مع توتر يعلو في الهواء، سحب دين كتاب الجحيم من حقيبته. الغلاف الجلدي للكتاب كان يبدو قديمًا ومتهالكًا، كما لو أنه احتفظ بأسرار قديمة للغاية. فتحه أمام الجميع، وبدأ بتصفح الصفحات بحثًا عن تلميح أو تعويذة تقودهم إلى بوابة الجحيم.
الصفحات كانت تمتلئ بنقوش غريبة وصور غامضة. دين كان ينظر بتركيز شديد، حينها وجد نقشًا قديمًا يشبه البوابة المطلوبة. كانت الرموز تتحرك تدريجيًا كما لو أنها تشير إلى اتجاه.
"لدي شيء هنا!" أعلن دين، وجميعهم انضموا حول الكتاب ليرى الرموز الغامضة. "إنها تبدو وكأنها تشير إلى موقع بوابة الجحيم."
إيثان وبوبي نظروا بدهشة، والصبي الصغير كان يراقب بفضول. دين استمر في قراءة النقوش، "يجب أن نتجه نحو الشمال الشرقي، هناك حيث تكون القوة الظلامية قوية والبوابة قريبة."
قرر الفريق الشروع في الرحلة إلى الشمال الشرقي، في سعيهم للوصول إلى بوابة الجحيم وإحباط خطط الشياطين. وكما يتقدمون في رحلتهم، يكتشفون أسرارًا عميقة ويواجهون تحديات تهدد بتقويض آمالهم في إعادة النظام والسلام إلى عوالمهم المظلمة.
مع كل خطوة، يتجدد الاختبار وتزداد التحديات، ولكن يظلون واقفين متحدين الظلام، مؤمنين أن الأمل والإرادة القوية ستكونا هما السبيل للوصول إلى البوابة وإنهاء هذه المحنة.
بعد يوم طويل من الرحلة والاستكشاف، قرر الفريق التوجه إلى فندق صغير في قلب المدينة. الفندق كان يبدو مهجورًا في البداية، ولكنهم اكتشفوا أنه يخفي جوهرًا مميزًا يجذبهم.
دخلوا إلى اللوبي المظلم والمتساقط، حيث استقبلهم هدوء غامض. الفندق كان يحمل ذكريات طويلة وتاريخ غني. السجاد الفاخر والأثاث العتيق أضفت لمسة من التراث إلى الأماكن المهجورة.
"سنقضي ليلة هنا لنتجدد قليلاً قبل الاستمرار في رحلتنا صباح الغد"، قال دين وهو يتأمل الجو المحيط بهم.
استقبلهم الموظف القليل الذي كان يدير الفندق بابتسامة خافتة وقد قادهم إلى غرفهم. بمجرد دخول الغرف، شعر الجميع بالراحة والهدوء. كانت الشموع الضئيلة تنعكس على جدران الغرفة الخشبية القديمة، والأسرة بأغطيةها الدافئة تعد وكأنها بستان من الراحة.
أخذوا لحظة للاسترخاء، حيث تلاشت التوترات قليلاً. دين جلس على حافة السرير، يحمل تفاؤلًا مختلطًا بالقلق حيال ما ينتظرهم في الأيام القادمة.
"غدًا سيكون يومًا جديدًا، وسنواجه تحديات جديدة"، قال دين بصوت هادئ، وإيثان وبوبي أبدوا إعجابهم بشجاعته وتفاؤله في مواجهة الظلام.
بينما يغلف الهدوء الغرفة، يستعدون لاستراحة قصيرة تمهيدًا للمرحلة التالية من رحلتهم المليئة بالغموض والمخاطر.
في هدوء تلك الليلة، جلس دين على حافة السرير وأغلق عينيه، داخل عقله حيث يتواجد هيرمانوكس، الشيطان الذي يتسلل في أعماقه. "هيرمانوكس، لدي طلب منك"، قال دين بهمس.
تجاوب هيرمانوكس بضجيج هامس، "أخيرًا تأتي إليَّ بطلب. ما الذي تريده؟"
دين أعاد ترتيب أفكاره قبل أن يجيب، "أريد خدمة منك، ولكنها ليست متعلقة ببوابة الجحيم. الأمر يتعلق بشيطان يدعى هيراس، نائب ملك الشياطين."
هيرمانوكس طرق أطراف الظلام في عقل دين، "هيراس؟ ماذا تود منه ؟ لا تخبرني أنك ترغب في مواجهته؟"
دين نظر إلى البعيد، كأنه يرى ذكريات مؤلمة تتكشف أمام عينيه. "هو الذي أدى إلى مأساتي، دمر عائلتي وسبب لي الكثير من الألم. أريد الانتقام."
هيرمانوكس ضحك داخل عقل دين بصوت همسي، "الانتقام، مشاعر قوية. ولكن ماذا تقدم لي في المقابل؟"
"أعلم أنني لا أستطيع تقديم لك شيئ كوني تشاركني جسدي، لكنني أستعد للتضحية. إذا قدمت لي هذه خدمة، هل يمكنك مساعدتي في العثور على هيراس؟"
هيرمانوكس أخذ وقتًا قبل أن يجيب، "سأقدم لك مساعدتي، لكن يجب أن تكون على علم بأن الأمور لا تبدو سهلة. هيراس ليس من الشياطين الضعفاء، ومواجهته قاتلة قد يكون خطيرًا للغاية."
"أنا مستعد للمخاطرة"، أجاب دين بقوة.
في هذه اللحظة، اندلعت نيران العزم والتحدي داخل عيون دين، مُعلنة بداية مرحلة جديدة من رحلته.
أنت تقرأ
الصياد/ The Hunter
Fantasyعندما يُعبث بكتاب غامض يكشف عن أسرار عالم سفلي، ينقلب عالمه رأسًا على عقب. حينما يعلم أنه فتح بوابة لكائنات لا تُصدق، تسلك طريقها إلى أرض الواقع قادمة من العالم السفلي. فهل سيتمكن من تدارك الأمر و إعادتها إلى العالم السفلي؟ أم هل ستكون نهايته محطمة...