لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك والملك لا شريك لك.
صوت الناس فى الحرم المكي يوم وقفة عرفات، شعور مبهج على القلب وراحة غريبة، أول مرة أزور الكعبة، فيها جاذبية غريبة ومريحة، من وقت ما حجزت التذكرة وأنا بحاول أتخيل إحساسي هيبقى اى أول ما أشوف الكعبة، لكن عمري ما كنت أتخيل إني هبقى بعيط وبضحك في نفس الوقت، بجري على الكعبة عشان ألمسها، ودموعي مش بتقف، كأنها كانت مستنية اللحظة دي عشان تتحرر!
قطع عياطي صوت جنبي:_ مالك يابنتي بتعيطِ كده ليه؟
_ بصيت جنبي شوفت شخص في عمر والدي تقريبًا ، وشه في هدوء وراحة غريبة، كأن وشه بيشع نور..
مسحت دموعي وقولت:_ تفتكر ربنا هيقبلني ويغفرلي؟
ابتسم بهدوء وقال:_ طبعًا يا بنتي، إنتِ جايه لحد هنا وبتسألي اذا كان ربنا هيغفر لك ولا لأ، ده سيدنا محمد صل الله عليه وسلم قال " من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه."
وبعدين إنتِ جايه بيت الكريم، ربنا رحيم ورحمته وسعت كل شيء، انوي صدق التوبة وقولي يا ربّ ساعدني أرجعلك تاني، وخلي عندك يقين في رحمة ربنا، واوعي في يوم تيأسي من رحمته أبدًا.
رجعت أبص للكعبة وأنا دموعي مازالت بتنزل بس حسيت إن قلبي بيهدأ وكأن فيه سَكينة محوطاه، التفت عشان أشكره لكنه اختفى!، قعدت طول فتره الحج أدور عليه ملقتش له أثر، كان نفسي أشكره على كلامه اللي رجعلي الأمل من تاني، كأن ربنا بعته ليا عشان يوصلي رسالة ويختفي بعدها!عَدى كام شهر بعد رجوعي من الحج، وفى يوم كنت بتمشى الصبح، بحس إن هوا الصبح فيه سِحر، قادر يهديني ويفوقني وخصوصًا وقت بعد الفجر، بس كنت حاسه إن اليوم ده حلو بزيادة، كنت صاحيه وحاسه إن في حاجه هتحصل هتفرحني، بس متوقعتش إن الحاجه دي إني هقابله تاني، كان خارج من المسجد في وقت الضحى، وشه بينور زي ما شوفته أول مرة ويمكن أكتر، دمعت من فرحتي وطلعت أجري عليه.
_ عمو لو سمحت، يا عمو.
لف ليا بهدوء وقال:_ نعم يا بنتي أقدر أساعدك في حاجة
هزيت راسي وقولت: مش عارفه حضرتك هتفتكرني ولا لأ، بس أنا دورت على حضرتك كتير أوي عشان أشكرك على كلامك ليا في الحج، أنا اتغيرت كتير أوي بسبب كلام حضرتك ليا.
ابتسم وقال:_ أنا مجرد سبب يا بنتي، الهداية من عند الله، لكن سامحيني أنا مش قادر أفتكرك.
_ فاكر البنت اللي كانت بتعيط قدام الكعبة؟
بص لي شوية وبعدين ابتسم وقال:_ اه اه افتكرت، طمنيني عنك يا بنتي.
_ أنا الحمد لله بخير يا عمو، بس حضرتك اختفيت بعدها ليه، أنا فضلت طول فترة الحج أدور عليك وملقتكش، كنت بدعي ربنا علطول إني أقابلك تاني والحمدلله أهو ربنا استجاب.
_ كان الأفضل إي أمشي يابنتي، عشان تقدرِ تراجعِ حسباتك تاني وأسيبك مع ربك من غير ما أقاطعك.
_ شكرًا بجد يا عمو، شكرًا إن ربنا بعتك ليا وشكرًا على كلامك بجد شكرًا.
_ الشكر لله يا بنتي أنا مجرد سبب.
_ طب حضرتك رايح فين تحب أوصلك
_ لا يا بنتي متتعبيش نفسك أنا بيتي قريب من هنا.
_ طب ممكن أتمشى مع حضرتك؟
_ طبعًا يا بنتي.
أنت تقرأ
حكاوي رؤى وسليم.
عشوائيوكما كانت جدتي تروي لي القصص كلما ذهبتُ إليها، سأروي لك.. سأروي لك قصصي، فتعجب أنها عنك، معك، قصص تخيلتها معك قبل أن تأتي، وقبل أن أعلم بك. تنظر لي وتبتسم على مشاكستي الدائمة لك، وتغضب عندما أصنع منك شخصًا لا علاقة لك به. سآخذ يدك في جولة عني وعنك...