الوداع

201 11 9
                                    

وانشوت بمناسبة السنة الجديدة
..Enjoy..

"اريد الطلاق"
"سأستحم"

و هي لم تنتظر، امسكت بحاجيتها المُلملة بالفعل في حقيبة سفرها، هو دلف ليستحم و هي خرجت من المنزل، و في شوارع فرنسا المظلمة تخبط قلبها، حبيبها لم يعد يحبها، و قلبها نزف حتى تصفى، نظرت خلفها، نحو اضواء منزلها الساطعة، و بقلب ينزف وجعا هي تمتمت:
"Au revoir"
-الوادع-

-----------------
بعد سبع سنين، و على احد ضفتي نهر كلايد، بين الاشجار الصفراء نظرا لكونه منتصف الخريف بالفعل، كانت جالسة على اوراق الشجر المتساقط، بفستان اخضر بسيط و من يراها سيظنها وردة لم يعصف بها الخريف لتسقط، غير عالمين ان قلبها عصف به الخريف و لم يمر عليه اي فصل اخر من يومها، و ابنتها الصغيرة تلعب امامها مع اصدقائها، ابنتها التي اكتشفت انها استقرت في احشاء رحمها بعد تركها لزوجها، كارلا كسارلس، الفتاة التي طالما تمناها هيونجين، و جائت بعدما جفت مشاعره اتجاه والدتها، اُديل احبته بصدق، احبته لدرجة انها تمنت له الأفضل، تمنت له الحب.

"كارلا عزيزتي، ستُمطر علينا العودة"
و الفتاة لم تتردد في سماع كلام والدتها، بل اتجهت بخطواتها الصغيرة تُمسك بيد من استقامت و ذهبا مشيا حتى موقف الحافلة، و في طريق عودتهم ابتاعت لأبنتها حلوى التوت المفضلة لها، و دلفا لمنزلهما الصغير الدافئ، منزلهما الذي افتقر لرجل، رجل يدلل ابنته و يطبع قبلة دافئة على وجنة زوجته، نظرت الفتاة حولها منتظرة من والدتها ان تضع لها حلوى التوت الذي ابتعاها في طبقها المُفضل لتأكله بينما تتابع التلفاز و اُديل لم تتأخر هي تحركت تدلل ابنتها بنفسها و لم تجد القبلة الدافئة على وجنتها بعد.

"حبيبتي، ما رأيك؟، اسبوعين اجازة في روما"
روما هي بلدتها الأم، حيث نشأت مع والديها المحبان لبعضهما، و الذي ظنت انها ستحظى بعلاقة كمثل خاصاتهما غافلة انها ليست والدتها و هيونجين لم و لن يكن والدها.

"ايطاليا؟"
"نعم عزيزتي ايطاليا، سنذهب لوالداي"
"يعجبني ذلك"

و هكذا سار الأمر، بعد يومان كانا في القطار من اسكتلندا لروما، و هناك استقبلاها والديها، بيد متشابكة و ابتسامة سعيدة، احتضنوا ابنتهم و حفيدتهم و وزعوا القبل بالتساوي، ثم اتجهوا لبيتهم، بيت عاشت به طفولتها، بيت تلمست فيه الحب و الدفئ، بيت تمنته لطفلتها.

"الرجل من حقه معرفة ان لديه ابنة، و كارلا تحتاج ابا"
كلمات والدتها بينما يُعدان الفطائر ظلت تتردد في اذانها، الرجل..، هيونجين، هيونجين من حقه مقابلة كارلا، و كارلا من حقها مقابلة ابن كسارلس، تنهدت، و كم من مرة تتنهد يوميا، ثم نهضت، غاسلة يديها متجهة لغرفتها تُبدل ملابس المنزل بفستان احمر بسيط ثم خرجت، و في شوارع روما تحركت، قدماها لا تعلم وجهتها و قلبها يعلم ان وجهته الوحيدة ليست من هنا، و بينما تمر على الأحياء، جذبتها موسيقى فرنسية موسيقى كانت تسمعها مع حبيب روحها، صادحة من مطعم فرنسي دلفت له، جلست تطلب احد اطباقه المفضلة، و رغم انها من اخبرت والدتها انها تشتهي الفطائر، إلا انها جلست في مكانها تأكل من الطبق امامها تحت الاضائة الصفراء الخافتة و الطبق الاحمر كلون فستانها و المقاعد الخشبية.

Au revoir |hyunjin oneshotWhere stories live. Discover now