صوب هاوية الهوى

الفصل الثاني والأربعون

نظر الجميع بصدمةٍ تجاه روبرت فهو لم يخبر أي احد بأنه يخطط للزواج بهذا الوقت المبكر! ، وقبل أن يرد روبرت على والد دانيا دخل أحدهم فجأةً إلى المكان كالعاصفة الهائجة دون سلامٍ حتى وصاح قائلًا: سمعت أذناي ما لم يسرهما ، ماذا قلت يا هذا؟
فصدم الجميع وخاصةً دانيا التي أحست أن تلك الزيجة ستنتهي الآن حالًا فأمسكت رأسها وهي تشعر بالدوار فجأة ، فردت ديما بسرعة قائلة: ورأت عيناي ما لم يسرهما ، وهل يدخل الإنسان المحترم على جماعةٍ من الناس بهذه الطريقة؟
رفع الشاب حاجبه مبديًا أكثر الملامح استفزازًا على الإطلاق وهو يقول: ومن تكونين أنتِ؟ جدة العريس أم ماذا؟
فردت ديما: لا يهم من أكون أنا ، المهم من تكون أنت؟ خادم العائلة أم متسول؟
فوضعت دانيا يدها الأخرى على رأسها وهي متأكدة أن الزيجة قد انتهت بالفعل بفضل ذلك الأرعن والذي يكون أخيها وصديقتها التي تظن نفسها في برنامجٍ لقصف الجبهات وهي تسمع صراخ أخيها وهو يقول: أنتِ ألا تعمل عيناكِ بشكلٍ صحيحٍ حتى ألا ترين كل هذه الأناقة وهذا الجمال؟ كيف يكونون لمتسولٍ أو لخادم؟!
فتدخل قاسم فورًا قائلًا: هل جننت يا معتز؟ ما الذي تظن نفسك فاعله؟ ألقي التحية على الضيوف واجلس بصمتٍ أو ارحل!

تجعد وجهه بتكشيرة وهو يلتفت إلى روبرت وعائلته ثم وضع ابتسامةً مصتنعة وهو يقول: اعذروني فلم أنتبه أنني لم ألقي التحية عليكم ، تشرفت بكم أنا معتز الأخ الأكبر لدانيا .
فرد عليه روبرت: لا تهتم ، الشرف لنا ، أنا العريس والجالسون بجواري هم عائلتي ، وكما كنت اقول سيد قاسم اود لو...
قاطعه معتز قائلًا: إذا كنت أنتَ العريس وهؤلاء عائلتك ، فمن تكون تلك؟
وأشار بإصبعه إلى ديما ، فكان أول من يرد عليه هو ميلارد قائلًا: كيف لك ألا تعلم من هنَّ صديقات أختك المقربات؟ ، إنها إحدى أقرب أصدقاء أختك .
حرك معتز خصلات شعره الحمراء وهو يرفع حاجبيه ويحرك عينيه الخضرواتين بمللٍ ويضع يديه في جيبه قائلًا: أها صديقتها ، لم أكن أعلم أن أختي لديها صديقاتٌ من الأساس إن هذا لأمرٌ غريب .
فوجد معتز من يسحب قميصه بقوة ويجلسه على الأريكة ، وكانت تلك ديما التي اجلسته بالقوة بسحبها له وهي جالسة وقالت له هامسة: ألم يخبرك والدك أن تجلس في صمت؟ توقف عن تلك الوقاحة أنت تتسبب لعائلتك بالخزي .
وفي خضام ذلك أكمل روبرت حديثه وكأنما لم يحدث أي شيء ويبدو أن لا شيء سيعيقه اليوم فقال: سيد قاسم أنا ودانيا نعرف بعضنا بالفعل منذ زمنٍ طويل وقد كانت فترة كافية لكي نتعرف بالفعل على شخصيات بعضنا البعض ، وفور ما تأكدت من مشاعري تجاه ابنتك أتيت لك مباشرة لجعلها نصفي الأخر في أقرب وقت .
فمال فانيتاس على ميلارد قائلًا في همس: شخصية العاشق الولهان تفعيل .
فرد عليه ميلارد وهو يكتم ضحكته بنفس الهمس: تحت مسمى العشق الممنوع هل سينجح البطل في الزواج من البطلة هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة .