كانت الهمسات الملتوية للشياطين تتردد في أرجاء الجحيم، وسط اللهب الذي لا ينتهي والصراخ الذي يعلو. دين يحمل إيثان، شقيقه الذي لم يعد يشبه إنسانًا، بين يديه. الشياطين تتبعهم بشراسة، وكأنها تستعد للانقضاض على أرواحهم.في وسط هذا الجحيم، كانت البوابة تلمع بضوء خافت. يتجه دين بهدوء نحو تلك البوابة المظلمة، تتسارع خطواته وهو يشعر بلسعة الشياطين الحاقدة بكعبيه. يدرك أن الخروج لن يكون سهلاً، لكنه يحمل الأمل بين ذراعيه.
وفي اللحظة التي يقتربون فيها من البوابة، يشعر دين بشيء غريب. يتوقف عن السير، وتنقض عليه همسات الشياطين. "أيها الطيف الهالك، أنت لا تستحق الهروب"، تهمس إحدى الشياطين بصوت مثل صرخات الرياح.
دين ينظر إلى إيثان الذي لا يتلقف الحديث، ثم يبتسم بسخرية. "أليس من المثير للضحك أنكم تعتقدون أن البوابة ستنقلنا إلى مكان آمن؟" يضحك دين بضحكة غامضة تهز أرواح المكان.
الشياطين تتراجع بتخوف، لكن ايثان يعود للمشي نحو البوابة و دين يحمي ظهره. وفي اللحظة التي يخرج فيها ايثان من البوابة، تتلاشى البوابة أمام عيون دين، ويجد نفسه عالقًا في هذا العالم المظلم.
الشياطين تنظر إلى البوابة المختفية بدهشة، لكن دين يشعر بالصدمة كون البوابة اختفت وهو ظل عالق داخل الجحيم. بينما إيثان خرج، اختفت كلمات من شفاه دين وهو يعلم أن كل شيئ اختفى. لم يعد هناك بوابة اخرى قد تخرجه
يعود إيثان إلى العالم الحقيقي بينما يظل دين محاصرًا في أغوار الجحيم. النور الساطع يلمع في عينيه، لكن ذلك لا يلتقط الظلام الذي يكمن في أعماق روحه.
على أرض الواقع، ينعم إيثان بأنفاس الحياة ولكن بقلب مثقل بالأسى. يعود إلى الفندق الذي أقام فيه مع بوبي وإيلين، ويدخله وهو يفكر في الطريقة التي يمكن أن يقدم بها خبر اختفاء دين. عندما يفتح الباب، يلمح لون الجدران المهترئة والأثاث المتناثر، مما يجعله يتذكر اللحظات السعيدة والحزينة في منزلهم القديم.
بينما يستقر في غرفته، يسمع خطوات هادئة تقترب. إيلين تظهر في الباب، وعلى وجهها آثار القلق والاستفهام. تنظر إليه بنظرة تكاد تخترق غموض ماضيه.
"إيثان، ماذا حدث؟" تتسلل كلمات إيلين برقة إلى الغرفة، وإيثان يجلس على سريره يحاول إيجاد كلمات تفسر الحدث الذي غيَّر حياته.
"دين... دين لا يزال هناك." يخرج صوته همسًا، وهو يحاول التغلب على صعوبة إيصال الخبر.
تستلقي إيلين بجانبه، وعينيها تنظر إلى اللاشيء بينما تبقى في صمت تعاطفي. تبدأ قصة إيثان في التداخل مع تفاصيل اللحظة الرهيبة التي مر بها. الأحلام والكوابيس تتداخل، ويغوص في ذكريات غامضة وغامضة.
أنت تقرأ
الصياد/ The Hunter
Fantasíaعندما يُعبث بكتاب غامض يكشف عن أسرار عالم سفلي، ينقلب عالمه رأسًا على عقب. حينما يعلم أنه فتح بوابة لكائنات لا تُصدق، تسلك طريقها إلى أرض الواقع قادمة من العالم السفلي. فهل سيتمكن من تدارك الأمر و إعادتها إلى العالم السفلي؟ أم هل ستكون نهايته محطمة...