في ذلك الصباح الهادئ، كان إيثان يعاني بصمت في غرفته المعتمة. تأمل في كل جزء من ذلك الزمان المضطرب، حيث ترك دين وحده في عالم الجحيم. النور الخافت يسلل من خلال فتحة الستارة، يضفي لمحة مشرقة على ركن الغرفة الذي يجلس فيه.
ببطء، تحرك إيثان لينظر إلى المرآة، يلقي نظرة على عينيه الفارغتين. كانت تلك اللحظة كفيلة بخلق أنغام الألم الصامت، حيث تكون الذكريات الثقيلة كالسحابة السوداء تغطي رؤيته.
في ذلك الوقت، يظهر بوبي عتيقًا يتوقف بابتسامة دافئة عند عتبة الغرفة. "إيثان، هل تحتاج إلى شيء؟"
يهز إيثان رأسه بلطف. "شكرًا، بوبي. أنا فقط... أحاول التأقلم، لا شيء يهمني."
"فهمتك، ولكن لا تنسَ أنك لست وحيدًا في هذا الرحيل." يجلس بوبي بجواره، وتدوم حديثهما بطرق الصداقة الصامتة والتي تعزف ألحان الدعم اللافتة.
تتساقط أوراق الزمن ببطء، وفي كل طياتها يجد إيثان شيئًا من العزلة المحاصرة.
بينما تسللت الأيام بحثًا عن راحتها، كان إيثان يعاني بصمت متفجر. أفكاره تتلاطم كالمد والجزر، وكل يوم يعيشه يبدو وكأنه نسخة طويلة من اللحظة الأليمة في الجحيم. تزايدت آلامه، وكأن الزمن يتسارع مع كل نبضة في قلبه.
بوبي وإيلين، برفقة إيثان، شاركوه لحظات مشحونة بالحنان، لكن الألم الداخلي كان يظل يتفجر في كل مرة يتذكر فيها فقدان دين. كانت الغرفة مليئة بالصمت الثقيل والأفكار المكبوتة.
ذات يوم، بينما كانوا يجلسون في الصالة، انكفأ إيثان قليلاً وقال بصوت همسي: "لقد شعرت بوجوده، بجدية. لا أستطيع أن أفهم كيف اختفى تمامًا."
إيلين نظرت إليه بتفهم، وأجابت: "قد يكون هناك الكثير في هذا العالم لا نعلمه، إيثان."
مع تقدم الوقت، تحولت الحياة إلى مجرد جدول زمني. يواجه إيثان التحديات اليومية بقوة، ولكن الآثار العميقة لفقدانه لا تفارقه.
في لحظة هدوء عميقة، قال إيثان بصوت يحمل الألم: "رغم كل شيء، أشعر بأنني لازلت متصلًا بدين. هناك شيء يختفي عندما أغلق عيني. لا أدري كيف أشرح ذلك."
أصبحت تلك اللحظة محفورة في ذاكرتهم، حيث تشكلت الأسئلة والغموض حول مصير دين.
وسط تلك اللحظات المشحونة بالحزن والتأمل، أدرك إيثان أن الأمل في عودة دين كان يتلاشى تدريجيًا. كل محاولات البحث والتأمل لم تجلب سوى ذهابه إلى متاهات ذهنية مظلمة.
في لحظة من اليأس والتراجع، قرر إيثان أن يحاول العيش مرة أخرى، على الرغم من آلامه وفقدانه. بدأ يستعيد تدريجياً أشياء حياته اليومية، حاول التفاعل مع العالم من حوله بشكل أكبر.
أنت تقرأ
الصياد/ The Hunter
Fantasyعندما يُعبث بكتاب غامض يكشف عن أسرار عالم سفلي، ينقلب عالمه رأسًا على عقب. حينما يعلم أنه فتح بوابة لكائنات لا تُصدق، تسلك طريقها إلى أرض الواقع قادمة من العالم السفلي. فهل سيتمكن من تدارك الأمر و إعادتها إلى العالم السفلي؟ أم هل ستكون نهايته محطمة...