حكاية ٩

15 3 0
                                    

هننقل حكايتنا المرة دي لبيت بسيط على التراث القديم، كل حاجه فيه بتفكرك بأيام الزمن الجميل زي ما بيقولوا، بس بالنسبة ليا يمكن دي أكتر أيام كان فيها بركة.
_ ماما، ماما أنا رجعت.
_ رؤى!، وأخيرًا يابنتي، هونت عليكِ سنة كاملة من غير ما أشوفك!
حضنتها وقولت:_ حقك عليا يا ماما والله، إنتِ عارفه إنه كان غصب عني، وعارفه كمان ظروف شغلي.
_ خلاص يا حبيبتي الحمدلله على سلامتك، ادخلي ارتاحي على ما أحضرلك الغدا، دي خالتك هتفرح أوي لما تعرف إنك رجعتِ، ده إنتِ وحشتيها أوي.
ابتسمت بهدوء وقولت:_وهي كمان والله، ابقى سلميلي عليها، هقوم أصلي وأجي أساعدك في الأكل.
قفلت باب الأوضة وسندت عليه وأنا بتنهد بوجع، عيني لفت في الأوضة كلها وأنا ببصلها باشتياق، كل ركن فيها بيعبر عني، كان صعب عليا أوي أسيبها وأسيب كل حاجه وأمشي، لكن كان شر لابد منه، أو خير الله وحده يعلم.
_ يلا يا رؤى يا حبيبتي الغدا جهز.
فوقت من سرحانِ على صوت ماما فرديت:_ حاضر يا ماما جايه أهو.

_ قوليلي بقا يا ماما عاملة اي وعملتي اي في غيابي، اوعي تكوني اتجوزتِ يا بطة!
ضربتني على إيدي وقالت:_ بس يا لمضة، أنا الحمدلله يا حبيبتي بقيت بخير لما شوفتك.
_ ماشي يا بطة ربنا يديمك ليا، بقولك صحيح أنا هنزل بكره عشان أنقل ورقي في الجامعة عشان أبدأ شغل إن شاء الله.
_ ماشى يا حبيبتى ربنا يوفقك.

" ونظن أن ليالي العمر تمضي بنا، ثُم نُدرك أن يدها خاويةٌ منّا."

_ ماما، أنا همشي أنا بقى ادعيلي.
خرجت من المطبخ وهي بتقول:_ استني يا رؤى افطري، رؤى اى اللي إنتِ لبساه دا!
اتنهدت وقولت: ما إنتِ عارفه يا ماما إني عاوزة ألبسه من زمان.
_ طب وليه دلوقتي يا بنتي؟
_ يا ماما مش إنتِ دايمًا بتقولي إنك عايزة راحتي ، بالله أنا مرتاحة كدا، والله مش قادرة أتناقش أو أزعلك مني.
اتنهدت بزعل وبعدين ابتسمت وقالت:_ خلاص يا رؤى طالما إنتِ مرتاحة كدا خلاص، شكلك قمر أصلاً
ضحكت بفرحة وقولت:_ والله إنك أم عسل، هاتِ بوسة، أنا ماشيه بقا سلام ادعيلي.
روحت الجامعة والحمدلله كان نقل الورق سهل، خرجت من الجامعة وأنا برد على ماما:_ السلام عليكم يا ماما.
_ وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته يا حبيبتي، طمنيني عملتي اي؟
_ الحمدلله يا ماما والله، ربنا يسر لي نقل الورق وهبدأ الشغل من بكره إن شاء الله.
قالت بفرحه:_ الحمدلله يا حبيبتي، الحمدلله، تعالي بسرعه بقى عشان نحتفل سوا.
_ عنيا يا بطه، عايزة حاجه أجبها وأنا جايه؟
_ أه صحيح نسيت، آسر ابن خالتك في الكلية عندك، وبنحاول نكلمه مش بيرد، وخالتك عايزة منه حاجه، شوفيه فين وخليه يكلمها.
اتنهدت بتعب وقولت:_ والله يا ماما أنا مش قادرة لآسر وحواراته بس حاضر عشان خاطرك.
خرجت أتمشى شوية قدام الجامعة وأنا بدور بعيني على آسر، ببص في الساعة وبقول: يا ربّ ألاقيه فين ده بس، هو كان دايمًا بيبقى قدام الكلية في الوقت ده،
رفعت عيني وأنا بتنهد بهدوء وبحاول أدور عليه تاني، بس لاقيته ظهر قدام عيني هو وصحابه،
_ لا إله إلا الله، هكلمه ازاي وسط صحابه اللي عايزين الضرب كلهم دول، يا ربّ دبر لي أمري.
وسط حيرتي إني ألاقي طريقه أكلمه بيها، وقف قدامي هو واتنين من صحابه " مازن وزياد"
مازن اتكلم وقال: _ تصدق يا آسر، أنا أول مرة أشوف سواد بالشكل دا.
ضحك آسر وقال وهو بيحاول يمسك إيدي قبل ما أتحرك: _ وانا كمان، اي السواد ده كله، استني استني مش هتمشي!
رجعت ورا خطوتين قبل ما إيده تلمسني وقولت:_ عندك حق يا مازن فعلاً سواد، وأنا هخليه سواد على دماغكم إنتم التلاتة.
رفعت شنطتي وخبطت آسر في وشه فوقع على الأرض، وشاورت عليهم وقولت: بكره الصبح تبقوا عندي في المكتب، وهتتحولوا مجلس تأديب عشان التربية اللي أهاليكم فشلوا فيها،
قربت من آسر خطوة بعد ما قام وقولت:_ صحيح ابقي سلملي على خالتو يا آسر وقولها إنها للأسف فشلت في التربية، ومشيت.
_ مين دي يا آسر وتعرفنا منين؟
_ تعرفنا منين، ده احنا روحنا في داهية، دي رؤى بنت خالتي، وكانت الدكتورة اللي بتدرس لينا من سنة وشكلها رجعت تاني، ده هيبقي مجلس تأديب في الجامعة وفي البيت.
_ طب بمناسبة مجالس التأديب بقى، اتفضل أخوك نازل من عربيته هناك أهو.
ابتسم بخوف وقال:_ كده كِملت، مين كلمه؟
زياد ابتسم ببلاهه وقال: أنا اللي كلمته
_ يا أخي منك لله.
_ سليم حبيبي خير اي اللي جابك!
_ سليم رفع حاجبه باستنكار وقال: وأنا باجي لحضرتك غير في المصايب، اتفضل قدامي خلينا نروح ونشوف حل لمشكلتك الجديدة.
_ طيب بالسلامة إنتم بقى يا شباب وابقوا اسألوا عليا.
ركبنا العربية وسليم طول الطريق ساكت، وبيتنفس بعصبيه،
اتكلمت بخوف وقولت: _خلاص بقى يا سليم مش هتكرر تاني.
رد بزعيق:_ لا مش خلاص يا آسر، مش كل مرة نفس الموضوع، كل مرة أقولك احترم نفسك واتقي ربنا في بنات الناس، لكن ازاي، وأهي في الأخر وصلت لمجلس تأديب، مجلس تأديب يا شيخ، عاكست الدكتورة بتاعتك ولا اي.
ضحكت ببلاهه وقولت: _أه
سليم وقف العربية بصدمة وقال: يا أخي منك لله، أعمل فيك اي تاني.
_ طب تاخد الكبيرة بقى، الدكتورة دي تبقى رؤى بنت خالتنا.
قال بلهفه ممزوجة بصدمه:_ رؤى! هي رجعت، طب عاملة اي طيب؟
_ يا ابني هو أنا لحقت أكلمها، دي ضربتني بالشنطة وقعت على الأرض، مش عارف هي حاطه فيها اي، وبعدين أنا أكيد مكنتش أعرف إنها رؤى، كانت لابسه نقاب.
_ نقاب!

حكاوي رؤى وسليم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن