لهب الرماد

78 15 1
                                    

............................. ..............................................

يقولون أن الحياة في كثير من الأحيان غير متوقعة  تسلب منك أعز ما تملك، تأخذ أنفاسك على مهل وتتركك تصارع للأخذ من أنفاسها  جميلة وقاتلة .!
--------------------------------------------------------------

بحرقة مريرة مرر أندرو  ناظريه على المنظر البشع الذي وقع أمامه ،هل يعقل أن ما يحدث حقيقة ؟

تجمد لوهلة من الزمن يمنح عقله الفرصة ليستوعب
لم يطل كثيرا لأن صوت الخطوات على السلم ايقظه من صدمته، اتجه فورا نحو كورنيليا  محاولا ايقاظها بسرعة قبل وصوله .
استيقظت بصعوبة تمسك رأسها بألم واضح لسقوطها القوي فوق الارضية ،ساعدها أندرو على النهوض تستند على كتفه حين أبعدها عن المنظر الذي سيحفر ندبة عميقة في زوايا ذاكرتها   .

مسح على خاتمه فلاحظت كورنيليا كيف أن رقاقات الرماد كانت تتناثر منه مبتلعا ثلاثة رقاقات منها،  بشيئ من الغرابة اعتلى ملامحها وقبل أن تنطق شفاهه كي يغادرا ،اخترقت بطاقة وجنة كورنيليا اليسرى لتنغرز في الحائط ورائها مخلفة خطا  رفيعا من دمائها ينساب على وجنتها .

تسمرت لحظتها تشعر بحرق الجرح وبالادرينالين يضخ في جسمها بطريقة غير طبيعية الشيئ الذي جعل نبضات قلبها تنبض بجنون .

وقف أندرو مذهولا من سرعة البطاقة ومن الشخص الذي رماها يظهر أخيرا فوق اخر درجة من السلالم، يخفي وجهه بقناع فضي مع خنجر في يده اليسرى يقلبه باحترافية واضحة تماما .

بسرعة متناهية تمتم أندرو بكلمات لم تبدو واضحة تماما لكورنيليا قبل أن تلاحظ أن عيناه الرمادية تحولت للون اللهب، تشعر بالحرارة منه ترتفع بشكل خيالي أذهلها . وحواف ردائه ظهرت فيها نقوش بلون اللهب كذلك .

كان يمثل اللهب والرماد ليس رماد اللهب بل لهب الرماد

توقف الخنجر الذي كان في يد المقنع عن الاستعراض ليميل صاحبه رأسه ويحدق في أندرو .

فلتت ضحكة فاترة منه وباردة بشكل خانق
ليخاطب أندرو بكلامه
: تطورت مهاراتك اذن فخور بك أندرو وضحك كالمختلين عقليا تماما .

ثم تابع  بجدية:سلمنا جلالة الملكة واذهب في سلام  لا تحشر أنفك في مصيبة كهذه  ،حصلنا بالفعل على الخنجر الملكي وتبقت خطوة واحدة فقط لا تصعب الأمر اكثر أندرو .
بنبرة هادئة حازمة لا تخلو من الثبات :

نعم سأسلمها لك إن سَلّمت روحي للرب !

ضحك مجددا بخفة .

وبسرعة خاطفة طوق كورنيليا يتمتم بشيئ ما قبل أن تزداد حدة لون اللهب في عينيه، ليختفيا في لمح البصر
تاركين المقنع يضحك في الطابق العلوي وهو ينظر لجثة ماغي وارثر باستمتاع كبير .

جلالتك هل أنت بخير ؟
سأل أندرو .

لكن الإجابة الوحيدة التي وصلته كانت انهمار دموع كورنيليا نتيجة انهيار فضيع غزا كيانها يسلبها النفس الاخير للحياة .

كانت تلوم  نفسها على ضعفها على عدم قدرتها على حماية نفسها فلولاه لكانت الان جثة هامدة.
  على فقدانها لقطعتين منها بترتا من روحها دون شفقة.
ومن القادم الغادر، ووهم الحقيقة .

لزم أندرو الصمت فحتى الكلمات في مواقف كهذه تصبح مجردة.

سأذهب معك!
كانت هذه الكلمات التي تفوهت بها وسط شهقات بكائها العنيف .

نظر لها أندرو  يفهم أنها تود الذهاب معه الى الأركون.

اسمحي لي بمرافقتك جلالتك .

مررت يديها على عينيها تسرع في أبعاد الدموع عنها .

مرر أندرو أصبعه على الخاتم يمسح عليه ويتمتم
لكن شيئا لم يحصل بشكل طبيعي، لم يتناثر الرماد حتى بعد تكراره للعملية لخمس مرات على التوالي ،حتى أدرك
خطأه الذي ارتكبه في هذه اللحظة .

لقد استعمل طاقة الانتقال  ثلاثة مرات
المرة الأولى حين قدم الى عالمها.
الثانية حين استشعر الخطر الذي يحيط بكورنيليا فأسرع يلحقها .
والثالثة حين قاما بالهرب بسرعة  من المقنع.

مما يعني أن طاقته الانتقالية نفذت ويحتاج لتجديدها .
هنا شعر بقشعريرة تمر عبر أنحاء جسده لم يكن يتوقع حدوث هذا .والمطر الان في الخارج يزيد من الأمر سوء لان طاقته تثبط في وجود المطر كان اللهب واللهب والماء شيئان متضادان تماما .

الملكة في خطر الان وكل هذا بسببه .
نظر لها بقلق وحيرة قبل أن يفهمها ماهية الوضع
ليرى بوضوح كيف انقبضت ملامحها تشعر بسوءه .

ومن حيث لا يحتسبا  وبسرعة خاطفة ظهر المقنع أمامهما يختطف كورنيليا كالظل يبعدها عن أندرو ، يقف بعيدا عنه يمرر الخنجر على وريدها باستمتاع واضح .

انقبض قلب أندرو لرؤية الملكة في قبضته وكيف أنه عاجز عن الحراك، بعد أن ختم على جسده بطلسم القيد يقيده عن الحركة .
ضحك ضحكة مملوءة بالنشوة كصياد أصاب فريسته بعد عناء واصطادها تماما .
نظرة خاوية باردة غطت ملامح كورنيليا وهي مقيدة بين يديه  باستسلام واضح استغربها أندرو منها .
توقع رؤية كل المشاعر ما عدا التي يراها  الان في عينيها.

-: ها قد أخذتها قبل أن أبعثك للرب حتى
إنني أشفق حتى على قتلك،  كنت ضعيفا أندرو، لا تزال وستبقى .

كالطعنة اخرقت كلمات الرجل المقنع عقل أندرو وهو يقف هناك تحت المطر يراقب إختفائه مع كورنيليا التي فشل حتى في حمايتها، والان كل شيئ سيذهب سدى كل شيئ في
                                  مهب الريح   .






وفصل جديد
اهلا بكم معكم أسيليا
ما رأيكم بالفصل 💃🤧

القادم أقوى لذا جهزوا أنفسكم 😉
قرائي كل الحب لكم مني 💜💜💜💜💜

أسيليا ....... أنثى النسر

كورنيليا                          حيث تعيش القصص. اكتشف الآن