« تخطِـي حِـصة الأدبِ »

16 0 0
                                    


- ☆ -

همّمت بقُصرِ خطواتِي نحوَ ذلكَ الباب من خلَال الروَاق، توقَفت لهنيّهات للتأكُد من عدمِ وجُود " ضيُوف " .

لطالمَا كنت أخافُ من الضيُوف ، دائمًا ما يكُونُون بقامَة طوِيلة، و ملابِس رفِيعة مطرّزة بالذهَب - كمَا تقُول الآنِسة نانَا - أبنَاء آدَم بشارِب كثِيف ملتِف حولَ نفسِه بالأطرَاف، و بنَات حوَاء بمشدّات تبرّز مفاتِن أجسادِهنّ من خِلال تلكَ الفساتِين النبِيلة ، كانَ حلمِي فستانًا بأكمَام منتفِخة .

وقَفت على أطرَاف أصابعِي محاوِلة مدّ ذراعِي ناحِية مقبَض البَاب الموصَد، "أوبْ!" قُلت ، فورَ قبضِي عليّه و فتحِه ، لترتَسم البسمَة على محيَاي فورَ لمحِها هناكَ .

كانَت الآنِسة تولِيب جالسَة هناكَ، واضِعة الرجلّ فوقَ الأخرَى، تعتلِي تلكَ الزجاجتيّن أنفَها المدبّب ، عينَاها المحِيطِيّتان حادتَان مسحُوبَتان تحاوِل قراءَة - أو تقرَأ بالفعلِ - المكتُوب على تلكَ الأورَاق المتناولَة بين أنامِلها .

- مادَام تُوليب !

أردَفت، لترفَع باصرَيها و تحملِق بِي، ليسَ بِي، بِرُوحي ، نظرَاتها تخترِق جسدِي بحقٍ، هِي مرعبَة لكِن دافئة، تنهّدت لتضَع بتلكَ الأورَاق جانِبا ، و تنهَض بطُول قامتِها من مضجّعها و تتقدَم نحوِي بخطواتِها الرزِينة عاقِدة الأذرُع لصدرِها .

- نعَم، ليليَان، مالذِي أخرجكِ من حصَة الأدَب ؟ .

تلمَلمت بالإجَابة، و أنا أحدِق يمِينا و شمالًا محاولَة تغيِير الموضُوع، لأستسلِم نهايَة .

- ملِلت، فقَط ملِلت .

تنهّدت بقلَة صبرٍ لتنزِل إلى إرتفَاعي و هِي تضَع بكفّها فوقَ كتفِي، ترمقنِي بنظرَات مخترِقة .

- هذِه آخِر مرَة ليليَان، لا يعنِي ذكائكِ تغيّبكِ عن الحِصص .

قالَت ، و هِي تشدّد قبضَتها على كتفِي لدرجَة أنني شعرتُ أنه خُلِع، نظَرت نحوَها مجددًا، كالصقِيع، أومَأت برأسِي لتتركَنِي أذهَب، لكنِها باءَت ذلكَ .

- لن تُنسِيني بإيمائكِ المتواصِل هذَا، ليليَان، أنَا لستُ بغبِية، و لستُ أمكِ لأشفِق عليكِ .

فورَ تطرُقِها للموضُوع، نُقِز قلبِي، ربما بأطرَاف كلمَاتها .. أم بحدّة الحرفِ آنّ بآواخِر كلمَة أمكِ ؟ ، تشكّلت بلوَرات دمُوع على مقلتَاي المحمرّتين، لتنهمِر من إرتفَاعها منسَابة على خدَاي، لم أستطِع التحكُم بإيقَافِها، كانَ الوجُوم مخيّما، أو هذَا ما يطرُق على بالِي، إعتلَى السكُون ملامحِي مستثنِيا تحركَات دمعِي .. و لكنّها كانَت كالصقِيع، نهضَت منتشِلة يدّها التِي ذهَبت تاركَة الالَم، عائدَة لمكتبِها .

كَــــامِــيـل - 𝐶𝑎𝑚𝑖𝑙𝑙𝑒 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن