سمعنا صوت فتح الباب...
ذهبنا مسرعين للخارج الغرفة لنجد أيمن يدخل يحمل حقيبته على ظهره و التعب ضاهرة عليه.
خالد بإستغراب: لماذا جئت؟
أيمن بإنزعاج: هل أصبحت غير مرحبا به هنا؟
خالد: أنت نعم أنني لا أقصد ذلك.
أيمن: ذهب صديقي لرحلة إلى أمريكا و أنا لا أريد الذهاب إلى هناك.
ثم نظرت إلي و قال بإستفزاز: هل مازالت هذه المجنونة هنا؟
صرخ خالد بغضب: أيمن!
أيمن: حسنا حسنا سأذهب لغرفتي لأنام لا أريد إزعاج.
ثم دخل غرفته و أقفل الباب وراءه.
نظرة إلي خالد: أنا أعتذر بالنيابة عنه.
مريم: غير مهم.
تذكرت عندما رأيته لأول مرة كم كان لطيف و كم كنت معجبة به، و لا أدري لماذا إعتقدت أنه ممرضة و إسمه يوسف، لكن بمجرد أن أتذكره في ذلك الوقت أشعر بالحنين....
لكنني الآن أنا أنظر إلى خالد نفس النظرة و أكثر من إعجاب إنه الحب.
دخلنا إلى المطبخ و جلسنا حول الطاولة.
خالد: هل تريدين الذهاب عند نورا؟
مريم بإستغراب: لماذا؟
خالد: لن تكوني مرتاحة مادام أخي هنا.
مريم: و أنت؟
خالد: سوف أبقى هنا.
أمسكته من يديه: لا أريد البقاء معك هنا.
إبتسم و قال: هل لا تستطعين العيش بدوني؟
شعرت بالخجل و أبعدت يدي.
لكنه عانقني و ضمني إلى صدره: حتى أنا لا أستطيع أن أبقى دقيقة من دونك، حتى عندما أذهب إلى العمل أشتاق لك لجنون.
شعرت بالسكينة و أنا في حضنه و شعرت بالنعاس.
مريم: لماذا أشعر بالنعاس كلما أكون بقربك؟
إبتسم خالد: يقولون في علم النفس عندما تشعر بالنعاس جنبي شخص ما لأنك تشعر بالأمان إتجاهه.
و هكذا مر ذلك اليوم بدون أن يخرج أيمن من غرفته.
لقد رفض خالد الذهاب إلى عمله في اليومية الذي بعدهم، رفض أن يتركني مع أيمن وحدنا.
غير أننا لم مره أبدا، يخرج باكرا و يعود في المساء،
لكنني أخبرته أن يذهب و لا يشعر بالإنزعاج.
و هكذا مرت الأيام أنظف المنزل، أحضر العشاء بكل سعادة أنتظره يعود و كأنه زوجي.
و لم يعد أيمن في غياب خالد.
لكنني شعرت أنه من عدم الإحترام أن أنظف كل المنزل و أنسى غرفته.
إقتربت منها و فتحت الباب و عندما دخلت كانت حالتها لا ترثى لها بقايا الأكل في كل مكان و الملابس المتسخة مرمية في ركن منها و الرائحة لا تطاق.
لذلك سارعت بتنظيفها قبل أن يعود.
لكن من غير العادة و من من سوء حظي عاد أيمن باكرا للمنزل....
حاولت أن أغادر الغرفة مسرعة لكنه إلتقيت به عندباب الغرفة.
تحولت ملامحه إلى غضب و قال: ماذا تفعلين هنا؟
لم يعني أرد عليه حتى صاح: أخبرتك مئة مرة ألا تدخلي غرفتي من أنتي لكي تدخلي؟ أه؟ هل تحاولين قتلي؟
مريم: أنا..أنا أسفة أنا ظننت...
خبط يده على الجدار مما جعلتني أشعر أن روحي تغادر جسدي.
و قال: لا تظني لا تظني كان أخي رائعا من دونك كان سعيد كان مرتاح منذ أن عرفك و هو حزين لا يغادر المنزل و يعتني بمجنونة مثلك....
قاطعته وقفت غاضبة: من أنت لتسمح لنفسك أن تحادثني بهذه الطريقة؟ نعم لقد تفهمتك لقد أحضر أخاك فتاة غريبة إلى المنزل و بطريقة غيرشرعبة أيضا أنت خائف عن أخاك،لكن لا تخاف أنا أحبه و لن أشكي به و لن يحدث له شيئ...
ضحك بإستفزاز و قال: لقد أخبرتك أنتي مجنونة ولا تعرفين شيئ، ماذا يفعل أخي معك و يضيع شبابه؟ أخي لم يخطفك، أخي ليس مجرم، أخي أحضرك من مستشفى المجانين إذا لم تصدقي إذهبي إلى القبو ستجدين كل شيئ.
ثم غادر المنزل...
حاولت أن أنسى كلامه، لكنه بقي يدور في ذهني و ينخر في دماغي.
لذلك ذهبت إلى القبو، لكي أقطع الشك.
أنرت المكان و بدأت أبحث عن أي شيئ.
لكن لم أجد شيئ غير طبيعي.
لوحات، صور، وملفات عمل خالد و أثاث قديم و غيره...
لكنني تذكرت أن خالد تخصصه في العمل كان طبيب نفسي.
لذلك فتحت صناديق التي تحتوي على ملفات عمله.
لكن وقعت عيني على إسمي.
ماذا يفعل إسمي هنا؟
"مريم سبعة عشر سنة، لقد توقفت عن الدراسة منذ ستة أشهر، تحب الرسم، علاقتها مع والدتها متوترة قليلا، لقد تعرضت لحادث في الثاني عشر من جوان كانت تركب في الخلف، مع أصدقائها الإثنين، يوسف ثمانية عشر سنة السائق و نسمة سبعة عشر سنة تجلس جنب السائق، توفيا أثر دخول حديد السيارة الأمامية في كل أنحاء جسدهم، تعرضت مريم لعدة كسور و جروح وكذلك حروق، بقيت في غيبوبة أسبوع كامل، لا أثار لإرتجاج الدماغ، أثار صدمة الحادث فقط.بعد سماع خبر وفاة صديقيها تعرضت لصدمة كبيرة، أصبحت لا تتكلم و لا تأكل، تنام فقط وأحيانا تبكي"
أنا أقرأ ما مكتوب هنا كأنني أسمع خبر في التلفاز أو رواية ما، ما هذا؟ من هذه مريم التي تحمل نفس إسمي ونفس صفاتي....
بدأت أشعر بالدوار و دقات قلبي تتزايد, أشعر بالبرودة في عمودي الفقري و أصبحت لا أشعر بما يحدث حولي..
لكنني سمعت صوت خالد يناديني من بعيد.
أمسكت نفسي بقوة و أمشي ببطئ شديد محاولة الصعود إلى الطابق الأعلى....
عندما وصلت رأيت خالد يخرج من غرفتنا نظرة إلي و إبتسم: أين كنتي؟
لم أستطع أن أنطق بشيئ أنظر إلى الفراغ فقط...
إختفت إلتسامته و إقترب مني قلت: ماذا حدث؟
إبتعدت للوراء لكن فقدت توازني و وقعت أرضا.
جلس جنبي و قال: مريم!!
نظرت إليه و قلت: من أنا؟
نظرة بإستغراب: كيف؟
قلت بخفوت: مريم سبعة عشر سنة، لقد توقفت عن الدراسة منذ أشهر تحب الرسم علاقاتها مع أمها متوترة...
لقد إنقطع نفسي و لم أستطع أن أكمل حديثي...
خالد: لم أفهم؟
نظرت في الفراغ، ثم شعرت بالدم يغلي في عروقي نظرت إليه و قلت بهستيرية: لقد تعرضت لحادث و توفى إثنان من أصدقائها...
نظر خالد بدهشة و قلبه يدق كأنه سوف يتوقف.
وقفت على ركبتي و قلت: من هما يوسف و نسمة؟ من تعرض لحادث؟ غيبوبة؟...
وقفت على رجلي و قلت: حادث.. نعم لقد كنت في الكرسي الخلفي، ذلك..ذلك لم يكن حلم؟ خالد الحادث و ذلك الشخصان.. أنا؟ متى؟ حادث؟ أصدقائي...
وقفت خالد ضمني إليه: إهدئي مريم...
أبعدته عني و قلت: الدكتور المسؤول عن التشخيص خالد...
ثم نظرت إليه بدهشة: هل أنت؟...هل أنا؟...
خالد و الدموع تنزل من عينيه: أرجوك.
ثم سمعت صوت أحد يفتح الباب الخارجي، فركضت مسرعة.
و خالد يركض ورائي يناديني...
فتح أيمن الباب و هو ينظر إلي بإستغراب فقمت بإبعاده و خرجت من المنزل أركض بأقصى ما لدي....
أنت تقرأ
خطفني طبيبي
Mistério / Suspenseفتحت عيني و أنا في غرفة غريبة عني، خرجت أدور أين أنا هذا ليس منزلي، لا أحد هنا،هبطت السلالم أنادي ماما بابا.... لا أحد يرد، فجأة خرج شخص يلبس مئزر أبيض، من هو؟ أنا طبيبك.... أه حسنا، و عدت أدراجي لكن فجأة أدركت هذه ليست مستشفى... من أنت؟ لكن فجأة إن...