PART24(ومن الحب ما قتل)

436 39 6
                                    

لحظات تحبس الأنفاس ، نظرات الخبث في عينيه فور نطق تلك الجملة التي وقعت علي مسمعها كالصاعقة ، أخذت تتردد داخل عقلها تيقنت أن لا سبيل للهرب..أدركت أنها قد وقعت في مكيدة دُبرت لها بإمتياز..

"متجوزة! على كده عندك فكرة سابقة عن اللي هيحصل الوقتي..."

خفق قلب "أمينة" بعنف وشعرت بالخطر يحاوطها ، فركضت نحو الباب تحاول فتحه لكن يده منعها ثم جذبها عنوة ودفعها نحو أحد الطاولات ثم حاصرها بيديها ، فحاولت هي ضربه كما علمها شقيقها لكن لا فائدة ، كان أقوي منها ، حاولت دفعه والصراخ فكتم صوتها بيده ، شعرت أنها نهايتها وكادت تفقد الأمل في حياتها لولا صوت إنفتاح الباب القوي تلاه جذب أحدهم ذلك الحقير حتي أسقطه أرضًا وإنهال عليه بالضربات ، حاولت "أمينة" تنظيم أنفاسها وتهدئة إرتجافة جسدها الذي إطمئن عندما أدركت أن ذلك الشخص لم يكن سوي "أدهم" لا تعلم كيف ومتي حضر هو لكن كل ما تعلمه أنها الأن في أمان بفضله..

أخذ "أدهم" يسدد لكماته في وجه ذاك دون توقف وقد برزت عروقه بغضب وعيناه تطلق الشرار...فكرة أن أحدهم تجرأ على لمس فتاته باصابعه القذرة تحرق روحه لدرجة غير معقوله ، يري موت ذلك الحقير أمامه بأبشع ألوان العذاب..

قد إمتلأت القاعة بالطلاب سلفًا ، الذين وقفوا متفرجين فقط ، حتي حضر عميد الكلية بعدما أخبره أحد الطلاب عن وجود مشاجرة في المكتبة ، والذي صاح "بأدهم" قائلاً بينما يحاول دفعه عن "تامر":

"إيه المهزلة اللي بتحصل دي ، خناقة جوه الحرم الجامعي"

ترك "أدهم" ذاك الذي لم يعد يتبين في وجهه ملامح من كثرة الدماء التي تغطيه ، ثم إلتفت بقوة لذلك الرجل الذي يرتدي بذلة رسمية ويوجه حديثه له بلهجة غاضبة ، ثم كرر ورائه بإستهزاء قائلاً:

"الحرم الجامعي! والحرم الجامعي بتاعك اللي بيمنع الخناق ، وبيسمح بالإعتداء عادي؟"

عقد العميد حاجبيه ثم هتف بإستنكار:

"أنت بتقول إيه يا جدع أنت!"

رد عليه "أدهم" بوقاحة قائلاً:

"بقول إن الأستاذ حاول يعتدي على مراتي ، ده غير إنه داير في الجامعة كلها يقول إنها ماشية معاه ، أنا ليا حق ومش هسكت إلا لما أخده منكم كلكم"

همهمات الطلاب الذي تعالت من حولهم جعلت الوضع يتعقد أكثر ، فهتف العميد بهدوء يحاول تدارك الموقف:

"طيب ممكن تهدي ونتكلم في مكتبي ، خدوا الولد ده ودوه المستشفي يتعالج"

صاح "أدهم" بإعتراض قائلاً:

"مش هيمشي من هنا غير لما أخد حقي منه ، تحب نتكلم في المكتب ولا نخليها مشاعة قدام البهوات"

"تمام إتفضلوا معايا على المكتب."

حاوط "أدهم" كتف "أمينة" يغدقها بحنانه ، ثم سار معها نحو مكتب العميد الذي تحدث فور أن جلسوا أمامه:

الدُخلاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن