مدينة العرب

3.9K 82 24
                                    


الجزائر...إليزي

طاسيلي ناجر....

في قلب صحراء الشرق الجنوبي للجزائر ...أشعة الشمس في أقصى درجاتها...فقط الرمال تحيط بالمكان و الأشجار الشوكية...لا طير يطير و لا بشر يسير الوقت قارب من الغروب و أشعة الشمس باتت تختفي في الآفق مانحة للمكان رونقا خاصا يبث السلام و الراحة في النفس

على الطريق السريع بين تلك الرمال الذهبية كانت سيارة سوداء رباعية الدفع تسير بسرعة قصوى مخلفة ورائها غبار فقط هي في المكان لتتقدم كيلومترات أخرى ثم توقفت أمام أحد الصخور الرملية العملاقة...ليفتح الباب و توضع قدم أنثوية على الأرض ترتدي سندلا أبيضا سيقان طويلة و أفخاذ ممتلئة شورت جينز قصير باللون الأسود و معه صدرية بيضاء برزت إنحناءات خصرها الميال أين وضع وشم غريب هناك رمت فوقه قميصا أحمر خفيف بطابع رجالي خواتم ذهبية تزين أصابعها الرقيقة و سنسال ذهبي في عنقها الأبيض الفاتن...شفاه كرزية منتفخة حمراء بجانبهم خانة صغيرة منحت إبتسامتها البشوشة رونقاً خاصاً أنف مستقيم أعين كلون العسل الأصيل...شعر بني يصل حد مؤخرتها تداعبه الرياح التي بدأت تتحرك بخفة ففي الشتاء الصحراء تكون نهارا بحرارة معتدلة ولكن في الليل يصبح بردها قاس و متوحش...رموش طويلة كأجنحة النسر الذي يحلق فوقها لترفع هي نظراتها نحوه و تضحك بسعادة رافعة الكاميرا إتجاهه ملتقطة له عديد الصور قبل أن يبتعد عنها...لتنزلها تتفحص الصور قائلة بسعادة:

"نسر صحراء الطاسيلي سمعت عن جماله كثيراً و أخيرا تمكنت من رؤيته"

لتعيد وضع آلة التصوير حول رقبتها و تسير بخطوات حذرة محاولة تسلق ذلك الجبل الصخري لتتنهد بتعب فور أن وضعت قدمها فوق قمته لتراقب المكان بنظراته المندهشة من جمال المنظر...الكثيرون يكرهون الصحراء يخشون وحشتها و يهابون وسعتها لكن نورسين أحبت سكونها و عشقت شمسها و تعودت على طبيعتها ربما يعود هذا إلى أن أمها جزائرية صحراوية حببتها فيها بالقصص التي كانت تسردها لها عن عجائب الصحراء و عن سكانها...كيف أن الصحراء عالم بحالها ومن يسكنها فقط يعرف بقيمتها...كبعض الحجارة التي نرميها بعيدا خوفا من نتآذى منها و لربما نجهل أنها أحجار كريمة فنخسرها...الصحراء بمخاطرها و محاسنها مغامراتها و سحرها سكنت قلب نورسين كلما ذاق بها الحال تجدونها هنا...زارت كل صحراء في العالم لكن صحراء الجزائر كانت شيء مختلفا بالنسبة لها

نورسين وهي في الصحراء تنسى تماما نفسها وها قد مرت أربع ساعات فعلا وهي جالسة فوق تلك الصخرة الشمس غربت و القمر زين السماء رفقة النجوم الهواء البارد يداعب بشرتها الحنطية و يحرك خصلاتها يمينا و يسارا وهي تدلي ساقيها مع الحافة و كل دقيقة تأخذ قطعة سوشي من الطبق الذي أمامها صحراء و سوشي يعني نورسين...كان الهدوء يحيط بالمكان بينما هي تدندن أغنيتها المفضلة

عاشقة مهددةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن