حكاية ١٦

10 2 0
                                    

فتحت باب الأوضة وأنا بقول بسرعة:_سليم سليم سليم اصحي.
_ خمس دقايق بس خمس دقايق.
_ ولا خمس ثواني حتي، اصحي بقولك .
_قام قعد وهو بيفرك في عينه شبه الأطفال وقال:_ ها يا ستي يا ترى اي الموضوع المهم اللي إنتِ عايزاني فيه؟
_ الشغل.
عينه وسعت بخضه وقال:_ماله!
_ اتأخرت على الشغل والساعة بقت تسعة، أعتقد كده هنشحت أخر الشهر بسبب مرتبك اللي كل شويه يتخصم منه عشان التأخير ده.
ولله الحمد سليم كان في خلال ربع ساعة خارج من البيت رايح الشغل.
طول عمري بيقولولي إني أكتر كائن حي بينام، لدرجة إنهم كانوا مسميني باندا في دفعتي، عمري أبدًا ما توقعت إني هقابل حد بينام أكتر مني، لأ وأنا كمان اللي مسئولة عن صحيانه، شوفت القدر.
                        ____________________

_ يلا مين جاهز يسمع أول حديث في الأربعين النووية.

أنا بشتغل مُدرسة، تربية طفولة، يمكن أكتر حاجه بحبها هي الأطفال، فكرة إنك بتعلم طفل حاجة جديدة دي لوحدها نعمة كبيرة جدًا من عند ربنا، بتربي نبت صالح على إيديك، بتزرع قيم، ومشاعر إنسانية قربت تنتهي دلوقتي.
_ يامس محمد ضربني
محمد وأبو بكر، أكتر اتنين بحبهم في الفصل، مش بيبطلوا خناق، بس بيحبوا بعض جدًا.
_ تعال يا مُحمد، هسألك سؤال الأول.
_ قال بزعل: اتفضلي يامس.
استغربت زعله وقولت:_زعلان ليه؟
_ زعلان عشان أبوبكر قالي إنه مش بيحبني، ومش عايزني معاه فى الجنة، واحنا متفقين نروحها سوا، وبدأ يعيط عياط غريب.
حضنته بسرعة وأنا بقول:_ خلاص يا حبيبي متزعلش أكيد أبو بكر مش قاصد يقولك كدا، متزعلش خلاص هصالحكم على بعض.
ضحك وقال:_بجد يا مِس، والله أنا زعقتله بس عشان صلي الظهر امبارح لوحده ومجاش نده ليا وأنا مسمعتش الأذان فراح عليا.
عيني دمعت وأنا بدعي جوايا ربنا يحفظه لأهله والتفت لأبي بكر وقولت:_ وإنت بقي يا أبا بكر، بتخلف وعدك مع مُحمد ليه، إنت عارف اللي بيخلف وعده بيبقي اي؟
_ يا مس بس أنا مقولتلوش وعد على حاجه.
_ ازاى بس يا حبيبي، مش إنتم متفقين إنكم عايزين تروحوا الجنة سوا صح؟
_ صح يا مس.
_ والاتفاق ده يا حبيبي أصلاً وعد، الكلمة لوحدها وعد، فازاى بقي بتخلف وعدك معاه، مش إنت عارف إن اللي بيخلف وعده بيبقى من المنافقين؟
قال بزعل:_عارف يا ميس، لكن أنا قولتله ميكلمش البنت اللي اسمها رحمة دى تاني، عشان إنتِ قولتيلنا إننا منتكلمش مع البنات الإ لحاجه ضرورية صح يا مس.
_ والله والله يا مس كان في ولد هنا ضربها وكانت بتعيط فكنت بدافع عنها.
حضنتهم وأنا بضحك وبقول:_ بعد كده لما حد فيكم يزعل من التاني في حاجه يروح يقوله علطول، عشان تعرفوا من بعض السبب وتتصالحوا، اوعوا تزعلوا من بعض أبدًا ولا تبعدوا أبدًا عن بعض، اتفقنا
_اتفقنا وده يبقى وعد يا مس صح.
_ صح يا حبايبي، الفسحة بدأت، يلا صلوا الظهر وروحوا العبوا.

عفوية الأطفال وبرائتهم أكتر حاجه مريحة في الدنيا، بنسى معاهم تعبي ومشاكلي، بعتبرهم أولادي، يمكن لأن ربنا لسه مأذنش ليا بأطفال، مش عارفه بس كل اللي أعرفه إن عالم الأطفال دا أنقى عالم ممكن حد يعيش فيه.
                        __________________

حكاوي رؤى وسليم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن