فتاة من السماء

زهرة

توالت الاسابيع والشهور وظهر تحليل ال DNAوالذي اكد انها لا تنتمي لأي من عوائل هذه القرية وكان يزن في حالة تعجب اذن من اين اتت لا يوجد مدن قريبة منهم كانت قريتهم بعيدة ونائية منعزلة عن باقي الدول والقرى ،
هي لا تزال تُقيم في منزل عائلة يزن كانت قد تأقلمت على العيش معهم وعلى جو اسرتهم وهم احبوها
وعاملتها سعاد مثل معاملتها لطفلتها رغد لأنها كانت لا تعرف شيء ابدا مما جعل يزن في حيرة من يفقد ذاكرته لا ينسى الاشياء الاساسية في الحياة مثل الكلام واشياء كثيرة لم تكن تعرفها في المقابل كان يزن لم يمل من معاملة (زهرة)كأنها ِطفلتُه ، نعم ذلك الاسم الذي اطلَقه عليها وحين سؤل عن اختياره لهذه الاسم بالتحديد قال
• فيها رقة اوراق الزهور وجمالها الجذاب عيناها رحيق يغذي قلبي وشفتاها كالون زهرة اللوتس
كان دائما ِبقُربها علمها ال ُحروف الابجدية وبعض الكلمات والتي كانت اولهم ك ِلمة يزن وسعاد ورغد وزهرة ، ليسهل عليها مناداتُهم ومعرفة اسمها
اح َبت تٍلك العائلة كثيرا وشعرت كأنها منهم لم يشعروها انها متطفلة او غير مرحب بها لطالما كانت ابتسامتهم لها تشعرها بالأمان صرخ يزن وهو ُينادي زهرة
• اخيييييييرا ذهب الجميع ِلغُرفة يزن وأولهم زهرة
• ماذادهاكياُبنيماكُلهذاال ُصراخ • امي لقد ُحلت الشيفرة • عن اي شيء تتحدث ؟؟ • لقد نَسيتي امر تلك الصفيحة التي كانت معها لكنني لم انسى
بحثت كثيرا عن حسام وحين وصلت له اعطيته صور للشيفرة وهو استغرق بعض الوقت ليستطيع حلها
امسك بيد زهرة وهو يسحبها ويقول لها ِبلسانه ويداه • زهرة هل تفهمينني
• نعم ..قالت ذلك وهي تهز رأسها قالت سعاد وقد بدأت تغضب لعدم فهمها شيء
• إذا وماذا كُتب بها • زهرة من كتبت الشيفرة بيدها واخبرني حسام ان مثل هذه الشيفرات قليل جدا وتكاد تكون معدومة الوجود
لذلك اخذ وق طويل لحلها اسم الشيفرة Dorabella إنتظري سوف أقرائها لِك، • (ستكونين ِبخير يا إڤليس لن يؤذوك ان ِت لم تفعلي شيء
لَكنهم س ُير ِسلون ِك إلى مو ِطنك ، ِلماذا ان ِت ق ِلقة الم تتمني دا ِئما زيارة الأرض ورؤية اشخا ٌص ُيش ِبهون ِك ، الم تقولي ان ِك س ِئمت من اختلافك؟)وختمت الرسالة بجملة (رسالة إلى نفسي ) وتوقيع باسم إڤليس
وعند سماع زهرة لكِلمة إڤليس امسكت رأسها والذي كاد ينفجر من الالم وبدأت بالصراخ ، كانت الكثير من المشاهد تتصادم امام عينيها
صورة لجسد غريب يحتضنها ويقول ستكونين بخير عزيزتي ولكن ِبلُغة
غريبة والاغرب انها فَِهمتها ، اشخاص غريبو المظهر ينظرون لها  باستحقار وكُره ، وحينها... سقطت ارضاً مغمياً عليها ركض يزن بهلع وحملها وهو ينادي بإسمها ، وضعها على سريره حاول سكب القليل من الماء على وجهها لكن دون جدوة
• ُبني ... اتركها لترتاح قليلا لا بد انها بدأت تستعيد شيئا من ذكرياتها
انسحب يزن بهدوء من غرفتها وهو ينظر إلى عينيها ال ُمغمضتان كملاك حزين كُِسر احد جناحاه ، خاطب نفسه قاِئلا
• هناك لُغزلمُ يحل بعد وكثيرمن الأسئلة لم اجد لها جواب لكنني اجزم انها لم تُخطف من بشر
• توقف عن التفكير بجنون .... قلت لك الف مرا لا وجود للفضائيين قالت ذلك سعاد وكأنها َسمعت ِحواره مع نفسه
• إذا بماذا تُفسرين قولها انها تريد رؤية اشخاص ُيشبهونها وانها تتمنى زيارة الارض ؟؟؟؟
• ربما من كتب تلك الرسالة لم تكن هي ،ماذا لو كتبها ُمختطفوها ،  نظر لوالد ِته بضيق وهو يقول في نفسه من هذا الخاطف الذي قد يتعب نفسه في نقش شيفرة بهذه الصعوبة على صفيحة معدن ،لكنه لم ُيحب الخوض في نقاش حاد مع والدته وهو يعلم انها لن تُؤمن بوجود الفضائيين حتى لو رأتهم بعينها
***
فتحت عيناها وهي تَنظر لسقف الغُرفة ، ماذا حدث لها؟ من هؤلاء
الذي رأت وجوههم ؟ لا ُيشبهون البشر ، لُغتهم ليست غريبة عليها
وكأنها منهم لكنها لا تشبههم ، هل هذه تهيؤات ام انها حقائق ، دخل يزن بهدوء فنظرت له بعينان مليئة بالدموع قالت بصوتٍ بالكاد خرج من بين شفتاها
• يزن...
كانت عيناها تتوسل له ان ُيرتب شتات نفِسها ، وبالمقابل عيناه الحالكة اخبرتها بإصرارانه لن يتركها للضياع ، سيجدها بين ُزحام ذكرياتها لقد احبها ، ليكون الامر اوضح ، لقد َغرق ِبها ، عيناها البريئة ضحكاتها ذات إقاع خاص ونَقي ،شعرها المموج والذي حين يراه ُمنسدل على عينيها يشعر وكأن فراشات قَلبه تتراقص لجمالها يعشق كُل شيء َيخصها هي ِمنه قطعة ِمن قلبه لن ُيكمله ِسواها يؤلمه رؤية عذابها ،حين َسمع اسمه َيخرج ِمن فاها لم يتمالك نفُسه
اقترب منها واحتضنها بقوة ، كأنه يريد ان ُيخبئها داخل صدره بعيدا عن كُل ما يؤلمها ، امسكت بثيابه كغارق وصله طوق النجاة بعد ُمعافرة منه لينجو ،
• ستكونين ِبخير ، لن يغمض لي ُجفٌن حتى اعلم كُل ما حدث لك وأوصلِك للحقيقة
لم تفهم كُل كلامه لكنها لمست فيه الطمأنينة والحنان ،
• ازيلي هذه الدموع لايليق لهذان القمران الُبكاء،هيه اريني حبات
اللؤلؤ لأستمد قوتي من ابتسامتك الناعمة
***
بعد مرور 4 اشهر على ذلك اليوم كانت قد اختلفت افكار يزن بالطريقة
التي سوف يبحث بها عن ذاكرة إڤليس ، إڤليس تعلمت الكثير عن اللغة  العربية واصبحت تتقنها بعض الشيء وذلك ادهش يزن بذكائها اصبحوا ُينادونها باسمها الحقيقي أملا منهم ان يعيد لها شيء من ذاكرتها اشتد يقين يزن لوجود فضائيين وبدأ بتكثيف البحث عنهم وقراءة المواضيع الخاصة بهم ،قضية زيغموند ادامسكي ،ممر دياتلوف وغيرها الكثير من القضايا
التي عجز عن حلها البشر ،وفي تلك الليلة سمعوا صراخ فتاة فهرول يزن ليرى ماذا هناك ركض بأقصى سرعته فوجد فتاة منهارة على الأرض وهي تبكي وكان قد اجتمع حولها القليل من سكان القرية وهم يعملوا المصابيح
قال لها احد الرجال الواقفين
• ماذا حدث لك هل تعرض لك احد؟  كانت تتأتئ بكلمات متقطعة
• اقسم.. اقسم ان ان اني رأيتهم
• من هم؟
• فضائيون ....  كان هناك ضوء غريب يخرج من الغابة وحين امعنت النظر رأيت هيكل لشخص يتراوح طوله بين المترين وقدماه
تشبه اقدام الضفادع لكن لها مخالب ورأسه يكاد يكون خا ٍل من الشعر وطويل و......
• ما هذا الهراء هل تريدين جذب الانتباه ؟؟ لقد خرجنا مهرولين لك وانت هنا تستهزئين بعقولنا ؟ هيا يارجال يبدوان المجانين قد َكثُرت في هذا الحي
قال ذلك البدين آخر كلماته وهو ينظر إلى يزن بكره
يزن الذي كان يتابع حديث الفتاة بدهشة
* فلاش باك *
• قولي لي يا إڤليس ماذا رأيت حين كنِت تصرخين ، خذي هذه الورقة والقلم ارسمي لي ما رأيته
اخذت الورقة والقلم وانهمكت بالرسم والذي كان يشبه رسم الاطفال وبعد عشرة دقائق
اعطته الورقة ، نظر لها وهو متعجب ، لقد رسمت شكلا لرجل او أمراءه
ورسمت بجانبه شكلا لها لتبين له طول ذلك الغريب ، كان طوله متوسط يتراوح  بين المترين ، كان رأسه طويل بعض الشيء وشعره يكاد يكون اصلع واصابع اقدامه تشبه اقدام الضفدع ويداه طويلتان تصل إلى ركبتيه ، عيناه كانت كبيرة الحجم ومستطيلة وسوداء بالكامل وفمه دائري الشكل وصغير ولم يكن لديه انف ، نظر لها بتعجب الرسمة تشبه إلى حد ما الصورة النمطية للفضائيين في الأفلام
• هل انت متأكدة هزت رأسها ماكدة له ، اشار بيديه وهو يتحدث معها لتفهم حديثه
• هل قالو شيئا ؟
• نعم.... ستكونين بخير
* باك *
اقترب يزن من الفتاة التي اجهشت بالبكاء لأنهم لم يصدقوها واصبحت بالنسبة لهم مجنونة وهي كانت اكثر من يهزأ من يزن وتصرفاته ها هي الآن اصبحت مثله ينعتونها بالمجنونة
• هل آذوك؟
قال يزن ذلك وهو يمد يده للفتاة ليسحبها لتقف
• هل جئت لتسخر مني؟
• لا ،  انا أُصدق كُل كلمة قلتيها واتمنى منك ان تشرحي لي ما رأيته بالضبط
ساروا سويا وجلسوا على احد المقاعد الموجودة بجانب احد البيوت وبدأت تقص عليه ما رأته بالتفصيل ولم يتوقف يزن عن طرح الأسئلة
• اشكرك حقا
• هل تؤمن بالفضائيين
• نعم..هذا الكون كبير جداً ومليء بالعجائب والله خلق الكثير من الاشياء التي لا نعلم عنها حتى
ويوجد الكثير من الاشياء التي لم تُكتشف بعد ، وانا سأكون ُمكتشف الفضائيين،
***