part

14 5 0
                                    

ساعة الحائط تدق بعنف معلنة عن قدوم منتصف الليل بكل جبروته وسكونه, إنه الظلام المخيف, إنها الوحدة المميتة والجنون المُطبق.. ها أنا أقف في قلب الظلام أتراني؟؟ نعم أحمل بين يدي شمعة تتراقص نيرانها لتداعب وحش الظلام, ينعكس لهيبها على وجهي فأبدو كخاطف الأرواح الذي جاء ليسلبك روحك, أواجه مرآة الحائط وأنظر لها في تركيز شديد, في الحقيقة أنا أنظر الى لهيب الشمعة المنعكس في المرآة, يجب أن اتأمل اللهب لمدة نصف ساعة كاملة, لا يجب أن أرمش بعيني كثيرا, ربما ثلاثون مرة فقط, اللهيب يتراقص على سيمفونية صفير الصمت وأنا أشاهده مبهورا..

ألا ترى معي تلك الصور التي راحت تتشكل في المرآة, إنها وجوه كثيرة لأشخاص من كافة العصور, الأزياء مختلفة ومتباينة, نعم نعم أنا أتخيل فقط, هناك وجه مخيف يتربص بي ويحملق في وجهي, أراه في ظلام المرآة, وجه بشع أسود, مخيف, أشد ظلاما من ظلمة المرآة نفسها, قلبي يضطرب وجبيني يتعرق, الخوف يمس روحي من الداخل, لا يمكن أن أتراجع الآن أبدا.. نعم أعرف أن هناك سؤال يراودك وتتمنى لو أجبتك عليه..
لماذا أقف هنا؟؟!!

حسنا سأخبرك لماذا أقف هنا حتى تنتهي الثلاثون دقيقة, إنها ماري الدموية, لقد أخبرني أحدهم أنه قد استدعاها, عرفت منه كل الطقوس اللازمة لاستدعائها, قيل لي أنها تخبرك بالمستقبل وبكل الأحداث الهامة التي ستحدث لك, أخبرني كذلك أنني يجب أن أعتذر لها قبل أي شيء, وقال لي في نهاية الحديث أن الأكثرية يفشلون في استدعائها لأنهم يفقدون تركيزهم سريعا أمام المرآة..

لذا فقد قررت أن أحاول مهما كان, خاصة وأنا أعيش هنا مع خالي بعد أن توفى والديّ في حادثة, الحياة هنا كالجحيم إن كنت لا تعلم, خالي هو فرعون يمشي على الأرض يعاملني كعبد قد أشتراه من سوق الرقيق, يستعبدني كجارية حسناء في قصر الملك.. لذا فقد سقطت في عوالم الرعب وتعمقت في البحث عن مواقع الرعب والفزع, وتعرفت على أحدهم هناك من خلف الشاشة, تواصلنا لأشهر طويلة, وبحثنا عن كل كتب السحر وطرق التحضير

, حتى أخبرني بالأمس عن ماري الدموية, وأخبرني بالمطلوب, تغلق نور الغرفة وتقف أمام المرآة وتحمل بين يديك شمعة, تحاول بقدر استطاعتك ألا تفقد تركيزك وألا تنظر لشيء غير لهب الشمعة, وما زاد شوقي للأمر أنه قال لي أنه قد فعل الأمر وتواصل مع ماري, لذا فقد قررت وها أنا أفعل..

لقد مرت الثلاثون دقيقة سريعا, ما أسرع الزمن حينما نتحدث مع شخصا نحبه, نعم أنا أحبكم يا أصدقاء.. الآن سيكون طقس الاستدعاء الأخير, استجمعت أنفاسي وبعضا من شجاعتي وهمست بصوتٍ خفيض..
" ماري الدموية, أنا قتلت رضيعك "
لا شيء..

تنفست الصعداء لأنني حقا لا أريد أن يحدث أي شيء, هناك جزء مني يصرخ خائفا, فقط أريد أن أحكي قصة مشوقة على موقع الرعب وكأن الأهوال قد حدثت معي..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 06 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Bloody Maryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن