الجزء الاول

1.1K 67 16
                                    

اللهم انى اسألك من الخير كله عاجله و آجله ، ماعلمته و ما لم اعلمه ، و أسألك من كل خير سال به عبدك و رسولك محمد صل الله عليه وسلم 

1

اسكريبت الحياة مرة اخرى

الجزء الاول

بقلمى .. ميمى عوالى

فى ليلة شتاء قارسة البرودة ، و قرب أذان الفجر ، خرج  مأمون من مسكنه متجها الى المسجد ليستعد لصلاة الفجر كما تعود منذ زمن ليس بالقليل 

فاغلق بابه من ورائه باحكام ، فهو رجل مطلق و يعيش وحيدا ، ليس له زوجة و لا ولد ، و بدأ فى هبوط الدرج و هو على عادته التى لا تفارق لسانه من حوقلة و استغفار ، و قبل ان يصل الى باب العقار .. لمح شبح امرأة تنزوى بعيدا و هى تحاول الاحتماء بالظلام و التخفى بداخله ، فقال بتوجس : بسم الله الرحمن الرحيم .. انتى مين يا ستى و واقفة كده ليه فى ساعة زى دى 

ليأتيه صوتها الذى تحشرج من كثرة البكاء : انا ليلى جارتك ١يا استاذ مأمون 

ليخرج هاتفه و يضئ كشافه و هو يوجهه عليها ، ليجدها تشيح بيدها  لتحجب الضوء عن عينيها قائلة بلهفة و باحراج : اطفى الكشاف الله يباركلك انا بهدوم البيت

ليغلق الاضاءة على الفور و هو يقول باعتذار : لا مؤاخذة .. الدنيا ضلمة وما اخدتش بالى ، بس هو فى حاجة حصلت ، هو سامى حصل له حاجة 

ليلى ببكاء : طلقنى 

مأمون بذهول : لا حول ولا قوة الا بالله ، ليه بس كده ، طب و حتى لو ده حصل ، ايه دخل طلاقكم بوقفتك دى فى وقت زى ده و بالشكل ده

ليلى و هى تضع كفها على شفتيها فى محاولة منها للسيطرة على نبرة صوتها : طردنى .. طلقنى و طردنى بالهدوم اللى عليا ، ماسابنيش حتى اغير هدومى و لا استر روحى 

مأمون باستنكار : ده كلام ده ، اخص عليه 

ليستدير عائدا و هو يقول : تعالى ورايا و انا هتكلم معاه

ليلى بتوسل : لا بالله عليك ، لا يضر.بنى تانى

مأمون باستنكار اكبر : يضر.بك

ليلى بشهقات متتالية من اثر البكاء : ايوة .. ضر.بنى ، و طلقنى ، و رمانى على السلم بجلابيتى ، حتى ما رضيش يناولنى طرحتى 

مأمون باستياء : لا اله الا الله ، ثم مد يده بداخل جيبه و اخرج ميدالية مفاتيحه ، و سحب منها مفتاحا بعينه و وضعه على رأس الدرج و هو يقول : امسكى المفتاح ده ، ده مفتاح الشقة اللى فى الدور الاخير ، اطلعى اقعدى فيها على ما اشوف حل للحكاية دى ، و على ما النهار يطلع هكون اتصرفت لك فى لبس ، فى فوق فرش و بطاطين ، نامى و اتدفى ، و اقفلى عليكى بالمفتاح لحد اما ابعتلك حد بالحاجة اللى تلزمك

ليلى بلهفة الغريق : الله يباركلك و يسترك زى ما سترتنى 

مأمون و هو يتجه الى باب المنزل الخارجى ليعطيها ظهره : طب اطلعى ياللا و انا هفضل واقف هنا على باب البيت على ما اسمعك و انتى بتقفلى الباب

الحياة مرة اخرى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن