يسير فهد بين الحقول وامامه طفلته وتجرى وتلهو وهو يضحك على حركاتها وكلماتها حتى وصلوا إلى مكان هادئ وجميل تحيطه الحقول بزرعها الاخضر ويقابله البحر واجمل ما فيه تلك الشجرة العاليه وثمار التوت الطازجة تتدلى منها تشتهيها النفسزينه: بابا هنا حو اوى
فهد: بجد المكان حلو ؟
زينه: اه بابا تعالى نقعد هنا كلنا انا وميكى وانت وتيتا عون وتيتا زيبت وطنط سماء وطنط كهاد وطنط ملك وكدو سالم
استغرب فهد لعدم ذكرها والدتها فهتف قائلا: بس ومين كمان ؟
فهد: طيب وماما
زينه: اه وماما
فهد: انتى بتحبي ماما يا زينه ؟
زينه: اه. لا اه
فهد: اه ولا لا
زينه: هى بتضلبنى وبتزحقلى ومث بتحبنى
فهد:لا هى بتحبك بس هى عصبيه شويه
زينه: لا هى مث بتحبنى
فهد : لا بتحبك وانتى لازم تحبيها
زينه : ليه بقا
فهد : عشان هى ماما
زينه : لا هاتلى ماما حوه ماما دى اث حوه
فهد:عيب كدا يا زينه
ابتعدت عنه زينه هاتفه بغضب طفولى : لا مث عيب وانا مث بحبها انا عايزه ماما حوه مث تضلبنى وتثلحلى ثعلى وتلعب معايا زى ندا بنت طنط مايثه جالتنا وزى هدى ثاحبتى مامتهم بتحبهم ماما دى مث بتحبنى
سرح فهد يهتف بداخله قائلا: ياااه دا مش بس انا اللى مش مستحملك ولا حتى عيلتى حتى بنتك كمان ياعاليه مش مستحملاكى ولا بتحبك من معاملتك ليها
انا فعلا ظلمت نفسي وظلمت بنتى واللى جاى
افاق من شروده على زينه وهى تهتف قائله : بابا. بابا
فهد: ايوه يا حبيبتي
زينه: عايزه وده الحوه دى
ابتسم فهد وذهب ناحية الورد يقطف لها ورده ولكنه توقف بين الورود وهو يتذكر حب طفولته تلك العينان التى لم ينساها ابدا وذلك الشعر الغجرى الطويل الذي كان يغطى جسدها النحيل والصغير
فالبرغم من صغر سنها إلا أنها كانت تلفت نظر من ينظر لها ولجمالها
جمال عيناها وبشرتها وشعرها الطويل
فلااااش باك
فى يوم من الأيام ذهب فهد الى مكانه المفضل ليجد فتاه صغيره فى سن السبع سنوات تجلس تحت الشجره يغطى شعرها وجهها وجسدها فهتف قائلا: بتعيطى ليه ؟
رفعت الفتاه وجهها فوجدها فتاه جميله جدا تبكى وتلطخ دموعها وجهها الملائكى
هتف فهد مره اخرى قائلا: بتعيطى ليه ؟