الصياد/ The Hunter

chapitre 32

دين يصرخ في همس مكسور، صوته يتسارع بسرعة اليأس. "إيثان، أخي... لماذا تركتني وحيدًا؟" يجتاحه الحزن والألم، وهو يعانق نفسه كما لو أنه يحتضن الفراغ.

"لم أكن جاهزًا لفقدك، إيثان، لم أتحمل الفكرة حتى أنكرتها. كنت دائمًا هنا، أخي الصغير، كيف تركتني بهذه الطريقة؟" يستمر دين في الصراخ، يكشف عن ألمه العميق.

"لقد كانت كل تلك اللحظات السعيدة معًا، هل فقدتها بسبب محاولتي لإنقاذ الجميع؟ أم أنني فشلت حتى في حمايتك؟" تلك الأسئلة تنهال من داخله كزخات مطر حادة.

يسقط دين على الأرض، وجهه يُخفي في يديه المتألمتين. "لماذا يجب علي دفع هذا الثمن؟" يستمر في البكاء، صراخه يندمج مع الظلام الذي يحيط به، يشكلان مزيجًا مؤلمًا من الألم والفقدان.

في يأس عميق، يستمر دين في البحث في كتاب جحيم، يقلب صفحة تلو الأخرى بفزع. يتسلل اليأس والحزن في عيونه، ويتوقف لحظة عند صفحة تاريخية قديمة تحمل أسرارًا تافهة ولا قيمة.

فجأة، يرى دين شيئًا بسيطًا وغير مُلفت للنظر في زاوية صفحة، نص يعرض صفقات مع شياطين مظلمة. يشعر بشرارة أمل تتسلل إلى قلبه.

دون تفكير، يقرر دين التفاوض مع شيطان صفقات. يعلم أن هناك ثمنًا باهظًا يجب دفعه، ولكنه على استعداد لأي تضحية من أجل إعادة إيثان. يبدأ في إجراء الطقوس والتضحيات المطلوبة، يشعر بالتشويش حوله وكأن الزمن ينكمش ويتمدد في الوقت نفسه.

عندما تظهر الظلمة والدخان، يعلن شيطان صفقات نفسه بابتسامة شريرة. "لقد تحدّيت عقدك، دين. الآن، ما هي رغبتك؟"

دين ينظر إلى الشيطان بعيون مليئة باليأس والحزن. "أنا فعلت كل شيء، لم أتوقع الكثير، لكنني أفعل أي شيء لإعادته. لا يمكنني أن أخسره، لا أستطيع."

الشيطان يبتسم بشر ويقول ببرود، "لقد عرفت الثمن عندما قررت التفاوض معي، دين. لكن إيثان لا يمكن إعادته. الحياة تأتي بثمن باهظ."

دين يغلق عينيه ليهمس بصوت مكسور، "أنا كنت أعتقد أنني قوي، لكنني لم أكن. لم أكن سوى مجرد ورقة في عاصفة، وأنت تعلم أن العواصف تحطم كل شيء."

الشيطان يبتسم بسخرية ويختم اللقاء بكلمات قاسية، "حظًا سيئًا، دين. لا تستطيع دفع الثمن، ولا يمكنني إعادة الحياة."

دين ينظر بتردد إلى الشيطان، الذي يبتسم بشكل مكرر ويقول: "هناك طريقة أخرى، يمكنني إرسالك إلى جحيم بحيث تستطيع البحث عن شقيقك وحدك. ولكن يجب عليك أداء الثمن."

دين يلتقط أنفاسه، يقول بقلق: "ما هو الثمن؟"

الشيطان ينظر إليه بابتسامة ملتوية، "الثمن سيكون أنت."

دين يتراجع للخلف بدهشة، "أنا؟"

"نعم، سأأخذك كثمن لإرسالك إلى جحيم والسماح لك بالبحث عن شقيقك."

دين يتأمل في قراره، يعلم أنه لا خيار لديه، " تقصد انني سأظل في جحيم ؟ حسناً. هذا مؤلم لكن لا اريد خسارة إيثان لذلك اوافق."

الشيطان يقول بصوت مليء بالشر، "سنرى كم ستستمر في الصمود في جحيمي."

دين يترنح خلفًا وينظر إلى الشيطان بتردد. "إذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة، فلنبدأ."

الشيطان يبتسم بفخر ويستمر، "سأرسلك إلى جحيم، هناك ستجد نفسك وحيدًا وسيمكنك البحث عن شقيقك. ولكن يجب أن تكون على استعداد للثمن."

دين يوافق بحزم، "أنا مستعد. أفعل ذلك من أجل إيثان."

الشيطان يكشف عن بوابة شفافة تتدلى في الهواء، "ادخل، واذكر أن الثمن سيكون باهظًا."

دين يخطو إلى البوابة ويغمرها، يتأرجح العالم حوله ويجد نفسه وحيدًا في جحيم غامض، لكنه يدرك أن المهمة الحقيقية قد بدأت..

في لحظة غموض، يندلع دين في عالم الجحيم، حيث الظلام يعصف بكل شيء والهمسات الشيطانية تملأ الهواء. تتكشف أمامه مناظر مرعبة و بشعة، حيث يرى تشكيلات من الجسد البشري في حالات مروعة.

الأرواح المعذبة تتجول في الممرات الضيقة، والصراخ يملأ الأذنين، وتتساقط الرماد واللهب يتلاطم في كل مكان. يشهد دين على مشاهد مرعبة لا توصف، حيث العذاب والشر يتجسدان بأشكال لا تصدق.

يسمع صرخات مأساوية تتسرب من الأغلبية، ومشاهد تصف بعنف ووحشية تحاصره من كل جهة. ينزلق عبر الممرات الظلام حيث الظلال تتحرك مثل كائنات مستنقع الظلام.

في هذا العالم المرعب، يبدأ دين بالبحث عن أثر شقيقه بين الأرواح المعذبة والشياطين المتوحشة، مع محاولة تفادي الأذى والتهديدات التي تتربص به في كل زاوية.

دين يسير ببطء في هذا العالم المظلم، والرعب يتسلل إلى قلبه مع كل خطوة. يلاحظ تفاصيل العذاب والشر التي تحيط به، وكل مشهد يزيد من رعبه. رؤية الأرواح المعذبة تثير فزعًا في قلبه، وهو يحاول تفادي نظرات الشياطين المرعبة.

الصراخ المستمر يتردد في أذنيه، ويشعر بالبرد الذي يتسلل إلى عظامه. الرائحة الكريهة للجحيم تملأ حواسه، وهو يعيش في هذا الكون الرهيب الذي يتخذ من كل زاوية من زواياه مشهدًا من الفزع.

يشاهد دين العذاب الذي يعانيه البشر، وهو يتساءل عما إذا كان شقيقه إيثان يتألم بنفس الطريقة. يراقب الظلم والوحشية في هذا المكان الملعون، حيث يزداد رغبة دين في البحث عن أي مؤشر يقوده إلى إيثان.

دين يتسلل بين الظلال بحذر، يختبئ من أعين الشياطين الشرسة التي تتجول في كل زاوية. قلبه ينبض بسرعة مذهلة وهو يتجنب الأخطار في هذا الجحيم الملعون.

الأصوات المرعبة تحيط به، ولكنه يظل مصممًا على مهمته. يفكر دين في كل كلمة قالها شيطان بخصوص كيفية إعادته لعالم الأحياء. يبحث عن أي دليل يشير إلى وجود شقيقه، متنقلاً بين الأروقة المظلمة والسهام اللامتناهية للجحيم.

الشياطين تتجاوزه بحثًا عن ضحايا جدد، ولكن دين يظل في الخفاء، يستفيد من كل فرصة لاكتشاف أثر يقوده إلى إيثان. صموده في وجه هذه الرعب يعكس إصراره على إعادة شقيقه.

  يتبع...