يا ضياء أبريل ، اتعلم لماذا احب شهر أبريل لانه يحمل بين أيامه ميلاد أفضل شخصين في حياتي أحدهما هو ذلك العظيم الذي لطالما افتخرت بكوني ابنته و الآخر هو شخص أحبه
تفصلنا ايام قليلة عن يوم ميلادي أبي ، و لازلت أفكر في هدية اعطيه اياها ،لأنني وقفت عاجزة عن إيجاد شيء ثمين يضاهي أبي او يساويه في المكانة العالية لدي
يا ضياء أبريل انا فتاة تميل كثيرا إلى ابيها و لا اخفي عليك أنني لا أشعر بالفخر حينما يقولون انها تحمل ملامح أمها بقدر ما أشعر بالفخر و السعادة عندما يقولون إنها عنيدة مثل أبيها
لقد رأيته مثل جبل عظيم أتكئ عليه كلما شعرت بثقل الحياة ، أبي هو ذلك الشخص الذي اطلب منه نجمة فيعود حاملا السماء بما فيها من نجوم
أذكر جيدا أول مرة رسبت فيها في مشواري الدراسي راح الكل يلقي اللوم علي و خصوصا أمي ، وحده أبي من ترك العتاب جانبا , أتى يستفسر عن السبب الذي جعلني أرسب، جاء يسألني برفق و لين عن ما ادا كنت قد تعرضت لمشاكل نفسية ادت إلى رسوبي
عندما طهوت الطعام لأول مرة في سن السابعة عشر ، أذكر أنه لم يكن لذيذا حيث كانت أول تجربة لي ، في الوقت الذي كان الجميع يستاء من طعمه و ينهضون من الطاولة بمجرد تذوقه وسط تذمرهم، كان أبي يجلس و يتناول طعامي و الابتسامة لا تفارق وجهه مادحا إياي قائلا : "سلمت يداك يا ابنتي لا تهتمي لهم مع الوقت ستتعلمين مهارة الطبخ "
منذ أن وصلت سن المراهقة و حتى بعدما كبرت و أصبحت اليوم في الرابع و العشرين من عمري ، لا أتذكر يوما تفتيش أبي في أغراضي او تفتيش هاتفي كما يفعل بعض الآباء مع بناتهن، بالعكس كنت أترك هاتفي أمامه و أنا كلي ثقة انه لن ينظر إليه
لقد منحني أبي ثقة عظيمة سعيت طوال حياتي أن أكون جديرة بها ، فلم اسمح لأحد بأن يقول ان ابنة فلان ...كانت تفعل سوءا t
لقد كنت و مازلت أفعل كل ما بوسعي ليكون فخورا بي دائما
أبي رجل أميّ لكنه يحمل من الأخلاق ما لا يحمله بعض المتعلمين أحيانا
عيد ميلاد سعيد لأبي ليدم الله ضحكته و سلامته و يجعل أيامه كلها سعادة