الفصل الثامن والعشرون
- ما شاء الله، حلوة الجلبية عليك .
تمتم بها بسيوني، معبرنا عن اعجابه وهو يدلف لداخل الغرفة التي بدل بها الاخر ملابسه، والذي كان يقف الاَن امام المراَة لا يصدق نفسه بالهيئة الجديدة ، حتى عقب ردًا عليه:- بجد يا بسيوني؟ يعني فعلا هي لايقة؟ ولا انت بتجاملني؟
ضحك المذكور يجيبه بمودة:
- وما تلجيش ليه بس عليك؟ انتي عودك سارح، دا غير ان كتفاتك عريضة وشايلة من فوج، ودي اهم حاجة، دا انت كدة ممكن تنافس غازي الدهشان بهيبتك دي؟- يا راجل!
دمدم بها ثم اطلق ضحكة جلجلت في قلب الغرفة المتواضعة، ليُكمل بابتهاج يشعر به:
- طب تصدق بقى، انا نفسي فعلا ادخل عليه بيها واخضه، عشان يعرف ان احنا كمان رجالة جامدين زيه، بس انت مقولتليش، دي بتاعة مين؟- بتاعتي
- بتاعتك!
- ايوة يا بيه بتاعتي متستغربش، بس من سنتين فاتوا، ما انا مكنتش ضخم كدة، الجتة والعضلات ربيتهم بسبب غازي الدهشان، من ساعة ما خلاني يده اليمين، اصر ان اكون حارسه الاَمين كمان، ربنا يباركلوا ، زودلي المهية اضعاف مضاعفة، عشان الأكل والتمرينرمقه يوسف بابتسامة حانية يربت على كتف ذراعه:
- واضح ان انت بتحبه اوي، والعلاقة ما بينكم اكتر من علاقة واحد والراجل اللي شغال معاه.- دا خيره عليا من ساسي لراسي. وانا افديه بروحي والله،
قالها بسيوني بصدق تخلل نبرته، ووصل الى الاخر بقوة، ثم ما لبث ان يغير دفة الحديث بقوله:
- المهم بجى انا كنت جايلك عشان نتغدى، الاكل جاهز وسخن برا ع الطبلية.سمع منه وتوسعت عينيه يردد بحماس لا يخلو من الانبهار:
- كمان ع الطبلية! ايه الجو ده؟ دا انا لو كنت طلبتها بنفسي مكنتش هلاقيها بالشكل؟ اني اعيش يومي في الريف بالكامل والتفاصيل المهمة دي.اضاف بسيوني يزيد من ابتهاجه:
- وهناكل برا في الهوا، جمب أحواض الزرع وتحت عرش العنب ، ياللا يا سيدي
- حبيبي يا بسيوني.
هتف بها بلهفة شديدة، قبل ان يتحرك على الفور ذاهبًا يسبقه للخارج، ليغمغم هذا من خلفه ضاحكًا:- يعني هي كانت أمنية بالنسبالك كمان؟ اما دي حكاية يا ولاد،
❈-❈-❈
- غازي مين اللي يتجوزني؟!
غمغمت بها، ومقلتيها تتحرك دون هوادة ، نحو والدتها وشقيقها الذي أخبرها بالأمر، وما تم بالجلسة حتى وصل الى ما انهى به الجدال، صاعقًا ناجي بقوله الحاسم ليغلق به باب النقاش.
فعادت تسأله بما يشبه الرجاء:- طب يعني انا افهم من كدة يا واد ابوي، ان انت جولت الكلام دا لأجل ما تسكت ناجي، وتمنع شره عني صح؟
رد يجيبها بجمود يحتفظ به من وقت مجيئه:
- لا يا نادية، مكنش كلام وخلاص، انتي فعلا دلوك بجيتي مخطوبة لغازي الدهشان، منتظرين بس تخلص سنوية المرحوم وبعدها تبجي مرته رسمي.
أنت تقرأ
ميراث الندم الجزء الاول والجزء التاني نسائم الروح
Literatura Femininaوضعها القدر تحت رعايته، لتستنجد به من غدر أعز الأحباب لديها، من أجل حمايتها، متعشمة في رجولته كي يساندها، حتى تسترد حقها وما سلب بخسة منها، ولكن ما لم تحسب حسابه هو أن تقع اسيرة بين يديه، وقد اغراه الطمع في فتنتها، يريد الاستئثار بها ، يختلق الحجج و...