أشهر بأيامها وأوقاتها المُبهجة منها والعصيبة..
كانت القصص تتوالى والأيام تدور يومًا لصالحهم ويومًا عليهم، كان الجميع في حالة تقلب وعدم إتزان يفرحون ويحتفلون تارةً ويتشاجرون تارةً أخرى ولم تنسَ الحياة أن تلقي على كاهلهم بعض العقبات أيضًا... بات مروان مُقربًا من نور أكثر وباتت نور هي حلم مروان الساطع، ذاك الحلم الذي كلما اقترب من تحقيقه ارتجفت يداه وكلما ابتعد عنه ارتجل قلبه.. لعله كان خائفًا من التقرب منها للفارق العمري بينهما، لكن ما أخافه أكثر هو أن يبتعد عن تحقيق حلمه بها يومًا ما وأن يطول طريق السعي حتى يسبقه شخصٌ أخر وينتشلها من أحلامه الوردية التي كانت هي محورها... كان فريدة ومازن كثيران الشجارات ولطالما هرب مازن من منازعتها، وفي العديد من المرات كانت فريدة تذهب للمبيت برفقة شيرين وإسراء في ڤيلا عائلة الدالي.. كانت شجاراتهما مستمرة ودائمة لكنها ورغم ذلك لم تزعزع من حبهما الأبدي لبعضهما البعض... فعُقب كل شجارٍ يتصالحان بسرعة وكأن شيئًا لم يكن..، وفي كثير من المرات التي تذهب فيها فريدة لبيت مالك كان مازن يتركها تبقى هناك عدة ساعات حتى تنفس عن غضبها وحزنها وكي تقضي بعض الوقت مع شيرين وإسراء لعل جلستهن تحسن من مزاجها ثم يذهب لها في وقتٍ مُتأخر من الليل قائلًا للجميع جملته الشهيرة بمرحه المعهود : "معلش يا جدعان هستأذنكوا في مراتي تبات معايا لو معندكوش مشاكل.. مبعرفش أنام غير وهي مخمودة جنبي.. قصدي وأنا واخدها في حضني."
ثم يقبل جبينها ويعتذر لها أنه أغضبها، حتى لو كانت هي المُخطئة لكنها لطالما أحب مصالحتها فهي حبيبته التي رأها تكبر أمامه منذ ريعانها..
كان حبهما في تزايدٍ دائم، كذلك الزوجين خالد وغنى اللذان تأقلما على بعضهما مع مرور الوقت.. أيضًا شجاراتهما لم تكن قليلة لكن سرعان ما يتصالحان قبل أن يسمحا للغضب أن يحفر مسافاته بينهما..
في الواقع كان الجميع يعيشون الحياة بتفاصيلها المعتادة، يومٌ يتسامرون وأخرٌ يتشاجرون، لكن وفي النهاية فالقلوب لأصحابها تحن وتأوي.
وفي صباح أحدٍ مُشرق يجلس مالك في مكتب فريدة ينتظرها بعد أن استأذنته بالذهاب لقضاء أمرٍ ما في دقائق معدودة.
كان يجلس شاردًا يحتسي قهوته الصباحية وبيده بعض أقلام التدوين ودفترٌ ذو غلافٍ جلدي موضوعٍ أمامه على طاولةٍ صغيرة، وأثناء سباحته في نهر أفكاره العميق أطل عليه وجه فريدة ذو الإبتسامة العملية قائلةً :
أنت تقرأ
كيف تصنع مريضًا
Romanceمضت السنون في لمح البصر.. لم يُدرك أن يأسه أعماه عمَّن يحبونه وعن سنوات عُـمره التي سرقها الحزن من بين يديه.. فقط أنامله تتحرك بعشوائية تُدوِّن كل ما يحدث بينما عقله لازال يعبث في غياهِب الماضي وزنازين دفاتره السوداء، ليفاجأ بالنور يضيء عتمة قبره عل...