Part 63

9.5K 214 85
                                    

——
اخذ نفس من شاف انشغال سعود بالاوراق ومن صار يناظر يمين ويسار وابتسم من نزل سعود من الكرسي يدخل غرفة النوم ونادى سعود على ابوه ؛ ابوي !
دخل فهد يناظر سعود واشر سعود على الملابس الي على السرير ؛ حقت مين ؟ حقتها ؟
هز راسه فهد يناظر الملابس وجلس على طرف السرير ورفع سعود يجلّسه على فخذه ؛ حقتها .
ابتسم سعود يناظر ابوه ؛ عادي نسافر انا وانت وهي ؟
رفع حاجبه فهد ؛ امداك تحبها .
رفع سعود اكتافه ؛ حلوه مره ولما تبتسم تصير مره حلوه مره ، انا اعطيتها بوسه في خدها لانها حلوه .
ضحك فهد يهز راسه ؛ هي حلوه حلوه يابوك ، سعود !
رفع عينه سعود على ابوه ، واردف فهد ؛ ما تزعجها طيب ؟ تصير شاطر معها ما تزعلها .
هز راسه سعود بالايجاب ؛ ما ازعلها اذا زعلتها اضربني طيب ؟
ضحك فهد يهز راسه بالنفي ، وقبّل خده ؛ ما عاش من يضربك .
ابتسم سعود يناظر ابوه ؛ وحتى امي ؟
هز راسه فهد بالايجاب ؛ ولا امك اذا ضربتك او قالت لك شي علمني .
ابتسم سعود يحضن ابوه بيدينه الصغير يحاوط عنقه ، وشد عليه فهد ، حسنة الزواج الوحيده كانت سعود ، لولا سعود هو كان طلق مناهل لكن ما ودّه يعيش سعود بدون ام ولا ودّه يعيش بشتات ويحاول يوفر لسعود كل الي يحتاجه من عنايه نفسيه وجسديه .

« غرفة ليان »
جالسه على طرف السرير تناظر المدى ، كل الي ضحت فيه تلاشى ، الحق الي عاشته كان لحالها كان من طرفها ، هو نساها وهي الي ما نسته ، هو تقدم وهي بقت ، هي وقلبها تعبو من الوقوف ، ماعاد بقى في عتمة الليل لا حب ولا طيوف ، الي عشانه كان خيال مو اكثر ، كل توقعاتها بأنه للحين ما نساها كانت كبيره لكنّها تلاشت الحين ، عنده ولد وصار بعمر الاربع سنين ، وهي طولها الاربع سنين تعيش العذاب وتتجرعه علشانه ، علشان خاطره وقلبه لكنّ هو ما اهتم طعن قلبها وكسر خاطرها ولا رف له جفن ، ناظرت بالمرايه وهزت راسها بالنفي تمسح دموعها ؛ انتي طلبتي منه انتي قلتي له تحبين منيف انتي كسرتي قلبه اول ، ما يعرف ما ينلام .
هزت راسها بالنفي تبكي بألم ؛ لكنّه نساني ، نسى كل شي وكمل فعلاً كنت اتخيل بس ما دريت تصير واقع والله ما دريت .
لا شعوريا رمت كل الادويه الي على الطاوله تصرخ صرخه مكتومه ؛ كنت اعاني لحالي ، صار عندي ورم في الدماغ من الي عشته علشانه وهو ؟ تزوج وجاب ولد ونساك يا ليان نساك وطوى صفحتك ، عشتي كل هذا لحالك وهو ما اهتم ما طق لك خبر عاش وكمل وانتي واقفه ليان واقفه على حبه .
شهقت شهقتها تلوم نفسها ؛ ليش انا اضحي واعيش كل هذا لجله وهو ما راعى خاطري ، جاب ولده لين حدي وكأنه يقولي عشت حياتي بدونك وكملت من دونك وبكمل من دونك .
هزت راسها بالنفي تشد عليه من صداعها ، تحس كل خلاياها تتفجر داخل راسها ، رفعت عينها على دانه الي دخلت مصدومه من الي تشوفه ؛ ليان .
صرخت ليان بقل حيله ؛ ما ابي اشوف احد .
ناظرتها دانه بذهول وهزت راسها بالايجاب وطلعت ، دفنت نفسها بالمخده مالها حيله ولا لها رجاء في احد ، تعبت من الدنيا وتعبت من كثر ما تهدّه ، ولا مره ضحكت لها الا في اوقات وسلبت منها نفسها بعدها ، رفعت عينها من سمعت صوته ، من سمعته داخل الغرفه ، ناظرته واقف بالنص يناظرها ونزلت دمعتها تهمس ؛ ابوي !
شافته واقف يناظرها بهدوء ، وهزت راسها بالنفي ؛ ما عاد صرت اتحمل والله ابوي ، كلهم اوجعوني وينك انت ؟ عادي اجيك ؟ ما عاد ودي بالدنيا الي بدونك ما عاد صار لي حيل ، بجيك تكفى خلاص .
هز راسه فيصل بالنفي يبتسم لها ؛ لا تجيني ، حاربي الدنيا وحاولي لا تضعفين ما جيتي على الدنيا ضعيفه يا بنت فيصل ، وان كان مالك حيله بالدنيا اكثر تعالي يدينك مشرّعه لك يا بنتي .
انهمرت دموعها اكثر تهز راسها بالايجاب ؛ بجيك بروح لحضنك بتخبى فيه عنهم ، ما ابيهم يوجعوني ابوي .
كانت كلها ثواني وتلاشى طيفه من الوجود ، وهزت راسها بالنفي تبكي بألم ؛ ما انجيتي ليان ما صرتي مجنون علشان تتخيلين ناس مو موجوده ليان ما كنتي كذا ليان ما كنتي كذا .
ناظرت بالمشرط الي هي جابته قبل لا تطلع الغرفه ، ومسكته تاخذه تناظره ؛ عادي اروح لابوي ؟ ما عاد صرت اتحمل وجودهم .
رفعت عينها من دخل الغرفه وخبت المشرط تحت المخده تمسح دموعها ، وابتسم سعود ؛ عادي ادخل ؟
صدت ليان ما ترد عليه ، وتقدم سعود يناظر دموعها ؛ ليش كنتي تبكين ؟ مين زعلك ؟
نزلت عينها عليه وهمست ؛ اطلع .
هز راسه سعود بالنفي ؛ ما اطلع لين تقولين مين زعلك ؟ امك ؟ عادي انا امي تزعلني بس ما ابكي لانه عادي .
لانت ملامحها وهزت راسها بالنفي ؛ تعبانه مو زعلانه .
ابتسم سعود يصعد فوق السرير عندها ومسح دموعها بكفه الصغيره ؛ اجيب لك مسكن ؟ يروح على طول التعب نفسي .
هزت راسها بالنفي ، وناظر هو الادويه الي على الارض ، ونزل من السرير ياخذ الادويه يرتبها في الدرج وسكر عليها ؛ زعلتي لانك طيحتي الاغراض صح ؟ رتبتها انا لا تزعلين خلاص .
هزت راسها بالنفي وابتسم سعود ؛ عيونك حلوه مره ماله داعي تبكين بتصيرين مو حلوه .
تنهدت هي بتعب تهز راسها بالنفي ؛ ما راح ابكي خلاص اطلع .
رفع اكتافه بحزن مزيف ؛ ليش ما تبيني ؟
تأففت هي بتعب كان اخر شي ممكن يدمرها انه تشوفه ويحاورها الحين ، ما تكرهه لكن تحس بالكسر لا شافته تتذكر تضحيتها الي راحت سُدى علشان ابوه الي في النهايه ما اهتم لها ، رفعت عينها على دانه الي دخلت تنادي ؛ سعود ! شتسوي هنا ؟
ابتسم سعود يصعد على السرير يجلس بجنب ليان ؛ بكون معها ، قفلي الباب واطلعي ، ما تبغى تشوف احد هي .
ابتسمت بوسط دموعها من كان يراعيها ، ناظرته دانه بذهول ؛ سعود تعال خلها ترتاح .
ناظر سعود ليان ؛ انتي تبيني صح ؟ صح .
ولف على دانه ؛ هي تبيني خلاص اطلعي وسكري الباب دانه .
هزت راسها ليان بالايجاب وهمست ؛ ابي منك رقم رتيل .
ناظرتها دانه بذهول وهزت راسها ليان ؛ اعرف انك تعرفينها بس اعطيني رقمها ، ترا انا اكون اختها .
هزت راسها دانه بالايجاب ؛ برسله لك على رقمك .
هزت راسها ليان بالايجاب ، وطلعت دانه والتفتت على سعود الي شبه جالس بحضنها ، ولولا دخوله كانت هي الان ميته جثه في وسط الغرفه ، وكأن ربي ارسله عليها لجل توقف عن الفكره الي وصلت لها ، وكأنه بدايه خير ، صحيح انها انكسرت من فهد لكن بتنسى ، بتشتغل هالمره عنده لجلها بدون قلبها وتنسى كل شي تنسى حبه وتنسى التضحيه ودها تفتح صفحه جديده وبدايه جديده ، تنسى الماضي وتنسى كل الي عاشته ، بتبدا لنفسها هالمره ، احس انها فاقت من غيبوبه حب كانت عايشه فيها ، كانت تعمل لجله لكن مو لنفسها ، ودخول سعود عليها تركها تصحصح عن غلط كانت بتسويه ، فكرة الانتحار الي تعرف انها ما يوصلونها الاشخاص الي وقت ودّهم يهربون من دنياهم ومشاكلها لكن هي لا ، هي اقوى من كذا ، هي اقوى من انها تهرب من وجع او كسر ، هي بنت فيصل ما جات على الدنيا ضعيفه ، مو الحب الي يتركها تخسر نفسها علشانه ، مثل ما هو تقدم وعاش هي بتكمل وتعيش من دونه ، واول شي هي بتسويه انها تنتهي من الشغل هنا لجل ما تشوفه لكن غصبً عنها بتبقى لجل العقد ومن ان يخلص هالعقد هي ينتهي دورها هنا ، صحيح تحبه وصحيح انها للحين تخبي الحقيقه لجله ، لكن ما راح تكمل باقي حياتها ناسيه نفسها وحقها بالدنيا ، بيقبى حبها الوحيد داخل قلبها لكن ما يكون عائق لها ولحياتها ، نزلت نظرها على سعود الي يناظرها بهدوء وابتسمت هي له ، بتحاول تكون سعيده لنفسها مو لغيرها ، بتحاول تعيش الي هي ضيعته ، وش استفادت من كل هالحزن الي عاشته لحالها ، وش استفادت من غرقها بالالم لحالها ، بتحاول بس لنفسها هالمره ، لفت نظرها جوالها الي وصلت له رسالة دانه برقم رتيل ، اخذت الرقم وسجلته واتصلت عليه كانت ثواني ورد عليها صوت طفلة طاغيه ؛ الو ؟
ابتسمت ليان من كان صوت ريلام وهي عرفته ، مو اول مره تكلم فيها ريلام او تسمع صوتها لكن صارت لها فترة ما كلمتها ولا سمعت صوتها ؛ ريلامي !
شهقت ريلام ؛ لولي .
ابتسمت ليان من سمعت ركض ريلام والواضح انها متجهه لامها ، نطق سعود يهمس ؛ لولي ؟
ناظرته ليان وهزت راسها ؛ تعرف ريلام ؟
هز راسه بالايجاب يبتسم ؛ تناديك لولي ؟
هزت راسها بالايجاب ، وابتسم هو ؛ عادي اناديك نفس الشي ، لولي .
هزت راسها بالايجاب ، وثواني وسمعت صوت رتيل ؛ بسم الله عليك ريلام شفيك .
صرخت ريلام بفرح ؛ لولي ماما لولي .
ضحكت ليان من صارت رتيل تسمي على بنتها ، واخذت الجوال رتيل : الو ؟
ابتسمت ليان تمسح على شعر سعود ؛ ما ودك تكلميني ؟
صرخت رتيل بفرح ؛ لولي .
ضحكت ليان وهذا الي كانت تحتاجه ، رتيل وبنتها لجل تحس ان للحياه طعم ولازالت ، ابتسمت رتيل ؛ اشتقت لك مره ، غريبه داقه هالوقت كيف اعطوك جوال ؟
هزت راسها بالنفي ليان وتحس بالغصه تخنقها فعلاً تحتاج رتيل وحضنها ، تحتاج احد يطبطب عليها تحتاج احد تقوله الي في صدرها ؛ عادي ترجعين ؟
عقدت حواجبها رتيل ؛ ليان ؟
اخذت نفس ليان ؛ ابغاك رتيل تعالي ارجعي السعوديه تكفين .
همست رتيل بهدوء ؛ ليان فيك شي ؟
هزت راسها ليان ؛ فيني ضيقه فجرت ضلوعي احتاجك .
عقدت حواجبها من سمعت همس جنب ليان ؛ ليان جنبك احد ؟
ابتسم سعود من سمع رتيل ؛ عمتي رتيل !
وسعت عيونها رتيل بذهول بخوف من ان ليان فعلاً عرفت كل شي ؛ ليان !
هزت راسها ليان ؛ عرفت كل شي بس عادي ترجعين رتيل ؟ احس بأي لحظه بروح لابوي .
هزت راسها رتيل بهلع ؛ لا لا لا ليان وش ذا الكلام ، خلاص اعتبريني رجعت طيب ؟
هزت راسها ليان بالايجاب ، وقفلت منها وناظرت سعود ؛ اطلع !
ناظرها سعود بزعل ؛ من اول وانتي تقولين اطلع لي ما تبغيني يعني ؟
هزت راسها ليان بالنفي ؛ بنام طيب .
ابتسم سعود ؛ عادي انام معك ؟
رفعت حاجبها ليان تهز راسها بالنفي ؛ نام مع ابوك .
تكتف سعود ؛ زعلتك بشي انا ؟ ليش تكلميني كذا ؟
هزت راسها ليان بالنفي تنحني له وقبّلت خده ؛ مو زعلانه منك ولا سويت شي بس تعبانه برتاح شوي بعدين تعال لي طيب ؟
هز راسه سعود بالايجاب وتقدم يقبّل خدها ؛ نامي وبرجع اجيك طيب !
تنهدت ليان بهدوء ، لطافته طغت على زعلها وانهته بلحظه ، مراعاته لها ومحاوله ارضاءها وحتى هو ماله دخل في تعبها الا انه يرضيها ، نزلت راسها على مخدتها ودخلت يدها من تحت تاخذ المشرط وتناظره وغمضت عينها ؛ وكأنه رساله من ربي دخوله لي ، ما راح اكون قاسيه عليه ولا بصدّه مهما كان ماله ذنب باللي حصل .

أحبك لو طالت المسافات ‏ واهيمك لو على مر الأزمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن