-②-

333 24 7
                                    

فتحت عيناها بهدوء مع ظهور أشعة الشمس لتقابلها أعين زينب الغزلية السوداء لاحظت بأنها استيقظت من النوم لكنها تدعي كونها نائمة كنوع من اللعب ، لتقرر النهوض بهدوء لتختبئ تحت السرير بينما تقهقه بهدوء بدأت مثل القطة البرتقالية ، فتحت عينيها لتلاحظ غياب مريم فجأة تفاجآت اقتربت ناحية الجهة التي نامت عليها لتنط عليها بحماس لتضحك بينما هي بقيت تنظر إليها ببرأة : صباح الخير شجاعة ما خفتي ها بس نطيتي متل القطة كنوع من الخوف بعدين شفتيني انا و ادعيتي ما خفتي رح تضلي عنا زينب ماهيك ؟..
ابتسمت بلطف بعد أن ابعدت الوسادة : صباح نور مابعرف صراحة شكلو رح ضل هون بدي نلعب كتير مع بعض .


بعد أن تناولتا الصغيرتان فطورهما الصباحي لاحظت زينب و كأن مريم تنتظر شيئا ما لم تكن تريد أن تسألها بل بقيت هادئة فقط تنظر إلى ملامحها ، في ذلك الوقت اقترحت فردوس بأن يصعدا إلى الطابق الاخير لكي يستمتعوا بجمال تساقط الثلوج . صعدتا سويا الدرج الخشبي بينما ايديهما الصغيرتان متشابكة فتحت مريم الباب لتمشيا ناحية البلكونة التي كانت مطلة إلى الجبال الشاهقة التي تكسوها جمال المنظر من هناك لا يوصف ، حتى أنهما استطاعا رؤية الناس من بعيد في البلدة لكن المكان الذي كان الأقرب لنظر كانت المقبرة بقيت مريم تستمتع بالنظر إلى الثلوج أما صديقتها الصغيرة لمحت شيئا آخر .



بقي وحده داخل المقبرة يتحصر على وفاة والدته يبكي بشهقة القبور كلها يكسوها الثلج أضعاف لذا في الأغلب يأتي الرجال مسؤولين عن المكان لكي يبعدو الثلج لكي لا تختفي آثر القبور ، الدموع وحدها لا تكفي لكي تخرج ما بداخل قلبه الصغير لم يهتم لبرودة الجو كان يبعد الثلج عن قبر والدته بيديه الصغيرتين المتجمدتين . بعد مدة سمع صوت رجال البلدة متجهين إلى هناك و معهم جثة ، استغرب من العدد القليل اقترب من هناك ليقرآ الفاتحة مع الشيخ و البقية ليعرف فقط السيد حيدر استغرب للحظة ليلاحظ بأن المتوفي هو أخيه عبيدة . شعر بنوع من صدمة ليبتعد فلقد لمحه البارحة فقط يؤدي رقصة العصفور المعروفة في البلدة ، لاحظ وجوده اخيرا حيدر ليقترب منه بعد أن وضع يده على كتفه ليتحدث معه : لساتك هون لك علي مايصير خبرتك انو امك بالجنة الله يرحمها يلا تعال معي حاجة..
_ اكيد رح تحس بالبرد لما روح لازم بعد الثلج عن قبرها ..

كان سيعود إلى قبر والدته ليمنعه حيدر ليعانقه بهدوء ليبكي الفتى بلحظة ضعف ليتحدث بينما دموع تسيل من عينيه ، الثلج بقي يتساقط أكثر فأكثر : رجاء تركني ضل معها كيف بدي عيش بهداك البيت بعدما خسرتها ..



بينما كانت يتحدث معه لمح من بعيد قصر الشيخ عبد الله الذي يظهر من بعيد ليلمح شخصين يبدوان بمثل سنه تقريبا ، يبدو أنه تعرف عليهم فهو يعرف بأمر حفيدة الشيخ اما الفتاة التي بجانبها بقي ينظر فقط ليبتعد عن حيدر ليتحدث معه : صرلي فترة ماشفت زينب خبرني هي وين هلا ؟..
_بصراحة هي ببيت شيخ الله يكتر خيرو رح اتركها كذا فترة هنيك هي تأثرت بسبب يلي صار يلا هلا لشوف رح تجي معي غصب ..
_ طيب فهمت رح اجي معك بس تركني بالأول ودع أمي ..

أنفاس الشتاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن