『 الفصل التاسع عشـر : فـــراق؟ 』

75 7 10
                                    

ما تفتح القرآن هتلاقي سيدنا يوسف قال "لا تبتئس"

وسيدنا شعيب قال "لا تخف"

وسيدنا محمد قال "لا تحزن"

خلي دا منهج حياتك ومتفقدش أملك في ربنا مهما حصل 💙.

صلـوا علـىٰ الحبيـب قلوبكم تطيب 🦋💙⊁'.

-----------------

كيف يُمكن لبضعة أحرف أن تحول قلب بشر لعُش فراشة؟، وكيف يمكن لكلمةٍ واحدة أن تصبح كمركب سيدنا نوح لروحٍ اعتادت التيه في أمواج المحيط العاتية؟، كيف لكلمةٍ واحدة أن ترمم روحًا أنهكتها الهزيمة في لحظاتٍ معدودة وأن تأتي لها بنسمات الربيع بعد خريفٍ طويل تساقطت فيه أوراق الحياة؟؟؟
كانت هذه هي حال مروان الذي أتاه اعتراف نور في اللحظات الأخيرة قُبيل أن يتراجع وينسحب من أرض هذه المعركة كاعتراف "بيل" الجميلة للوحش قبل سقوط أخر وريقات الوردة السحرية وقبل موت الوحش العاشق بلحظات، لتعيد له "بيل" حياته مرةً أخرى كما أعادت نور ترميم روح مروان بكلمتها الوحيدة تلك.

نظر مروان أمامه بعد أن أغمض عينيه يحاول استرجاع ما سمعته أذناه مرةً أخرى..
تركيز.. تركيز.. لا شيء يحتويه رأسه سوى التركيز، يتمنى أن يَصدُر صدىً للصوت في رأسه الآن وفي هذه اللحظة.. لو أن العالم يتوقف عن الدوران وأن يتوقف الزمن عن المرور.. وأن تعلق الحياة به في هذه البُرهة الزمنية التي أخذت تُعيد نفسها على مسامعه.

مرت دقيقة... دقيقةٌ كاملةٌ على هذا المنوال يود لو أنه أصيب بالصمم بعد كلمتها التي أطفأت حرائق حبه الشجن ولا يستمع لصوتٍ أخر بعد صوتها المُحبب لفؤاده.. هكذا كان يفكر بعدما وقف مُستندًا بمرفقيه على سور الشرفة وقد مدَّ بصره للأفق، ليس بمقدوره التنفس كالبشر الآن كما لو أنَّ رئتيه قد نسيتا كيفية التنفس، أغمض عينيه مجددًا وأخفض رأسه بعض الشيء لتنطلق منه تنهيدةٌ صغيرة أفضت بكل ما به ليستدير مُعطيًا وجهه لها، ليجدها على ذات الوضعية التي اتخذتها، تضم نفسها ولسببٍ ما كان جسدها بأكمله يرتجف ومقلتيها مغرورقتان بعبراتٍ مكبوتة، بينما هي تحاول تفادي عينيه ونظراته المُتشدقة بالحنان جثا هو على ركبتيه أمامها ليضيف قائلًا ببسمةٍ واسعة وعينان تعكسان الراحة الكامنة في لُبِّه بصوتٍ أجش حنون :

_"ممكن أعرف الدموع دي ليه طيب؟؟؟ "

أردفت نور بصوتٍ مرتجف مهزوز :

_"أرجوك إفهم.. أنا مكركبة جامد، بشكل إنتَ متقدرش تتخيله ولا تصلحه، وكل ما أحس إني بدأت أصفى تحصل حاجة تعقدني أكتر... أنا بدأت أقتنع فعلًا إن المشكلة فيا أنا."

عقب مروان حديثها بنفس هدوءه وحنانه :

_"متقوليش كدا يا شمسي.. أنا كدا هزعل بجد.. إنتِ بس مضغوطة فَمش عارفة تركزي، وحاطة جواكِ طاقة سلبية.. متحطيش في بالك إن دي مشكلة، إنتِ أجمل حاجة شافتها عنيا وأنا بحبك."

كيف تصنع مريضًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن