حاكما العوالم

101 12 1
                                    

                                    الحقيقة 
أحيانا الحقيقة تكون بسيطة ومغرية كمعرفتك بأن الثلج سيتساقط غدا هنا تصبح الحقيقة كالنبيذ تجعلك ثملا حد اللعنة منعشة ولذيذة حد الإنفصام وأحيانا تكون مرة كالعلقم  قاتلة كطعنة تخترق نياط القلب .

   تركض لاهثة وقدماها تدوس على الزجاج المكسور قطعة قطعة كقلبها الذي كسر كذلك اليوم هنا وعلى أرض الاركون تحاول جاهدة سحب بعض الهواء لرئتيها لكن دخان النيران كان يمنع كل ذرة أكسجين من الدخول لها قدماها كانتا تنزفان بغزارة والطعنة التي أصيبت بها  في كتفها لا تساعدها البتة نجحت في عبور متاهة الاركون لتسقط أخيرا فوق ثلج المنتصف من ديسمبر وتلونه بدمائها.....

استيقظت كورنيليا مفزوعة بعد الكابوس الذي رأته وجسدها ينتفض.
استجمعت أنفاسها وزفرتها بعمق تهدأ من ضربات قلبها العنيفة .

الأفكار كانت تحوم في عقلها بدون توقف ،لم تستطع تثبيطها كل ما كان يحصل معها أشبه بالخيال الواهم، لم تستطع ان تظل على هذه الحالة.
قررت أن تفاتح والدها بالأمر فهو الوحيد الذي يعرف ويدرك، كونها عثرت على كل شيئ في مكتبه وحتى بعد بحثها المكرر على شبكة الإنترنت لم تجد شيئا. وهذا ما زاد من حيرتها .
كانت في سريريها مستلقية تحدق بالسقف بشرود   لم تستيقظ باكرا فقد أنهكها التفكير، استجمعت قواها وقررت النهوض أخيرا عندما ارتكزت على يدها آلمتها بشدة من حدث البارحة.
- غريب الألم لم يزول .همست
قررت بعدها ان لا تركز معه كثيرا وان تبدأ يومها .

بالمناسبة فقد التقت مع صديقتها مارلين طوال الايام السابقة كانت الشخص الوحيد التي تسمح له بتجاوز حدوده معها، ببساطة لأنها كانت قطعة منها .
لكنها لم تخبرها عن تطور الأحداث حسنا لا تريد أن يراها الناس مجنونة او مختلة عقليا.
على طاولة العشاء   كان الشرود يحوم حول  كورنيليا من جهة ووالدها من جهة أخرى، لاحظت أمها هذا
فقالت مبتسمة،  محاولة كسر حاجز الصمت بينهم
: حسنا اذا كيف كان يومكما عزيزي ؟ لما انتما كهذا؟ أم لم يعجبكم الطعام ها اجيبا !..

ابتسمت كورنيليا :لا يا أمي كل شيئ تلامسه يداك يزهر الاكل لذيذ وطبعت قبلة على وجنتها.

ابتسم والدها لهما بحنية متألمة لاحظتها زوجته مباشرة
مدت يدها تحت الطاولة ،وأمسكت يده ثم همست له ما بك عزيزي لا تبدو بخير ؟

تنهد ونظر في عينيها  نظرة معذبة عيناها  الممزوجتان بلون الفيروز والبندق، نعم ميراث كورنيليا من أمها كان تعويذة سحر عينيها .
أمال رأسه وهمس في أذنها :
الماضي يعيد نفسه ماغي عليها معرفة الحقيقة .

فور سماعها شهقت مع سقوط كأس الماء  الذي كان في يدها لتتناثر قطع الزجاج  على أرضية المطبخ .
شهقت كورنيليا كذلك ونهضت مسرعة لأمها 
:امي هل تأذيت ؟
اجابتها الوحيدة كانت دمعتين تسللتا من عينيها لاغير .
حدقت في أمها بنظرة تألم ودهشة في الان نفسه.

كورنيليا                          حيث تعيش القصص. اكتشف الآن