افتح سورة {طَه} ونعيدها وما نشبع منها والله!
كيف لقلوبنا أن تُقاوم جمال " وأَلقَيتُ عليكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ علىٰ عَيْني "
كيف لأرواحنا ألّا تسكُن وتطمئنّ بـ " إنّي أنَا رَبُّك "
صلّـوا علـىٰ الحبيـب قلوبكـم تطيـب 💚🌻⊁'.
___________________________________
في صباح السبت استيقظت «كوزيت» على صوت منبهها الذي ضبطته ليوقظها في تمام الثامنة صباحًا لتستعد وتُـهيئ نفسها للذهاب لجامعتها ككل صباح..
نهضت من فراشها بتعب بعد أن قضت الليل كله تفكر في شخصٍ ما.. على هذا الحال هي منذ أشهر.. تقضي نهارها بأكمله شاردةً بطيفه الذي لا يغادرها مساءً إلا بحلول فجر اليوم الذي يليه.
اغتسلت وصففت شعرها على هيئة ذيل حصان وارتدت ملابسها التي كانت عبارةً عن كنزةٍ صوفيةً من اللون البُني وبنطالٍ ضيق من الجلد الأسود مع حذاءٍ جلدي ذا كعبٍ مرتفع ليزيد من قامتها المتوسطة مع إضافة بعض مساحيق التجميل التي أبرزت ملامح وجهها الهادئة.
أخذت تجمع فراشيها وعُلب الألوان ومشروعها الذي استمرت بالعمل عليه ثلاثة أسابيع متواصلة ثم خرجت تتناول الإفطار مع والدتها «صوفيا» وجدتها «ماري» التي تحدثت أثناء ابتلاع حفيدتها الطعام :
_"كوزيت.. بإمكانك شراء الطعام بالطريق عزيزتي هيا انهضي واذهبي لجامعتك كي لا تتأخري على أول محاضرةٍ كعادتك."
ابتلعت كوزيت ما بفمها من لقيمات لتنهض مُسرعةً دون أن تنطق، حملت حقيبتها ثم انطلقت تتجه نزولًا بالسلالم دون أن تنتظر المصعد بينما نظرت جدتها في أثرها بتعجب لتردف مُتحدثةً إلى ابنتها ووالدة تلك التي غادرت منذ لحظات :
_"صوفيا.. إبنتكِ هذه أصبحت غريبة جدًا، لم تكن بهذا الهدوء من قبل."
تنهدت صوفيا بقلق وهي تدهن إحدى شرائح الخبز بالمربى ثم أردفت :
_"هي على هذا الحال منذ عِدَّة أشهـر.. لا أعلم ماذا حدث جعلها هادئةً وشاردةً طيلة الوقت هكذا.. أتمنى أن تكون بخير فقط وأنها لا تتعرض للإزعاج في الجامعة."
____________________________________
تجلس في إحدى عربات المترو المختلطة تستند رأسها على يدها وعيناها تحومان في الأفُق الواسع أمامها.. تحدث نفسها بصوتٍ يدور صداه بجوفها قائلةً :
_"تُرى هل سأقابله اليوم؟.. هل سأراه مُجددًا صدفةً بأحد الأيام؟.. هل سيعرفني إن رأني أو أنه سيمضي دون أن يتعرف إلى ملامحي؟.. ربما... "
سكتت قليلًا ثم تابعت ترد على حديثها السابق كأنها تحاور شخصًا أخر :
_"يكفي كوزيت.. توقفي عن التفكير به.. لقد مضى منذ أشهر عديدة، لا يوجد حتى أثرٌ له توقفي عن تفكيرك السخيف وغير المُبرر هذا، لقد تدهور نومك وأهملتي أسرتك لشِـدَّة تفكيرك بذاك الشخص."
أنت تقرأ
كيف تصنع مريضًا
Любовные романыمضت السنون في لمح البصر.. لم يُدرك أن يأسه أعماه عمَّن يحبونه وعن سنوات عُـمره التي سرقها الحزن من بين يديه.. فقط أنامله تتحرك بعشوائية تُدوِّن كل ما يحدث بينما عقله لازال يعبث في غياهِب الماضي وزنازين دفاتره السوداء، ليفاجأ بالنور يضيء عتمة قبره عل...