في لحظة مؤثرة، قال إيثان وهو يحاول الحفاظ على وعيه: "دين، إذا فعلت ذلك وحدك، فسأفقدك أيضًا. أنت لا تعلم مدى أهميتك بالنسبة لي. لا يمكنني العيش دونك."
دين أغمض عينيه ببطء، وكأنه يحاول تجاوز الألم الذي يختنق به. "أنا أعلم، إيثان. ولكن الحياة بدوني أهم بالنسبة لي من أن تكون بدونك. يجب أن تعيش، حتى لو كان ذلك بدوني."
إيثان حاول النهوض لكنه شعر بثقل يقترب من قلبه. "لماذا تفعل هذا؟ لماذا تضحي بنفسك؟"
دين نظر إليه بعينين مليئتين بالحب والحزن. "لأنك أخي الوحيد، ولأنني أحبك أكثر من أي شيء في هذه الحياة."
في لحظة الوداع، وقبل أن يختفي في ظلام البوابة، قال دين بصوت هامس: "ابتعد عن المشاكل، وكن سعيدًا. سأكون دائمًا في جوارك."
وفي تلك اللحظة الأخيرة، غمرت الوحدة الليل وابتلعت شخص دين داخلها، تاركًا وراءه صدى كلماته الأخيرة تترنح في فراغ الليل.
وسط الهدوء الليلي وجود دين في ذلك المكان المظلم، أعلن دين صرخة صامتة نحو السماء." تعبت حقا من هذه الحياة، لم اعد استطيع تحمل..تعبت منها"
تأرجحت كلماته في أفق السماء كالأمواج اللطيفة، وكأنها تلامس روح والدته في عالم آخر. "أحتاج إليك الآن أكثر من أي وقت مضى. الحياة هنا مظلمة وثقيلة، وقد فاضت كآبتي بحدِّ الطاقة. أرجوكِ، كوني إشراقة ضوء تستمد القوة منها."
في لحظة الصمت، تراقبت عينا دين السماء كأنه يتوقع ردًا من العالم الآخر. ومع كل كلمة، كان يشعر بقوة لا يعلم من أين جاءت. "أعدكِ، سأحمل هذا الوزن حتى ينقضي، وحينها، سنلتقي في مكان جديد. ترقبيني، أمي."
على وقع تلك الكلمات، انطلق دين نحو بوابة الجحيم، يحمل في قلبه أملًا في لقاء جديد يخلصه من آلام الحاضر.
وقف دين أمام البوابة، وفجأة ظهر أمامه شيطان بقوة هائلة وهيئة إنسان. أعلن الشيطان بصوت مهيب، "دين، أنا أعلم ما تخطط له. هل تعتقد حقًا أنك قادر على غلق هذه البوابة، علمًا بأنك ستموت في المحاولة؟"
دين نظر إلى الشيطان بسخرية، "أنظر أيها الكلب الجحيمي، أنا لا املك الوقت لك او لأي شيطان اخر..لذلك انصحك بالابتعاد عن طريقي "
في لحظة الصمت، هاجم الشيطان دين بقوة، ولكن الهجوم كان مفاجئًا. توقع دين أن يصيبه، ولكن الضربة انتهت بجرح كبير بجوار قلبه. سقط دين على ركبتيه، والدماء تنزف من الجرح، في حين أعلن الشيطان بغموض، "أظن أنني حقا أخطأت الهدف، كنت أستهدف قلبك."
دين ركع أرضًا، الدماء تتدفق بلا رحمة من جرحه. يده المرهقة تلامس دفء الدم الذي كان يفقد حياته ببطء. بينما إيثان وبوبي و إيلين والصبي الصغير، نائمين بعمق في غرفة الفندق، لا يدركون مأساة دين التي تكونت ببطء في الليل.
ضحكة الشيطان تتجاوز أذني دين كسمفونية مأساوية. يده تتراجع عن الجرح، والألم يتسلل إلى وجدانه بينما يعاني بصمت. الوحدة تحتل المكان، وكأن اللحظة تتوقف في تأمل مؤلم.
"أنت مازلت تحترف التهديدات المبتذلة حتى في لحظة الموت!" يضحك الشيطان بسخرية، ودين يتأوه بصعوبة.
"لا تستطيع حتى أن تقتلني بشكل صحيح، هل هكذا سينتهي كل شيء؟ بضحكة وموت فاشل؟" يضيف دين بسخرية وألم.
الليل يحتفظ بأسراره، وكأنه يقفز بين البكاء والضحك، حيث يتحول الركوع الأخير إلى مونولوج درامي يمزج بين السخرية والمأساة.
ينهض دين بجهد، الجرح ما زال ينزف لكن العزيمة تضيء عينيه المجترة. الشيطان ينظر إليه باستهزاء، لكن دين يحمل نفسه و ينهض وهو يضحك على الشيطان
تبدأ معركة ملحمية، ليس فيها سوى قوة اللحظة والحاضر. لكل لكمة تتكسر عظام، ولكل حركة تصدح ضربة على جلدهما المتعب. الشيطان يسقط أرضًا بسبب لكمة قوية، ولكن يعود بسرعة مذهلة، يتبادلان الضربات بلا هوادة.
تتنوع حركاتهما بين الخناق واللكمات القاضية، ينقلون أجسادهم بسرعة فائقة. الدماء تتناثر، وكأنها رقصة ماكابرة بين قطرات الحياة والموت. يستخدمون كل شبر من الأرض كحلبة، ويتركون وراءهم آثار الدمار والمعاناة.
دين يستغل ذكائه وسرعته الفائقة لتجنب ضربات الشيطان، يركز على الضرب بدقة وقوة. الشيطان يتقدم ويتراجع، يبدو أن كل منهما يحاول السيطرة النهائية.
تستمر المعركة لفترة طويلة، حيث تتحول اللحظات إلى ساعات، والساعات إلى أبد. يصبح الألم جزءًا من واقعهم، والقتال يندلع كلما زادت قوتهما وتعبهما.
أنت تقرأ
الصياد/ The Hunter
Fantasiaعندما يُعبث بكتاب غامض يكشف عن أسرار عالم سفلي، ينقلب عالمه رأسًا على عقب. حينما يعلم أنه فتح بوابة لكائنات لا تُصدق، تسلك طريقها إلى أرض الواقع قادمة من العالم السفلي. فهل سيتمكن من تدارك الأمر و إعادتها إلى العالم السفلي؟ أم هل ستكون نهايته محطمة...