زواجٌ قبل موت

41 25 3
                                    


كما قال جانغ ، ربما تأتي في المساء أو في صباح يوم الحرب .

و عندما ذهبت لغرفة والدي كما أخبرني الخادم بذلك ، و كان والدي و ككل يوم مستلقي على فراشه و كما العاده كنت أنظر له و أستمع من خلف الستار كي لا أصاب بمرضه كذلك .

سمعت السعادة في نبرته حينما قال : إبني العزيز ، كيف حالك اليوم؟ ، سأدخل في صلب الموضوع…

ثم تغيرت نبرته للجديّه و أكمل : لقد أخبرني جانغ بالأمس بشيءٍ أريد النقاش به معك !.

شعرت بالقلق قليلاً فقلت: و ما هو يا والدي؟.

فقال: هل أنت تحبّ إبنة ركسدار؟! ، تعلم أن ذلك الأمر جدّي للغايه و ليس لعب أطفال !، بني هل واثق من ذلك ؟!.

جفّ حلقي من القلق فسكت و دام صمتي دقائق حتى قلت بخفوت : والدي…إذا أخبرتك بالحقيقه ماذا ستفعل؟.

ترقّبت ردّه على سؤالي فقال: لن أفعل شيئاً ، فإذا كنت تحبها حقاً زوجتك إياها و إذا كانت إجابتك لا فإذهب فلست مجبراً لكنّ ما أريد قوله هنا؛ أن تكون واثقاً من قرارك هذا ، فليست مشاعر سطحيه قد تجعلك تتزوج بها ثم بعدها تخبرني أنك أحببت آخرى ، لن أمنعك لكن…

ثم توقف لثوانٍ ثم قال: أنت تعلم أنها آخر حربٍ تشارك بها صحيح؟!

هنا تذكرت الخاتم الذي بيدي و الذي قررت بنفسي أن أخذه و الذي سينهي حياتي في المعركه سواء فُزت أم خسرت فبنهاية سأموت…

إستأنف والدي حديثه و قال: لذلك يا بني أريد منك؛ رغم حبك لها أو لا ، أريدك أن تتزوج كي تنجب خليفاً لك ، فأنت إبني الوحيد و إذا متّ فسوف ينهار حكم هاذه العائله و لا نعلم ما سيحدث للبلاد حينها ، إختر لك عروساً فغداً ربما …

توقف والدي عن الكلام إثر حزنه و تأثره و بدأت أنا أفكر مليّا ، إذا كنت سأموت في المعركه و هذا لا يهمني و إذا كان محتمًا عليّ الزواج هاذه الليله فإني سوف أختار مستشارتي عروساً لي رغم تأكيدي من مشاعري إتجاهها أو لا ، فبكل الأحوال يجب أن أتزوج و إذا خُيّرت فسأختار الفتاة الّتي شاركتني أحاديثي و قصري و الّتي أعجبت بذكائها عندما تحسُّ بما أشعر و أفكر قبل أن أنطق الفتاة الوحيدة الّتي  عرفتها لثلاث سنوات و إعتدت قربها …

روبرتو: أجل …إذا كان الزواج ضروريًّا فأريدها فتاةً أعرفها ، أكورلين يا والدي.

شعرت بالخجل من هذا القول أمامه بجرأه و زاد ذلك سكوته لمده قبل أن يقول: إذًا إخترت إبنة ركسدار؟ ، هل يمكنك أن تخبرني لماذا؟ و هل تظنها ستوافق؟.

فقلت له: والدي ، أنا آسف لا أريد التحدث عن هذا لكني راضٍ بها و أظنها راضيه كذلك.

فسكت والدي ثم قال: إذاً إعقدا قرانكما الليله و أتمّا كل شيء.

مالك الخاتمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن