ومُحمَدٌ نورٌ إذا حلَّ فِي ظُلمـة قلبٍ أضآئها صلّوا عليهِ وسَلِمـوا تَسليمًا🤍🌻
—————————————————
_"غصب عني يا خالد.. يعني هو أنا مش من حقي أغير عليك؟! "
_"لا يا غني دي مش غيرة.. دي قلة ثقة في فرق، وفرق كبير كمان بين إني أكون بغير عليكِ وإني أكون مخونك ومش واثق فيكِ.. والفرق بيوجع على فكرة."
رددت هي بصوتٍ مُحتقن :
_"حقك عليا والله أنا أسفة أخر مرة."
عقب خالد حديثها بنبرةٍ جامدة وقد استدار مُعطيًا إياها ظهره :
_"أنا عارف إنها أخر مرة بس كلامك ونظرتك ليا إني واحد خاين وميتأمنش وجعوني يا غنى... عمري ما كنت أتوقع إن دي تكون نظرتك ليا..، بالعكس دا أنا متوقع إن لو حد إتكلم عليا قدامك وقال في حقي حاجة مش صح إنتِ أول واحدة هتقول أنا جوزي مش كدا.. لكن إنتِ ومع أول قرصة ودن وقعتيني من عينك وطلعتيني قدام الكل إني خاين وحقير.. أنا؟ أنا يا غنى؟؟؟ أنا أعمل كدا وإنتِ عارفة أنا حفيت على وشي قد إيه علشان أهلك المعترضين على جواز القرايب يوافقوا؟؟؟ أنا بجد مستغرب.. مستغربك، أصل إزاي إنتِ في لحظة واحدة نسيتي خالد واللي بينك وبين خالد وتربية خالد وتفكري فيه بالطريقة دي؟؟؟ هونت عليكِ طيب؟! "
ومع إنتهاء كلماته أجهشت غنى بالبكاء دون توقف، بكاءً مزق نياط قلبه الذي يهيم بحبها، ودون إرادةٍ منه استدار لها واقترب منها ثم ضمها بين ذراعيه بحنانٍ شديد كأبٍ يضم ابنته إلى صدره الذي لا يتسع لسواها هي فقط من بين نساء العالم أجمع، كانت هي وحدها من امتلكت مفاتيح الأصفاد المُلتفة حول قلبه تقيده بعشقها دون سواها.
قالت بصعوبة من بين شهقاتها وعَبراتها الغزيرة التي أمطرت قميصه بها :
_"بالله سامحني.. أنا غلطت واتعرفت بغلطتي.. حقك عليا أنا اسفة والله العظيم."
أردف هو بهدوء يربت على ظهرها :
_"خلاص يا غنوة مفيش حاجة.. "
إستمرت هي بالبكاء بين ذراعيه كأنها لم تسمعه ليضيف هو بنبرةٍ ودودة أثناء مداعبته خديها :
_"ما قولنا خلاص بقا صلِّ على النبي.. خلاص بقى قلبك أبيض."
هدأت من روعها قليلًا ثم مسحت دموعها وقالت :
_"يعني إنتَ خلاص بجد مبقتش زعلان مني؟؟؟ "
حاوط خصرها هو بينما لازال يقربها إليه أكثر بحنان قائلًا :
_"خلاص يا ستي بقى قلبك أبيض، يعني ينفع مسامحكيش بعد ما غسلتي القميص بعياطك طيب؟؟؟ دا يرضي ربنا دا؟، دا حتى أنا كدا أبقى جاحد.. "
أردفت غنى بسرعةٍ معقبةً :
_"لا إنتَ مش جاحد خالص إنتَ فُلة أوي."
أنت تقرأ
كيف تصنع مريضًا
Romansaمضت السنون في لمح البصر.. لم يُدرك أن يأسه أعماه عمَّن يحبونه وعن سنوات عُـمره التي سرقها الحزن من بين يديه.. فقط أنامله تتحرك بعشوائية تُدوِّن كل ما يحدث بينما عقله لازال يعبث في غياهِب الماضي وزنازين دفاتره السوداء، ليفاجأ بالنور يضيء عتمة قبره عل...