_ بالله عليكِ توافقي يا رؤى عشان خاطري.
_ اتنهدت بتعب وقولت: يا عمار يا حبيبي واللهِ ما ينفع، يعني صاحبك هيجي يقعد معانا فترة ازاي بس!
_ يا رؤى ما هو ابن عمنا برده، مش صاحبي بس.
_ علي أساس إنك كده حليتها مثلاً، إنت ليه محسسني إنه أخونا في الرضاعة يابني!
_ طب أعمل اي طيب، هو واقع في مشكلة، ومفيش مكان يقعد فيه، يرضيكِ يعني يبات في الشارع، ده احنا متربين سوا يا رؤى عشان خاطري، وأنا هبقي معاكِ واللهِ متقلقيش.
_ قولت بزهق: يا بني افهمني، أنا أه معظم النهار ببقي بره في الشغل، بس يعني أبقي طول النهار بره بالنقاب، والساعتين اللي هاجي البيت أرتاح فيهم، أقعد بالنقاب برده يعني!
_ طب قوليلي طيب اعمل اي، بلاش نبقي احنا والدنيا عليه يا رؤى، عشان خاطري وافقي.
_ رفعت عيني لفوق بتفكير وبعدين بصتله وقولت: خلاص أمري لله قوله يجي يا سيدي.
_ رد بفرحة وقال: بجد والله، إنتِ أحلي أخت في الدنيا، استني بقي أكلمه عشان يجي.
_ استني يا بني بس، هو أنا قولت إنه هيجي يقعد هنا!
_ يا ربي يعني هيقعد فين بس.
_ ابتسمت بهدوء وقولت: في الشقة اللي قصادنا.
_ رد باستغراب وقال: ازاي، هيقعد فيها ازاي وهي مش بتاعتنا؟
_ كانت، كانت مش بتاعتنا، دلوقتي هي بتاعتك يا حبيبي.
_ لا اقعدي كده وفهميني، بتاعتي أنا ازاي وامتي؟
_ قولت وأنا ببتسم بهدوء : مع إن المفروض كانت تكون هدية تخرجك خلاص، بس يلا كله من ابن عمك اللي الدنيا جايه عليه ده.
_ فهميني بس الأول.
_ مش يا حبيبي إنت خلاص هتتخرج كمان شهر، والمفروض يعني بعدها تبدأ تدور علي نصك التاني بقي، وإنت اللهم بارك عليك بتشتغل مع دراستك، المفروض بقي البنت اللي ربنا هيجعلها من نصيبك دي تقعد فين!
_ ليه بس كده يا رؤى، مش كفاية همي اللي إنتِ شيلاه طول عمرك، بتزودي كمان موضوع الشقة، وبعدين جبتي فلوسها منين دي شكلها غالية أوي.
_ مفيش حاجه تغلي عليك يا حبيبي، هو أنا ليا غيرك ولا أغلي منك، وبعدين بطل هبل بقي، قوم انزل لسليم يلا اقعد معاه شوية، علي ما أرتب الشقة عشان تليق بضيف عمار حبيبي.
_ باس راسي وقال بفرحة: ربنا يفرح قلبك وما يحرمنيش منك أبدًا."الدنيا مش سهلة، ومش منصفة في أوقات كتير، يمكن حظي ونصيبي ولطف ربنا كله ليا اتجمع في عمار أخويا، بنتحامي من أذي الدنيا كله في بعض، اللي طلعت بيه من الدنيا، واللي بدعي ربنا في كل سجدة إن الدنيا متاخدوش مني زي ما كل اللي اتعلقت بيهم مشيوا منها بدري أوي."
اتنهدت بتعب وأنا بحط الأكل علي السفرة وبتمم علي كل حاجه في الشقة بنظرة رضا، وحمد لله إنه قدرني أخلص كل ده في وقت قليل،
مسكت الموبايل عشان أرن علي عمار، وأنا بقعد علي الكرسي في بلكونة الشقة..
_ السلام عليكم يا حبيبي، هات سليم وتعالي يلا أنا خلصت الشقة.
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا حبيبة أخوكِ، تسلميلي يا ربّ يا رؤى، هجيب أكل وهنيجي علطول.
_ عيب يا عمار تقول الكلام ده وأنا موجودة، عملتلكم أكل يا حبيبي، وكل حاجه جاهزة.
_ والله ما عارف أقولك اي، ربنا يديمك ليا في ضهري دايمًا يا ربّ.
_ ويديمك ليا يا حبيبي، صحيح هتيجي مش هتلاقيني، هنزل دلوقتي الشغل وهرجع الصبح للأسف.
_ ماشي يا حبيبتي الله يعينك، خدي بالك من نفسك ومن المرضي.
_ ضحكت وقولت: حاضر يا سيدي، يلا سلام في رعاية الله.
أنت تقرأ
حكاوي رؤى وسليم.
Aléatoireوكما كانت جدتي تروي لي القصص كلما ذهبتُ إليها، سأروي لك.. سأروي لك قصصي، فتعجب أنها عنك، معك، قصص تخيلتها معك قبل أن تأتي، وقبل أن أعلم بك. تنظر لي وتبتسم على مشاكستي الدائمة لك، وتغضب عندما أصنع منك شخصًا لا علاقة لك به. سآخذ يدك في جولة عني وعنك...