في لحظات الهدوء الليلية، خرج إيثان إلى الهواء الطلق، يتيح لنسمات الليل لتداعب وجهه. استنشق عميقًا، وكأنه يحاول تفريغ عقله من تلك الأفكار المعقدة. كانت اللحظة هادئة ومليئة بالسكون، وفي تلك اللحظة التي يتأمل فيها، بدأت ذكريات الطفولة تلتف حوله.
ذهبت عقوله إلى أزمنة البراءة والبهجة، عندما كانوا جميعًا أطفالًا يلهون في فناء المنزل، يضحكون ويستمتعون ببساطة الحياة. كان دين، شقيقه، دائمًا إلى جانبه، وهما يشاركان سويًا في كل تفاصيل الطفولة. الألعاب والضحكات والأحاديث اللامتناهية كانت جزءًا من حياتهم اليومية.
لكن مع مرور الزمن، نمت هذه الأطفال إلى شباب بالغين، وأصبحت الأوقات البسيطة معًا أشبه بكنز لا يقدر بثمن. كان لحظات الانفصال والمرارة القادمة، لكن إيثان كان يحاول الاحتفاظ بجمال تلك اللحظات.
في ضوء الشمس الخافتة، انغمست روحه في طيات الذكريات، محاولًا إيجاد القوة والعزيمة لمواجهة التحديات القادمة. وفي وسط هذا الهمس اللطيف للذكريات، أدرك إيثان أن هناك أشياء لا تزال تجمعهم، حتى وإن كانوا في مسارات حياتهم المختلفة.
تاركًا اللحظة تتأمل في الهواء الليلي، عاد إيثان إلى المنزل بقلب مليء بالحنين والامتنان نحو اللحظات الجميلة في ماضيه، وفي نفس الوقت، يحمل تفاؤلًا للمستقبل المجهول الذي ينتظرهم.
بينما كان إيثان يتأمل في الذكريات، شعر بحاجة قوية لتقديم الدعم والقوة لشقيقه دين. دين، الذي كان يشعر بوطأة المهمة الضخمة التي هم بها، كان يستنشق عميقًا، يحاول تجاوز التحديات الملتبسة أمامهم.
دون أي كلمة، اقترب إيثان من دين بحنان وأحاط به بذراعيه في حضن قوي. كان الحضن يحمل في طياته الدعم والأمان، كأنه رسالة صامتة من الأخ الأكبر إلى الأخ الأصغر: "نحن سنتخطى هذا معًا."
دين، بينما كان في حضن أخيه، شعر بالقوة التي يمنحها إيثان والتي ألهمته ليحتضنه بقوة أيضًا. كان هذا التبادل الصامت من الحضن يحمل وعدًا بالوقوف جنبًا إلى جنب، بغض النظر عن الظروف الصعبة التي قد يواجهونها.
بينما كان إيثان يوفّق دين بحضنه القوي، أطلق دين تنهيدة هادئة تنبعث من صميم قلبه. "كل شيء سيكون على ما يرام، إيثان. أنا ممتن لوجودك معي في هذه اللحظة الصعبة."
إيثان ترك دين ونظر إليه بابتسامة مشجعة، "نحن قوة واحدة، دين. سوف نجتاز هذا المحطَّة معًا، وسنجعل كل شيء يعود إلى مساره."
دين أبدى تقديره بنظرة حميمة، "أنت شجاع وقوي، إيثان. لا يمكنني طلب شقيق أفضل منك."
كانت تلك اللحظة تحمل وعدًا صامتًا بين الأخوين، وكلما زادت العاطفة في همس اللحظة، كلما أصبحت قوتهما أكبر. كانوا يعلمون أنّ الطريق أمامهم طويل ومعقد، لكن الوعد بالتضامن لا يعرف حدودًا.
أنت تقرأ
الصياد/ The Hunter
Fantasíaعندما يُعبث بكتاب غامض يكشف عن أسرار عالم سفلي، ينقلب عالمه رأسًا على عقب. حينما يعلم أنه فتح بوابة لكائنات لا تُصدق، تسلك طريقها إلى أرض الواقع قادمة من العالم السفلي. فهل سيتمكن من تدارك الأمر و إعادتها إلى العالم السفلي؟ أم هل ستكون نهايته محطمة...