صلـوا علىٰ الحبيـب قلوبكـم تطيـب 🫒🤍. '
_________________________________
_"فرح أروى بعد أسبوع يا نور.. ومروان كلمني وقال إنه هييجي وكمان طلب إيدك مني."
زمَّت نور شفتيها بتحفظ وران عليهم الصمت لدقائق قبل أن تلحظ أروى كف نور التي انقبضت وتشكلت على شكل قبضةٍ تضغط نفسها بعصبيةٍ وخوف.. أمسكت أروى بيد نور برقةٍ وحنان وأعطتها نظرة اطمئنان لتتنفس نور بتوتر وكأنها تحاول أن تخرج اضطراباتها بهذه الزفرة الطويلة.. تحدث مالك بهدوء ونبرةٍ جادة يشوبها بعض الحنان :
_"إنتِ عارفة إن إنتِ بالنسبالي حاجة ومروان بالنسبالي حاجة تانية خالص... إعرفي وإتأكدي إني مش هجبرك ولا هفرض عليكِ حاجة.. بس إنتِ دلوقتي كبيرة وعاقلة فكري بحكمة وإدي نفسك فرصة تقرري فيها... دي مش مسألة سهلة فكري كويس وإدي فرصة لعقلك وقلبك يقرروا سوا."
أومأت نور برأسها دون أن تنطق ببنت شفة لتستأذن منه أروى أن تأخذ نور وتغادران الغرفة لتخلدا للنوم.. أذن لهما مالك بالمغادرة وما إن تجاوزتا حدود الغرفة حتى قبضت أروى على كتفي نور بقوة قائلةً لها في ذهول :
_"إنتِ هبلة؟؟؟ ليه مقولتيش إنك موافقة؟؟؟ "
أزاحت نور يدي أروى ببعض العنف قائلةً :
_"عشان أنا لسة موافقتش، وبعدين متقوليش هبلة!!. "
تنفست أروى بهدوء ثم قالت وهي تشير لنفسها :
_"بصي يا نور.. أنا عارفة إني كنت وحشة معاكِ.. ولحد فترة قريبة كنت بتعمد أقلل منك وأقول كلام يضايقك.. أنا أسفة يا نور، أنا بجد أسفة وأنا فعلًا بحبك ومعتبراكِ زي أختي بالظبط.. أرجوكِ اقبلي الاعتذار دا مني وتعالي نبدأ صفحة جديدة مع بعض.. "
صمتت نور والكلمات تعجز عن التعبير.. لم يخطر ببالها أنه سيأتي اليوم الذي تواجهها به أروى هكذا.. ران عليهما الهدوء حتى نطقت أروى بنبرةٍ متحشرجة وأعينٍ محتقنةٍ بالدموع :
_"للدرجادي أنا آذيتك ومش قادرة تسامحيني؟؟؟ "
ضربتها نور على كتفها قائلةً باندفاع :
_"بطلي هبل يا قصيرة.. إنتِ أختي يا عبيطة."
_"بس متقوليش عبيطة يا فِرعة"
تبادلتا العناق بحبٍ جمٍّ ثم اتجهتا لغرفة نور حيث ستبيت أروى برفقتها الليلة، سارتا تعانق كلًا منهما الأخرى في مرحٍ وسرور تغنيان بعض الألحان الطفولية أثناء مشيهما بطريقةٍ مُضحكة غير منتبهات لزوج الأعين الذي يراقبهما من على بُعد خطواتٍ بهدوء، اتجهت الفتاتان لغرفتهما وابتلعتهما الردهة الطويلة واخفتهما بداخلها لتتحدث إسراء وهي تشاهد هذا المشهد بتعجب :
_"مالهم دول.. اتهبلوا في أخر الليل ولا إيه؟؟؟"
رفعت كتفيها ومدت شفتيها للأمام بحيرة ثم اتجهت لغرفتها وهي تجفف شعرها.
أنت تقرأ
كيف تصنع مريضًا
Romantizmمضت السنون في لمح البصر.. لم يُدرك أن يأسه أعماه عمَّن يحبونه وعن سنوات عُـمره التي سرقها الحزن من بين يديه.. فقط أنامله تتحرك بعشوائية تُدوِّن كل ما يحدث بينما عقله لازال يعبث في غياهِب الماضي وزنازين دفاتره السوداء، ليفاجأ بالنور يضيء عتمة قبره عل...