الخياط 2
الفصل الرابع والأربعون .
|آتى جريحاً|ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"لأنها الأيام، تسير في خطىٍ ثابتة وحثيثة، لا تتوانى ولا تلتفت. أقبض اللحظة، أعتصرها حتى تتفصد أطرافي عرقا. أتفحصها، أهيم بها.. حتى إذا توارت، أدنو إلى أطلالها كثباً وأرحل، وعلى غرار الأيام أنا، لا أتوانى إلا.. أنني كثيرا ما أتوق، فألتفت."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تناول "يحيى" قطعة الكعكة المُحلاه بالشيكولاتة وهو صامت كلا منهم مشغول في ذلك التعارف بين عائلته و اسرة "سما" ، لمح تقدم "معتز" منه ليبتسم وهو يهدر :
_ بقولك اية عايزك في حوار .وبالأصل كان "معتز" هو من يريده في أمر ما قبل أن يسابقه "يحيى" يقص عليه :
_ اعمل اية عشان اخد منحة سفر لروسيا ، وماتقولش مجموع كبير عشان انا ناوي ادخل طب روسيا ابو 60 في الميه ده .استنكر الأخر :
_ تسافر فين يا "يحيى" يا بني حوارات روسيا دي اشتغالات ، خليك هنا ياعم الغربة وحشة اصلا .
_ يا عم لا ، برد الغربة ولا دافى هنا ، انا مقرر اتي هسافر خلصانة .رمقه معتز لثوان قبل أن يسأله :
_ بقولك إيه ، متعرفش محل بيبع خطوط موبيلات دولي .ابتسم الآخر ببلاهة :
_ اعرف طبعاً ، عايز تعمل بيه الأول .حك معتز أنفه وهو يكمل :
_ حوار كدة المهم بس مايتكشفش ، تعرف تخلص ؟ابتسم الآخر بثقة شديدة :
_ يا بني عيب تسأل كدة ، حتى لو اتكشف مش بيظهر بأسمك بيظهر بأسم صاحب المحل ._ اللي هو إيه ؟
_ أبو نواف ، استحالة حد يشك اصلا .رفع "معتز" حاجبيه يبتسم ماكراً :
_ معاك منه بقى ._ جبت قبل كدة واحد عشان اشتم من عليه المدرسين ومايعرفونيش .
عقبها ضاحكا ثم مد الشوكة يتناول قطة من الكعكة ، ليهدر "معتز" :
_ واشتغلت اختك من عليه كمان .سعل بصدمة بعدما وقف الطعام بفمه ثم همس :
_ وطي صوتك يا جدع هتفضحنا ._ اوطي صوتي ده انا هقول ليونس ، انا شكيت والله وطلع شكي في محله ، اصل اللي يعمل ايدت للفيديو اللي كاتب فيه اسمها ده عيل عبيط .
قالها "معتز" ساخرا وهو يضحك ليقول الآخر مندفعا :
_ هدي نفسك بس كدة ، انا بهزر مع اختي وملكش دعوة انت .
ثم استنكر :
_ هي اصلا بتترعب من خيالها اية اللي دخلها على الموقع ده ، وبعدين اللي مفكرة نفسها هكر دي معرفتش تفقس فيديو معمول بربع جنية .
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما... أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23