Part.4

25 3 42
                                    

الموت هو النهاية الحتمية للجميع، ما يختلف فقط هو كيف ستكون نهايتك.
_________________

خيم عليهما الصمت للحظات لم يقطعه سوى صوت ضحكات فلاڤيو الصاخبة التي ملأت أركان المنزل، أما بالنسبة لها فما زالت ممسكة بالعلبة تسحقها بين أناملها بعنف وقد ازدادت وتيرة تنفسها من شده الغضب.

سددت لفلاڤيو نظرة خطرة وتحدثت ببطء جعله يبتلع ضحكاته رغما عنه كي لا يزيد من غضبها أكثر "ان علمت أن لك يدا فيما حدث للتو..."
قاطعها على الفور بجدية زائفة وهو يضم يده على هيئة قبضة فوق موضع قلبه، فهو بالكاد يحاول السيطرة على ضحكاته فهو لم يخبرها بعد أن وجهها تحول إلى اللون الأسود "أقسم أنني لم أكن أعلم ولم يكن لي دخل، لقد أعطاها لي السيد آخيل صباح اليوم وقال إنها هدية منه شخصيا"
غلى الدم بأوردتها من تلك المزحة السخيفة، فقد تلهفت لمعرفة محتوى الهدية حين علمت أنها من السيد آخيل فهو بمثابة الأب الروحي لها ولكن لم تتوقع أنها ستنفجر في وجهها مخلفة كومة من الغبار الأسود اخترقت رأيتها لتشعرها بالاحتراق من الداخل.

ألقت العلبة الفارغة علي بار المشروبات وأحضرت كأسا من الماء أولا لتبريدها من الداخل والخارج، ثم عادت لتتفحصها من جديد ولكن بحرص فبالتأكيد هناك شيء ما بداخلها، ألقت نظره علي فلاڤيو الذي مد لها المحارم الورقية وهو يشير لوجهها المغبر ثم سألته بجدية بالغه "هل تعتقد أن هناك شيئا بداخلها؟ أم أنه فقط يريد الحصول على رصاصة طائشة تخترق منتصف رأسه عن طريق الخطأ بالطبع؟"

ابتسم بمكر هو يجاريها في حديثها بجدية مماثلة "بالتأكيد رصاصة طائشة بالخطأ ". ظهرت ابتسامة متسلية علي وجهها أثناء إخراجها لظرف أبيض رقيق مغلف من أحد جوانب العلبة كان مخفيا بعناية وبطريقه خاصة في الداخل، لوحت بالظرف أمام وجه وهي تهز رأسها بأسى مصطنع "جواب خاطئ فلافي ، ولقد أظهرت لي سوء نواياك تجاه عزيزي آخيل"

توسعت ابتسامته أكثر ثم أشعل سيجاره وهو يؤكد علي حديثها "أنا كذلك بالفعل، تبا له ولكِ أڤي"
اختطفت منه السيجارة قبل أن يأخذ نفسه الثاني لتدخنها هي ثم فتحت الظرف لتعرف محتوياته، وقد كان به فلاشه صفيره وهذا بالتأكيد من اختصاص فلاڤيو، ورسالة صغيرة بخط اليد.

آفيانا | AVYANNAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن