شعور صعب أن تجتمع فيك كل المشاعر وكل الأفكار وكل الأحلام في آن واحد ،،،شعور صعب أن تمتلئ حتى تفيض بالتناقضات المتتالية والتشتت المركز المُسكر لذاتك ّ
والأصعب أن تعجز عن البوح بما فيك ،أن ترسم لوحة صامته تحكي عن غليانك ،أن تشدو أغنية تحفل كلماتها بأعماقك ،أن تعجز عن زرع كلمات في أي مكان وكل مكان ،،المهم أن تتخلص من سموم بذورها التي تنهش من فكرك ومزاجك وخيالك وملامحك السارحه والمصطنعة الأمل والاقتناع .تخيل نفسك في جنّة خضراء
،،مغمض العينين تطير روحك نحو الأمل ،،القابع هناك في أعالي السماء التي لا تراها !،،تجلس على كرسي من ورود النّرجس ،،فتعطيك شعورا بالثقة والنرجسية الحميمة ،،،تسمع لموسيقى مونامور،،تعزفها فتاة شقراء بعينين سواداوين !!تخيل بأنّ الجنّة التي تجلس فيها ،،ملآى بطيور السّلام والأمان ،،خالية من الشرّ والنّيران ،،ترقص فيها الأزهار وتتمايل مع نوتات خيالك المتمرسّة ،،وأنت سعيد... سعيد بكل الأشياء
.تخيل بأنّ شفتيك تنفرجان رويدا رويدا وأنفاسك تهدأ وتسترخي ،ومن ثم تضحك وتزداد شدة ضحكك حتى تضحك بطريقة مجنونه ولن يهمك أحد فأنت وحدك ،أنت وأملك الشهي الذي يحلّق في سماء اللاوجود .
تخيّل بأنك رأيت شخصا تحبّه كثيرا،شخصا مولعا بتفاصيله وملامحه وشذاه ،،اقترب منك ،،احتضنك بهدوء وعمق ،همس لك سأكون معك تحت هذه السماء .ستفرح !
تخيّل بأن أمنيتك الموضوعة في قالب المنطق المعيشي المغلق قد أطلق سراحها !،،ها هي مقبلة نحوك تتنفس أجل ولها أجنحة وجسد يحملك فوقه ليأخذك الى عالم الحقيقة .تخيّل بأنّ طموحك عانقك وركض بك نحو بوابة العالم الكبير ،،وتخيّل أنّ ذنوبك أمست صفحة بيضاء ....قلبك سيدق فرحا !
تخيّل بأنّك ترسم بيتا مليئا بالخربوشات العشوائية وقصاصات ورق تحتوي على أسرارك الخاصة وكل الذي يطبق بيديه حول عنقك ،،، تلوّنه بألوان قوس قزح ليغدو جميلا وينسيك بأنّ داخله شيئا يزعجك
لا لن تموت ههه،،،تلذذ بانتعاشك ،،خذ نفسا عميقا عضّ على شفاهك وابتسم ،،،أنت حر في جنّة خضراء تحت سماء اللاوجود محاط جيدك بسلسة من القرنفل والياسمين ،،،تشمّ عبقها بقوة حتى تكاد تحطمها
لا تفتح عينيك ،،لس بعد ،،،فقط تخيّل بأنّك تغني وتصمت العصافير مذهولة بصوتك ،،،مندهشة من أغنيتك ،،أغنية الحبّ والأمل
افتح عينيك الآن ...مبروك أنت امام شاشة على مقعد ما أو سرير ،،تحتسي شيئا أو لا ،،تلبس بجامة أو ملابس أنيقة ،،تقرأ كلماتي
وثمّة استهجان يدور في مخيلتك التي لم تتزحزح من مكانها أساساوحدي كنت أتخيل