-البوليس عرف مكانك و جايين يقبضوا عليكِ
كان صوتا غير مألوف لكنها لم تهتم بمعرفته, بل ألقت الهاتف مسرعة و هي تركض الى الشباك لتبصر العديد من سيارات الشرطة القادمين باتجاه مسكنها مما جعلها تركض الى الداخل في أمل منها أنها قد تستطيع الهروب منهم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفت "هبة" الى الحجرة المخصصة لـ"أفنان" لتجدها جالسة على السرير, كانت تنظر الى النافذة أمامها في صمت, لا تحرك ساكنا و لا تتحدث بكلمة, تظهر للجميع بأنها هادئة, بينما يعج رأسها بكم من الفوضى.
يرسم عقلها أفكارا لما كان من الممكن أن يحدث في تلك الليلة, مجرد فكرة وجودها معه بمفردهما كانت كفيلة بجعل جسدها ينتفض من الحين للآخر, و بالرغم من يأسها و بأسها لكنها كانت دائمة الدعاء لربها, لم تكن في الآونة الأخيرة تخرج صوتا و لكنها كانت فقط تحرك شفتيها في تضرع عالمة بأن الله يعلم ما تريد قوله...
نزلت دموعها في حزن على حالها, تظن أن الدنيا قد تحالفت ضدها, تتذكر أنه منذ رؤيتها لوفاة والدتها لم تقابل يوما سعيدا قط.
تزاحمت عدة مشاعر داخلها لم تميز منهم سوى كرهها لوالدها, كره ساعدها "رضوان" نفسه في زرعه داخلها, حاولت طوال الفترة الماضية إيجاد عذر له لكنها لم تجد, جاء بذلك اليوم و بكل سهولة يطلب منها مسامحته, "عن أي مسامحة تتحدث؟؟" قطع حبل أفكارها صوت "هبة" قائلة بحنو:
-بقول لك يا جميل
التفتت "أفنان" إليها تنتظر سماع الباقي فقالت الأخرى:
-ماما رايحة تبات عند خالتو النهاردة, مش حابة نروح نأكل في مكان برة
لم تلبث "أفنان" بضع ثوان حتى حركت رأسها نافية لتظهر علامات الحزن جلية على وجه "هبة" ثم قالت:
-تمام, بس أنا قلت هتبقى فسحة حلوة بما إني بقالي كتير مطلعتش برة البيت
شعرت "أفنان" بالحزن حيال خيبة الأمل التي ظهرت على وجه "هبة" فأمسكت بذراعها قبل أن تقوم و أشارت برأسها علامة الإيجاب لتفهم الأخرى أنها قد وافقت على عرضها فابتسمت فرحة ثم صفقت بيديها كالأطفال مما جعل "أفنان" تضحك باتساع على تلك الأفعال الصبيانية التي لم تقم بفعلها منذ وقت لا تدركه...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهب "جاسر" الى مقر الشركة المراد لقاءه بمديرها لإجراء مقابلة عمل, سار بخطى ثابتة واثقة, وسامته و علامات الثراء البادية على وجهه جعلت الجميع ينظر إليه في دهشة. طلب "جاسر" من المساعدة إبلاغ المدير بقدومه و بعدما علمت بالموعد المتفق نظرت إليه في حيرة فهو قد جاء في موعده بدقة لم تعهدها من أحد قبله. و سرعان ما أذنت له بالدخول فامتثل لها و توجه ناحية المكتب بشموخ و لكنه سمع صوتا أنثويا رقيقا يستأذن بالخروج, مشى "جاسر" تابعا ذلك الصوت حتى رأى فتاة تقف قبالة المدير, كانت فتاة جمالها عادي و لكنه وجه ملائكي يجعل الجميع يسر برؤيتها.
أنت تقرأ
و يبقى الألم
Romanceعندما ترغمنا الأيام على أن نلعب لعبة من اختيارها... لعبة هي السيدة بها... و لعبة لطالما نثرت على طاولتها انتصاراتها... تلك اللعبة القاسية ، غدت "الحياة" إحدى مسمياتها.. اللعبة التي ظلت الأيام فيها "الجانية" "الظالمة" "القاتلة" و "الغالبة" اللعبة الت...