حكاية ١٠

11 2 0
                                    


_ ممكن أفهم يعني اى تقعِ في مشكلة ومتكلمنيش، اتجننتِ عشان تكلمي حد تاني يلحقك، ملكيش أب ولا اى؟

بعد ما كنت ببعد عيني عنه عشان معيطش، بصيت في عينه بوجع وابتسامة اتحولت لضحك عالي دام لدقايق وقولت:_ بجد والله!، إنت زعلان بجد عشان كده، جاى بعد عشرين سنة تحاسبني إني لما وقعت في مشكلة مكلمتكش، أنا مش مصدقاك بجد.
صوته عِلي وقال:_ اى الهبل اللي إنتِ بتقوليه ده، أنا عايز افهم ليه مكلمتنيش، رايحه تكلمى حد تاني عشان يلحقك، عايزة الناس تقول عليا اى؟

قربت منه كام خطوة وأنا ببتسم بوجع وقولت:_ يعني هو كل اللي إنت مهتم بيه كلام الناس بجد، ما تولع الناس بكلامها أنا مالي بيهم، ولو عايز تعرف أنا مكلمتكش ليه عنيا هريحك وأقولك، عشان إنت عمرك ما كنت موجود، عشرين سنة وأنا لوحدي، بعمل كل حاجه لوحدي، مشاكلي بحلها لوحدي، واليوم اللي وقعت فيه في مشكلة ومعرفتش أحلها، كان نفسي أول واحد يجي في دماغي يكون إنت، لكن للأسف ده محصلش، مخطرتش حتى على بالي، وقتها زي كل وقت حسيت إني من غير ضهر، فكلمت غيرك مستغرب ليه بقى؟
قال باستهزاء:_ والله عايزة تفهميني إن دا مبرر؟
_ مش مهم عندي أوي والله إنك تقتنع بيه، مش هيفيد  بحاجه يعني.
_إنتِ اتجننتِ، إنتِ ازاى تكلمي أبوكِ كدا، نسيتِ نفسك ولا اي!
_ والله كويس إنك لسه فاكر إنك أبويا وإن ليك بنت، المفروض على الأقل تسأل عليها وتعرف هي عايشة ولا ميتة،
صوتي عِلي بعياط وأنا بكمل:_أنا بقالي عشرين سنة لوحدي، عمرك ما وقفت جنبي، أنا يوم ما تعبت وكنت محتاجة أعمل عملية مكنتش موجود، اتحجزت شهر في المستشفي، ملقتش حتى رسالة واحدة منك مش مكالمة، راميني هنا وسايب معايا واحدة تربيني وشوية حراس بره، فاكر إنك كدا مسؤليتك خلصت!،
أنا عايزة أفهم بس إنت بتعمل معايا كده ليه، بتعاقبني على اى، بتعاقبني عشان أمي ماتت وهى بتولدني، ولا بتعاقبني عشان أنا طلعت بنت مش ولد زى ما كنت عايز ، متستغربش أوي كدا، أيوه أنا سمعت كل كلامك اللي قولته يومها لعمو آسر، أنا مش السبب فى موت أمي، ده قضاء ربنا، أنا مليش يد فيه، ومش بإيدي إن ربنا قدّر إني أبقى بنت،
كملت وأنا بشاور عليه بوجع:_ وإنت بدل ما تقرب مني وتعوضني عن غياب أمي، لا إنت سيبتني هنا، بتيجي كل كام سنه مرة عشان تبص عليا من بعيد من غير ما تخليني أشوفك أو حتى تحسسني إنك موجود، فاكر إن شوية الفلوس اللي إنت سايبهم ليا في البنك هيعوضوني، أنا عملتلك اى عشان تكرهني كدا رد عليا؟
_ مسحت دموعي اللي نزلت غصب عني وقولت:_ طبعًا معندكش رد، إنت عارف..
أنا كنت بعمل أي حاجه عشان تحبني، كنت بذاكر على قد ما أقدر وأطلع الأولى كل سنة، وأقول عشان يبقى فخور بيا، دخلت كلية أنا مش حباها أصلاً وأقل من مجموعي بكتير، بس قولت عشان أقدر اشتغل معاك في شركتك، وأقرب منك يمكن تحبني وتسامحني على حاجه أنا مليش يد فيها، وإنت عملت اى بقى ياتري؟
كسرتني!
_ في كل مرة كنت بعمل حاجه وأستنى منك رد فعل زي اللي في دماغي، ألاقى رد فعل تاني خالص يكسرني أكتر، مكنتش بعرف أشوفك حتى عشان أقولك إني نجحت، كل تعاملي معاك يا رسايل، يا حد من الحراس يوصلك كلامي، ولا بتعبر حتى، ولا بتكلف نفسك تكلمني، عملتلك اى أنا لكل ده ما ترد عليا، ساكت ليه؟
قعد على الكرسي بضعف وقال:_ كنت معمي، كنت معمي يا رؤى وإنتِ عمرك ما حسيت منك إنك محتاجه ليا في حاجه.

حكاوي رؤى وسليم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن