31 ديسمبر 2023 - 01:37
في قلب فصل الذكريات رست أقدامي، إنه لمحبط أننا لن نتلقى هدية عشية العيد من تايهيونغ كما اعتدنا كل سنة.
لست تعيسة إنما فقط شعرت بنغزة يقظة بعد غيبوبة الاعتياد و تلحفتني قشعريرة إثر زوال غطاء الدفء الذي ألفت الولوج تحته كلما اشتد برد الشتاء و التحصت لسعة الحنين.
اختطفني الأرق من أذرع النوم، و رفض ستار الجفون أن ينسدل معلنا عن ختام مسرحية شجار حدث بين أفكاري، حربٌ ضروس قُرعَتْ طبولها في جوفي و تشامخ صليل الحسام يَنهاني عن تجاهلِ الفوضى و لملمتها قبل الغوص في اللاوعي.
تقبلت الجنسية التي وهبتها لي دولة السُّهاد، حيث لا وجود لمشاريع النوم و اتفقت مناكبها على عنوان موحد إسمه السهر. إقتَدتُني للمطبخ أعِدّ أنيسا لوحدتي كي أداعِبَ الليل و أعاكسَهُ قبل أن يسبقنِي و يمارِس غطرستُه المعتادة.
رشوتُ كلماتي كي تسبح بعيدا عن صنارة لساني لإني لا أحتاج لكسر سكينة الشقة و أنا هنا لوحدي، أخاف أن تأتيني هلوسات منتصف الظّلمة فأجد نفسي أقدم محاضرة لشرشبيل حتى يستسلم و يترك السنافر و شأنهم ثم يلتفت لبناء حياته الخاصة أفضل.
كتمْتُ قهقهاتي من الارتفاع أزّم شفتايَ، و أنا أتخيلني في دور الواعضة الحكيمة متى ما زارني الملل و قررت إلهاء ضجري بجرعة كوميديا بدل مراقصته على لحن رومانسي كريه.
رائحة شوكولاتة ساخنة دغدغت أنفي، شجرة أرز ممتلئة بالأنوار كانت مصدرَ رَشادي بينما أخطُو باتجاه الشرفة، اتخذت من أرجوحتي مجلسا لي، ضممت ساقاي لصدري أنكمش على نفسي و جعلتُ أنفخُ على البخار المتصاعد من كأسي.
حتما الأرضُ هي منفاي المفضل، كيف لا تكون كذلك و أنا أتشارك نفس السماء مع فرقتي المفضلة، سهُبتْ رموشي أسرحُ في دولاب الماضِي أعِيدُ تركيب منزل الأوراق - عِمادهُ تُلةٌ من التضحياتِ لم يتردد السبعة في تقديمها فداء لاسم بانغتان - تشبيه لنقص البدايات التي أبدعتْ في رسم كمَال النهاية فإن كانت الطرق تؤدي إلا روما كما يقول الإيطاليون فالنقطة التي تقاطعت فيها طرق نامجون، جين، يونغي، جيهوب، جيمين، تاي و جونغكوك هي عنوان بانغتان منزل هش معرض للسقوط تمكن من الصمود بفضل ثباتِ و تماسك سبعتهم.
بما أن جفوني مسحتْ مصطلح الهجودِ من جدولها و ما فتِئت ذكرياتي تتدفّقُ كالعسلِ، تماشيتُ مع التيار أدسّ أناملِي بين أحرفِ لوحة المفاتيح لتدبيج حلقة run bts 157، أحبهَا كثيرا لأنها برعت في وصفِ قوة التخاطُر الذي ربط بين سبعتهم و غيّبتهم عن الحاضر تنْقلُهم لبُعْدِ البارحة أين تزاولُ الذاكرةُ سحرها و تمنحهُم رحلَة مجانية فالأماكن القديمة هي قصةٌ بلا لسان، صدى شجارٍ ودي، صخب صرخة إحباطٍ، تدريبات قاسية، تعليقاتٌ خاليةٌ من الحسنِ منقوعةٌ في كأسٍ بسيلٍ طعمهُ و دروسٌ لقنتها التجارب الشائكةِ أطرافها لهم.