——
اخذ نفس من شاف انشغال سعود بالاوراق ومن صار يناظر يمين ويسار وابتسم من نزل سعود من الكرسي يدخل غرفة النوم ونادى سعود على ابوه ؛ ابوي !
دخل فهد يناظر سعود واشر سعود على الملابس الي على السرير ؛ حقت مين ؟ حقتها ؟
هز راسه فهد يناظر الملابس وجلس على طرف السرير ورفع سعود يجلّسه على فخذه ؛ حقتها .
ابتسم سعود يناظر ابوه ؛ عادي نسافر انا وانت وهي ؟
رفع حاجبه فهد ؛ امداك تحبها .
رفع سعود اكتافه ؛ حلوه مره ولما تبتسم تصير مره حلوه مره ، انا اعطيتها بوسه في خدها لانها حلوه .
ضحك فهد يهز راسه ؛ هي حلوه حلوه يابوك ، سعود !
رفع عينه سعود على ابوه ، واردف فهد ؛ ما تزعجها طيب ؟ تصير شاطر معها ما تزعلها .
هز راسه سعود بالايجاب ؛ ما ازعلها اذا زعلتها اضربني طيب ؟
ضحك فهد يهز راسه بالنفي ، وقبّل خده ؛ ما عاش من يضربك .
ابتسم سعود يناظر ابوه ؛ وحتى امي ؟
هز راسه فهد بالايجاب ؛ ولا امك اذا ضربتك او قالت لك شي علمني .
ابتسم سعود يحضن ابوه بيدينه الصغير يحاوط عنقه ، وشد عليه فهد ، حسنة الزواج الوحيده كانت سعود ، لولا سعود هو كان طلق مناهل لكن ما ودّه يعيش سعود بدون ام ولا ودّه يعيش بشتات ويحاول يوفر لسعود كل الي يحتاجه من عنايه نفسيه وجسديه .« غرفة ليان »
جالسه على طرف السرير تناظر المدى ، كل الي ضحت فيه تلاشى ، الحق الي عاشته كان لحالها كان من طرفها ، هو نساها وهي الي ما نسته ، هو تقدم وهي بقت ، هي وقلبها تعبو من الوقوف ، ماعاد بقى في عتمة الليل لا حب ولا طيوف ، الي عشانه كان خيال مو اكثر ، كل توقعاتها بأنه للحين ما نساها كانت كبيره لكنّها تلاشت الحين ، عنده ولد وصار بعمر الاربع سنين ، وهي طولها الاربع سنين تعيش العذاب وتتجرعه علشانه ، علشان خاطره وقلبه لكنّ هو ما اهتم طعن قلبها وكسر خاطرها ولا رف له جفن ، ناظرت بالمرايه وهزت راسها بالنفي تمسح دموعها ؛ انتي طلبتي منه انتي قلتي له تحبين منيف انتي كسرتي قلبه اول ، ما يعرف ما ينلام .
هزت راسها بالنفي تبكي بألم ؛ لكنّه نساني ، نسى كل شي وكمل فعلاً كنت اتخيل بس ما دريت تصير واقع والله ما دريت .
لا شعوريا رمت كل الادويه الي على الطاوله تصرخ صرخه مكتومه ؛ كنت اعاني لحالي ، صار عندي ورم في الدماغ من الي عشته علشانه وهو ؟ تزوج وجاب ولد ونساك يا ليان نساك وطوى صفحتك ، عشتي كل هذا لحالك وهو ما اهتم ما طق لك خبر عاش وكمل وانتي واقفه ليان واقفه على حبه .
شهقت شهقتها تلوم نفسها ؛ ليش انا اضحي واعيش كل هذا لجله وهو ما راعى خاطري ، جاب ولده لين حدي وكأنه يقولي عشت حياتي بدونك وكملت من دونك وبكمل من دونك .
هزت راسها بالنفي تشد عليه من صداعها ، تحس كل خلاياها تتفجر داخل راسها ، رفعت عينها على دانه الي دخلت مصدومه من الي تشوفه ؛ ليان .
صرخت ليان بقل حيله ؛ ما ابي اشوف احد .
ناظرتها دانه بذهول وهزت راسها بالايجاب وطلعت ، دفنت نفسها بالمخده مالها حيله ولا لها رجاء في احد ، تعبت من الدنيا وتعبت من كثر ما تهدّه ، ولا مره ضحكت لها الا في اوقات وسلبت منها نفسها بعدها ، رفعت عينها من سمعت صوته ، من سمعته داخل الغرفه ، ناظرته واقف بالنص يناظرها ونزلت دمعتها تهمس ؛ ابوي !
شافته واقف يناظرها بهدوء ، وهزت راسها بالنفي ؛ ما عاد صرت اتحمل والله ابوي ، كلهم اوجعوني وينك انت ؟ عادي اجيك ؟ ما عاد ودي بالدنيا الي بدونك ما عاد صار لي حيل ، بجيك تكفى خلاص .
هز راسه فيصل بالنفي يبتسم لها ؛ لا تجيني ، حاربي الدنيا وحاولي لا تضعفين ما جيتي على الدنيا ضعيفه يا بنت فيصل ، وان كان مالك حيله بالدنيا اكثر تعالي يدينك مشرّعه لك يا بنتي .
انهمرت دموعها اكثر تهز راسها بالايجاب ؛ بجيك بروح لحضنك بتخبى فيه عنهم ، ما ابيهم يوجعوني ابوي .
كانت كلها ثواني وتلاشى طيفه من الوجود ، وهزت راسها بالنفي تبكي بألم ؛ ما انجيتي ليان ما صرتي مجنون علشان تتخيلين ناس مو موجوده ليان ما كنتي كذا ليان ما كنتي كذا .
ناظرت بالمشرط الي هي جابته قبل لا تطلع الغرفه ، ومسكته تاخذه تناظره ؛ عادي اروح لابوي ؟ ما عاد صرت اتحمل وجودهم .
رفعت عينها من دخل الغرفه وخبت المشرط تحت المخده تمسح دموعها ، وابتسم سعود ؛ عادي ادخل ؟
صدت ليان ما ترد عليه ، وتقدم سعود يناظر دموعها ؛ ليش كنتي تبكين ؟ مين زعلك ؟
نزلت عينها عليه وهمست ؛ اطلع .
هز راسه سعود بالنفي ؛ ما اطلع لين تقولين مين زعلك ؟ امك ؟ عادي انا امي تزعلني بس ما ابكي لانه عادي .
لانت ملامحها وهزت راسها بالنفي ؛ تعبانه مو زعلانه .
ابتسم سعود يصعد فوق السرير عندها ومسح دموعها بكفه الصغيره ؛ اجيب لك مسكن ؟ يروح على طول التعب نفسي .
هزت راسها بالنفي ، وناظر هو الادويه الي على الارض ، ونزل من السرير ياخذ الادويه يرتبها في الدرج وسكر عليها ؛ زعلتي لانك طيحتي الاغراض صح ؟ رتبتها انا لا تزعلين خلاص .
هزت راسها بالنفي وابتسم سعود ؛ عيونك حلوه مره ماله داعي تبكين بتصيرين مو حلوه .
تنهدت هي بتعب تهز راسها بالنفي ؛ ما راح ابكي خلاص اطلع .
رفع اكتافه بحزن مزيف ؛ ليش ما تبيني ؟
تأففت هي بتعب كان اخر شي ممكن يدمرها انه تشوفه ويحاورها الحين ، ما تكرهه لكن تحس بالكسر لا شافته تتذكر تضحيتها الي راحت سُدى علشان ابوه الي في النهايه ما اهتم لها ، رفعت عينها على دانه الي دخلت تنادي ؛ سعود ! شتسوي هنا ؟
ابتسم سعود يصعد على السرير يجلس بجنب ليان ؛ بكون معها ، قفلي الباب واطلعي ، ما تبغى تشوف احد هي .
ابتسمت بوسط دموعها من كان يراعيها ، ناظرته دانه بذهول ؛ سعود تعال خلها ترتاح .
ناظر سعود ليان ؛ انتي تبيني صح ؟ صح .
ولف على دانه ؛ هي تبيني خلاص اطلعي وسكري الباب دانه .
هزت راسها ليان بالايجاب وهمست ؛ ابي منك رقم رتيل .
ناظرتها دانه بذهول وهزت راسها ليان ؛ اعرف انك تعرفينها بس اعطيني رقمها ، ترا انا اكون اختها .
هزت راسها دانه بالايجاب ؛ برسله لك على رقمك .
هزت راسها ليان بالايجاب ، وطلعت دانه والتفتت على سعود الي شبه جالس بحضنها ، ولولا دخوله كانت هي الان ميته جثه في وسط الغرفه ، وكأن ربي ارسله عليها لجل توقف عن الفكره الي وصلت لها ، وكأنه بدايه خير ، صحيح انها انكسرت من فهد لكن بتنسى ، بتشتغل هالمره عنده لجلها بدون قلبها وتنسى كل شي تنسى حبه وتنسى التضحيه ودها تفتح صفحه جديده وبدايه جديده ، تنسى الماضي وتنسى كل الي عاشته ، بتبدا لنفسها هالمره ، احس انها فاقت من غيبوبه حب كانت عايشه فيها ، كانت تعمل لجله لكن مو لنفسها ، ودخول سعود عليها تركها تصحصح عن غلط كانت بتسويه ، فكرة الانتحار الي تعرف انها ما يوصلونها الاشخاص الي وقت ودّهم يهربون من دنياهم ومشاكلها لكن هي لا ، هي اقوى من كذا ، هي اقوى من انها تهرب من وجع او كسر ، هي بنت فيصل ما جات على الدنيا ضعيفه ، مو الحب الي يتركها تخسر نفسها علشانه ، مثل ما هو تقدم وعاش هي بتكمل وتعيش من دونه ، واول شي هي بتسويه انها تنتهي من الشغل هنا لجل ما تشوفه لكن غصبً عنها بتبقى لجل العقد ومن ان يخلص هالعقد هي ينتهي دورها هنا ، صحيح تحبه وصحيح انها للحين تخبي الحقيقه لجله ، لكن ما راح تكمل باقي حياتها ناسيه نفسها وحقها بالدنيا ، بيقبى حبها الوحيد داخل قلبها لكن ما يكون عائق لها ولحياتها ، نزلت نظرها على سعود الي يناظرها بهدوء وابتسمت هي له ، بتحاول تكون سعيده لنفسها مو لغيرها ، بتحاول تعيش الي هي ضيعته ، وش استفادت من كل هالحزن الي عاشته لحالها ، وش استفادت من غرقها بالالم لحالها ، بتحاول بس لنفسها هالمره ، لفت نظرها جوالها الي وصلت له رسالة دانه برقم رتيل ، اخذت الرقم وسجلته واتصلت عليه كانت ثواني ورد عليها صوت طفلة طاغيه ؛ الو ؟
ابتسمت ليان من كان صوت ريلام وهي عرفته ، مو اول مره تكلم فيها ريلام او تسمع صوتها لكن صارت لها فترة ما كلمتها ولا سمعت صوتها ؛ ريلامي !
شهقت ريلام ؛ لولي .
ابتسمت ليان من سمعت ركض ريلام والواضح انها متجهه لامها ، نطق سعود يهمس ؛ لولي ؟
ناظرته ليان وهزت راسها ؛ تعرف ريلام ؟
هز راسه بالايجاب يبتسم ؛ تناديك لولي ؟
هزت راسها بالايجاب ، وابتسم هو ؛ عادي اناديك نفس الشي ، لولي .
هزت راسها بالايجاب ، وثواني وسمعت صوت رتيل ؛ بسم الله عليك ريلام شفيك .
صرخت ريلام بفرح ؛ لولي ماما لولي .
ضحكت ليان من صارت رتيل تسمي على بنتها ، واخذت الجوال رتيل : الو ؟
ابتسمت ليان تمسح على شعر سعود ؛ ما ودك تكلميني ؟
صرخت رتيل بفرح ؛ لولي .
ضحكت ليان وهذا الي كانت تحتاجه ، رتيل وبنتها لجل تحس ان للحياه طعم ولازالت ، ابتسمت رتيل ؛ اشتقت لك مره ، غريبه داقه هالوقت كيف اعطوك جوال ؟
هزت راسها بالنفي ليان وتحس بالغصه تخنقها فعلاً تحتاج رتيل وحضنها ، تحتاج احد يطبطب عليها تحتاج احد تقوله الي في صدرها ؛ عادي ترجعين ؟
عقدت حواجبها رتيل ؛ ليان ؟
اخذت نفس ليان ؛ ابغاك رتيل تعالي ارجعي السعوديه تكفين .
همست رتيل بهدوء ؛ ليان فيك شي ؟
هزت راسها ليان ؛ فيني ضيقه فجرت ضلوعي احتاجك .
عقدت حواجبها من سمعت همس جنب ليان ؛ ليان جنبك احد ؟
ابتسم سعود من سمع رتيل ؛ عمتي رتيل !
وسعت عيونها رتيل بذهول بخوف من ان ليان فعلاً عرفت كل شي ؛ ليان !
هزت راسها ليان ؛ عرفت كل شي بس عادي ترجعين رتيل ؟ احس بأي لحظه بروح لابوي .
هزت راسها رتيل بهلع ؛ لا لا لا ليان وش ذا الكلام ، خلاص اعتبريني رجعت طيب ؟
هزت راسها ليان بالايجاب ، وقفلت منها وناظرت سعود ؛ اطلع !
ناظرها سعود بزعل ؛ من اول وانتي تقولين اطلع لي ما تبغيني يعني ؟
هزت راسها ليان بالنفي ؛ بنام طيب .
ابتسم سعود ؛ عادي انام معك ؟
رفعت حاجبها ليان تهز راسها بالنفي ؛ نام مع ابوك .
تكتف سعود ؛ زعلتك بشي انا ؟ ليش تكلميني كذا ؟
هزت راسها ليان بالنفي تنحني له وقبّلت خده ؛ مو زعلانه منك ولا سويت شي بس تعبانه برتاح شوي بعدين تعال لي طيب ؟
هز راسه سعود بالايجاب وتقدم يقبّل خدها ؛ نامي وبرجع اجيك طيب !
تنهدت ليان بهدوء ، لطافته طغت على زعلها وانهته بلحظه ، مراعاته لها ومحاوله ارضاءها وحتى هو ماله دخل في تعبها الا انه يرضيها ، نزلت راسها على مخدتها ودخلت يدها من تحت تاخذ المشرط وتناظره وغمضت عينها ؛ وكأنه رساله من ربي دخوله لي ، ما راح اكون قاسيه عليه ولا بصدّه مهما كان ماله ذنب باللي حصل .