ليالي ورقية داكنة.

68 13 19
                                    

إنجـووي نـجـومـي ✯

~ بعد أسبوع ~

الرابعة عشر مـنّ ديسمبر

مضى ذلك الاسبوع دون شيئٍ جديدٍ يحتوي حياة كلاً من الكاتب و فتى المذكرات .

سوى أن الكاتب عاد يرتاد المكتبه فقط و يقضي باقي ساعات الصباح بين المكتبه و السير فوق الأرصفة بصمت ينتهك صدره الضجيج.

وأما فتى المذكرات بقي على حاله يرتاد محل الورد و ينازع شعور وحدته بين السرير و كتب جانيميد حتى تغفى أعينه مجدداً .

٩:٣٠ م

وبعدما هربت من منزلي و سارت معي الأرصفة و حكَت لي المنازل وبكت لي السماء عدت الى المنزل في كل يوم من هذا الوقت أعود لأرتمي بين صفحاتٍ داكنة تلطخت بحبرو شعوراً قاتم و نصوص معقدة لم يحللها عقلي و لا فؤادي .

أعلق معطفي الثقيل البني و أترك ثلاث من أزرار قميصي لعل ضيق أضلعي يتسع و أخطو نحو نوافذ المنزل لعل فؤادي يحلق من نافذة ما و قهوتي و سجائري هي من تجعلني على قيد الحياة فلا أستغني عنهما أبداً .

بعد ذلك اليوم الذي قرأت فيه الصفحه الاولى من مذكرات إيميثوس لم أتجرأ في قراءة أي من الصفحات الأخرى واحتل فؤادي كمد عظيم يجلجل أضلعي .

و بقيت أسبوعاً أتجاهل ذلك الكتاب لعل لعنة فضولي تبتعد ولكن هيهات هيهات من أنا ليغادرني هذا الفضول أنا من هربت من المنزل بأكمله حتى لا أقوم بقرأته ولكن مازال الفضول ينتهك كل شبرٍ من عقلي .

ماذا تحمل تلك الصحفات بعد ؟
ماهي معاناة ذلك الفتى ؟
وما نوع النصوص المعقده تلك ؟
وكيف تحملت تلك الأسطر هذه الكلمات
الثقال و كيف سال الحبر من أجلها ؟
منذ متى أصبحت الكتابة تضيق الخناق ؟
كيف أصبحت معاناة الأشخاص نصوصاً
يصفق و يعجب بها الناس
منذ متى ؟

أتعتقدون بأن تلك نصوص لا تحمل معاناة و نزيف جراح لا تحمل شعوراً متعباً و مرضاً ما ربما تحمل نزاع و نواح .

ولو تكلم الورق فماذا يباح ؟
لا ليس يبوح بما كتب فوق أسطره ، بل يبوح بتلك اللحظه
التي أصبح بين أيدي كاتبه يحكي لنا ملمحه
أكان الحزن يثقل كاهله ؟
أم الدمع سال على وجنتاه ؟
ام كان مرهقاً حتى أصبح خطه مائلاً ؟
أكان نحيبه يتراكم فوق الورق ؟
أم دمعه كان حبراً ؟
ما كان حالك يا كاتب هذه الكلمات ؟
ما كان الشعور الذي ينتهك اضلعك ؟

و الكثير من الأسئلة تتخبط في رأسي لا إجابه لها .

وضعت بين يدي كوباً من القهوه و أخذت خطواتي نحو الكتاب بجانب النافذة في هذه الليله سوف اتجرأ و أقرأ و أغرق ندماً لقراءته .

أوراق مكتظة بالأسى .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن