مَا هُوَ ذَاكَ الأَمرُ ؟!
هَلْ هُوَ أَمرُ الْمُصِيبَةِ، فَهُوَ يُصَبِّرُهُ وَيُوَاسِيهِ عَلَى مَا نَزَلَ بِهِ مِنْ عَظِيمِ الرَّزِيَّةِ وَهَذَا يُشَابِهُ الْمَقْطَعَ فِي زِيَارَةِ عاشوراء الدَّاعِي لِلْحَمْدِ والشَّكْرِ عَلَى مُصِيبَةِ أَبِي عَبْدِ الله الْحُسَيْنِ عليه السلام ( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلَى مُصَابِهِمْ الْحَمْدُ اللهِ عَلَى عَظِيمِ رِزِيَّتِي (١) ،
أَوْ أَنَّ الشَّكْرَ هُوَ عَلَى نَجَاتِهِ مِنَ الغِيلَةِ، إِذْ كَانَ هُوَ المَقْصُودُ حَقِيقَةٌ بِالقَتْلِ لَا أَخُوهُ، فالظَّالِمُونَ كَانَتْ هِمَّتُهُم قَتْلَ الخَلِيفَةِ الحَادِي عَشَرَ وَالَّذِي تَوَهَّمُوا أَنَّهُ السَّيِّدُ مُحَمَّدٌ لا الإمام العسكري عَليه السلام ، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ بِقَتْلِهِم لِلسَّيِّدِ مُحَمَّدٍ عَليه السلام قَدْ أَحْبَطُوا مَشْرُوعَ الإمامة ووَأَدُّوا الإمام الثَّانِيَ عَشَرَ وَهُوَ لَا زَالَ فِي صُلْبِ أَبِيهِ، وَهَكَذَا يَقَعُونَ فِي الْوَهْمِ فَيَبْتَعِدُونَ عَنِ الإمام الْحَقِيقِيِّ ، إِذْ هَكَذَا ظَنَّ الْعَبَّاسِيُّونَ وغَفِلُوا عَنِ الإمامِ الْعَسْكَرِيِّ عَليه السلام، وهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بَالِغُ أمره، وأن ذَاكَ النُّورَ لَا زَالَ قائما فِي صُلْبِ أَبِيهِ الإمام الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ عَليه السلام،{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (٢).ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) کتاب مفاتيح الجنان فصل زيارة عاشوراء المشهورة، نقلا عن الكتب المعتبرة.
(٢) سورة الانفال، الآية ٣٠.