أمطار مأساة

83 15 1
                                    

............................................................................

كورنيليا

هل تعتقدون أنني تجاوزت حديث البارحة وإنني بخير بعد الذي سمعته ؟طبعا لا
هل صدقته؟ نوعا ما .
شيئ ما داخلي كان رافضا تماما للحقيقة ويحاول أن يتهرب منها دائما رغم إدراكه لها .

قررت اليوم الذهاب إلى مارلين لأنني حقا لو جلست لدقيقتين فقط في المنزل سأنفجر وأنا أعنيها .

جلست مع مارلين على شاطئ البحر الوجهة المفضلة لي دائما وأبدا .

: البحر في الخريف له جاذبيته الخاصة أحبه أحبه كثيرا لأنه يُغْرق ولا يَغْرق حر وشامخ .

: نعم هو كذلك يشبه صديقتي تماما .غازلت مارلين وابتسمت .
ابتسمت لها كورنيليا .

ارتخت أعصابي كثيرا بسببه بقينا هنا حتى الغروب ثم إفترقنا على أمل اللقاء .مارلين مرهم حروقي ،حقا الجلوس معها لدقيقتين فقط راحة .

قررت أن أتمشى قليلا بعد الغروب قبل أن أعود للمنزل فالجو هادئ وبارد ومغيم يبدو أنها ستمطر بعد دقائق. طوال المسير وأفكار حديث البارحة لم أستطع ترويضها البتة، كانت تجول في عقلي بكل حرية وكلما حاولت السيطرة عليها انفلتت من قيدي .

شعرت بقطرة ماء صغيرة على وجنتها وكأنها تخفف عنها حمل وثقل ما تمر به من صراع، لتلحقها أخرى خفيفة وعنيفة .
المطر بدأ بالهطول بغزارة قررت عند هذه اللحظة أن تعود لمنزلها لأنها تبللت بالكامل رغم أنها لم تكن تريد هذا حقا أعني من لا يحب المطر .!

عند وصولها لمفترق الشارع الذي يقود لمنزلها لمحت عند أحد الزوايا شخصا يرتدي الأسود من أخمص قدميه
مع رداء تداعبه الرياح ،خصلاته السوداء تتناثر على جبينه مبتلة بفعل المطر ، يحدق في الأرض بشرود .

حين شعر بنظرات تحديق موجهة نحوه،رفع ناظريه لها بأعين رمادية تلمع قوة وتحمل غموضا بجاذبية خاصة .
تراجعت خطوات للخلف ثم امسكت برسغها تشد عليه بفعل الألم.

ماذا يفعل هنا عند زاوية منزلها ؟ نعم هو نفس الشاب ذو الهالة السوداء الذي أتى لمنزلها واعجبت به، لكن هذه المرة شعرت بهالته أقوى مما شعرت بها قبلا أما نظرته فهي قاتلة نعم قاتلة، باردة وثائرة وككل مرة الألم راودها هذه المرة أيضا .

نبضات قلبها تتسارع وقدماها تسمرت في الأرض وكأنها انغرست فيها، عند رؤيته يتقدم منها بخطوات واثقة.

قدماي اللعينة تحركي !..هذا ما ارادته لكن بلا جدوى تذكر .

أصبح أمامها مباشرة متر واحد فقط يفصل بينهما ثم
إنحنى لها نعم انحنى لها !...

رمشت بسرعة متفاجأة من حركته هذه التي قام بها .

استقام في وقفته يبعد خصلاته المتمردة عن عينيه ثم خاطبها بنبرة لا تخلو من الرسمية .
جلالتك :
فور سماعها لهذا اتسعت حدقتاها بتفاجأ

كورنيليا                          حيث تعيش القصص. اكتشف الآن