" بدأت رحلتنا باختلاف الطرق، فهل ترانا نلتقي؟ 🤎."
عندما كان أدم عليه السلام في الجنة وحيدًا، خلق الله سبحانه وتعالى حواء من ضِلعه الأعوج، الأقرب للقلب، لتكون له المسكن والسكينة.
_ يا ماما هو كل مرة نفس الحوار ده، صعبة يعني عليكِ إنك ترفضي وخلاص، أنا مش مستعدة لأي حاجه من دي دلوقتي.
_ يا حبيبة ماما عشان خاطري، عايزة أفرح بيكِ يا رؤى، طب بصي قابليه بس ولو مرتاحتيش ارفضي.
قولت بزهق: _يا ماما وأنا ليه أجيب الناس البيت وأنا كده كده هرفض.
قالت بزعل:_ يعني خلاص مش عاوزة تريحي قلبي خالص، براحتك.
_ خلاص يا ماما متزعليش، أنا موافقة يجي، لكن لو مش مرتاحة هرفض من غير نقاش تمام.
حضنتي بفرحه وقالت_ تمام يا نور عيني.
النهار خِلص والليل بدأ، النجوم ملت السماء، وظهر القمر بنجمته المصاحبة له دايمًا، وضيوف ملوا البيت، غير مرغوب فيهم بالنسبالي.
_ تعالي يا رؤى عشان تقدمي العصير للناس يلا.
_ هاتي يا ماما، يا ربّ أتكعبل ويقع عليه.
ضربتني على إيدي وقالت:_ بس يا بنت يلا قدامي.
دخلت بخطوات متوترة جديدة عليا، قولت السلام عليكم، حطيت العصير على ترابيزة في نص الأوضة وقعدت.
بعد بعض الجمل المتعارف عليها في المواقف دي، وسَرحان طويل خِلص على جملة" طيب نسيب العرسان لوحدهم شوية."
سكوت دام لعشر دقايق، واى ده ما شاء الله السجادة بتاعتنا فيها لون أزرق!
قطع شرودي صوته:
_ ازيك؟
_ رفعت راسي بهدوء وقولت:_ الحمدلله
_ يا ربّ دايمًا، أعرفك بنفسي أنا سليم عندي ٢٧ سنة مهندس، والحمدلله عندي شقه كويسة ومرتب كويس.
أخدت نفس بهدوء وقولت: أهلاً بحضرتك انا رؤى ٢٢ سنة محامية.
_ طيب مش عايزة تسأليني في أي حاجه؟
هزيت راسي بهدوء وقولت:_ ممكن أعرف اي وجهة نظرك في الزواج عمومًا؟
_ واللهِ يا آنسة أنا كل اللي شايفه إن هو شيء لابُد منه، يعني احنا بنتجوز عشان نعمر الأرض، سنة الحياة عمومًا.
قولت باستنكار:_ بس!، هي دي كل رؤيتك للزواج؟
_ أه، هل المفروض يبقى فيه حاجه غير كده؟
هزيت راسي وقولت:_ إطلاقًا، أنا كده تمام ومش عايزة أسأل على حاجه تاني.
_ طب ممكن سؤال؟
_ اتفضل.
_ كنت عايز أسألك يعني هل كلمتي حد قبلي قبل كده؟
ابتسمت بسخرية وقولت:_ والله يا بشمهندس أنا لسه عارفاك من عشر دقايق، يعني مفيش عشم بينا للدرجة دي.
ملامح وشه اتغيرت وقال:_ أنا مش بهزر!
رديت بلامبالاة:_ ولا أنا، أعتقد إنه مش من حقك سواء تعرفني أو لأ إنك تسأل السؤال ده ولا إنك تنتظر مني إجابة.
قال بدهشة:_ يعني اي ده؟
_يعني زي ما سمعت، حياتي قبل كده خاصة بيا أنا وبس، أنا مسألتش حضرتك نفس السؤال ولا فكرت فيه، مع إن لو فكرت بنفس منطقك هقول من حقي، بس إنت كده جاي تهد بيت قبل ما يتبني با بشمهندس، وبعدين سواء أنا كلمت حد قبلك أو لأ، ده بيني وبين ربنا، المفروض مني أرفع ستر ربنا عني عشان خاطر حضرتك!
اتنهدت بتعب وكملت:_ سيدنا محمد صل الله عليه وسلم قال: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين"، يعني اللي ربنا بيستره وبيتعمد يرفع غطاء ستر ربنا عليه بيتحرم من عفو ربنا، تفتكر أنا ممكن أعمل كده عشانك أو عشان حد؟
قال بعد سكوت دقيقتين: تمام مفيش مشكلة، بس عشان أكون صريح معاكِ، لو قدر الله وكملنا أنا هفضل حاسس بنسبة شك ولو بسيطة.
ابتسمت باستهزاء وقولت:_ واي اللي يجبرك!، بجد والله اي اللي يجبرك إنك تكمل مع واحدة هيبقى بينكم شك من الأول، طلبك مرفوض يابشمهندس، ونصيحة بجد روح افهم دينك كويس واتعالج عشان إنت بجد محتاج تتعالج،
كملت وأنا بقف:_ شرفت.
خرج وماما دخلت بسرعة وقالت بلهفة:_ ها يا رؤى رأيك اي؟
اتنهدت وقولت بإبتسامة:_ أول مرة أخد بالي يا ماما إن السجادة بتاعتنا فيها لون أزرق.
_ واللهِ، وقت هزارك ده يعني، قوليلي حصل اي؟
_ ولا حاجه، أعتقد باين على وشه وهو خارج، رفضته.
ردت بزعل:_ يا بنتي ليه كده بس؟
_ يا ماما ده مريض، ده لسه شايفاه من عشر دقايق ويقولي كلمتي حد قبلي ولا لأ! اي العبث اللي بتخلوني أشوفه ده بجد.
_ بس يا بنتي إنتِ عمرك ما عرفتِ حد ربنا يحفظك، ده إنتِ تربيتي برده، مقولتيش ليه؟
_ مش من حقه يا ماما، وبعدين مش مقتصر على النقطة دي بس، عقلية زي دي هتبقي حياتي معاه عاملة ازاي بعد كده.
اتنهدت وأنا بكمل:_ إنتِ كنتِ عاملة أكل حلو صح، قومي قومي ناكل بلا عِرسان بلا هم.
ضِحكت وحضنتني وقالت:_ يلا يا أخرة صبري، ربنا يباركلي فيكِ ويفرحني بيكِ.من فترة مش بسيطة قرأت جملة عن التعامل مع الذنب " لا تذكره أبدًا، لا تتجاوزه أبدًا."
احنا كلنا بشر، كلنا بنغلط، لكن مينفعش نقف عند الغلط دا ونوقف حياتنا، اللي علينا إننا نتوب ونصلحه، لكن لا نتجاوزه، يعني نتعلم منه ونفتكره دايمًا عشان منقعش فيه تاني.
لكن المهم عدم ذكر الذنب أبدًا مع حد، لأن الله يُغير، أما البشر يعيرون ولا يغيرون.
وفي الختام كان انتصار أدم عليه السلام في معركته الأولى على الشيطان يكمن بتوبته، لذا إياك واليأس، فمادام الله يأذن لك كل يوم بالحياة، فاعلم أن فرصك لم تنتهي.#حكاوي_رؤى_وسليم
#السلسلة_الثالثة.
أنت تقرأ
حكاوي رؤى وسليم.
Randomوكما كانت جدتي تروي لي القصص كلما ذهبتُ إليها، سأروي لك.. سأروي لك قصصي، فتعجب أنها عنك، معك، قصص تخيلتها معك قبل أن تأتي، وقبل أن أعلم بك. تنظر لي وتبتسم على مشاكستي الدائمة لك، وتغضب عندما أصنع منك شخصًا لا علاقة لك به. سآخذ يدك في جولة عني وعنك...