نجاح مريب

177 11 3
                                    

ما أجمل الليل، وما أروع سكونه، صحيح أنني لا أعرف الوقت بالضبط بسبب الساعة الحائطية التي لم أصلحها... لكن لا بأس بذلك، أجمل اللحظات تلك التي لا ننتبه لمرورها.. أقرأ كتابا تحت ضوء المصباح المتراقص، وأضع بجانبي كوب شاي منعنع لذيذ.. يريح الجسد ويصفي الذهن من عناء يوم شاق آخر... غريب ما قد يتخيله إنسان في مثل عمري من فرط الإجهاد، فأحيانا قد يرى ظلالا داكنة تتأرجح في الغرفة وتهمس بكلمات غريبة يمكن أن نلتقط منها من حين لآخر جملة مثل " أنا ألاحقك أيها الفاني " أو جملة" المجد للشياطين السبعة" وهو- بالمناسبة- ما يحدث الآن ... فعلا إن الإجهاد يخلق الجنون، لكنني لا أمانع هذا النوع من الجنون ما لم يصاحبه انقطاع في الكهرباء، فأنا أخاف الظلام بشدة....لسبب ما أشعر بأنني قلت هذا سابقا، ربما هي ظاهرة" الديجا في" تلك التي قرأت عنها في إحدى المجلات العلمية.

على أي حال بما أنني أنهيت هذا الكتاب أخيرا لم لا أقص عليكم تجربة فريدة سبق وصادفتني خلال سنوات حياتي الستين ؟ فلنبدأ إذن لننسى ما نحن فيه من خوف.. لنتجاهل الظل الرمادي الذي يسارع الخطى نحو غرفة النوم،ولنسرع مادام ضوء المصباح الآمن قد بدأ يخفت...

أول يوم بالعمل، هو يوم صعب مزر خاصة لصحفي عديم الخبرة مثلي، وللأسف فمهنة الصحفي المبتدأ عندنا لا تختلف كثيرا عن مهنة السكرتير والتي تعني في الغالب إحضار الشاي و تنظيف الأرضيات و الأسوأ..... تلقي الإهانة والتهديد الدائم بالطرد.

كوكتيل رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن