أتمني منك تسيب كومنت لطيف بعد ما تقرأ...دمتم بخير.."
…
أحيانًا نجبر أنفسنا على ارتكاب الأخطاء من أجل كسر حاجز المثالية الذي وضعنا أنفسنا فيه ، إذا بدأ الناس يرونك كملاك لا يرتكب أدنى خطأ، في النهاية ستكون الشرير في القصة.
وقف "جاسر" مصدومًا مما تفوهت به للتو ، وشعر بقلبه يخفق بعنف ، ليردد بنبرة أدعي فيها الثبات :
"عاوزاني أطلقك! "
أومأت "أيسل" بقوة صارخة في وجهه :
"أيوه طلقني ، مستني إيه!! مش مصدقة إني بقول كده بس الشارع كان أحسن منك ، على الأقل مكنتش بتذل في الراحة والجاية عشان أتفضلت عليا وساعدتني...يارتني ما شوفتك..وياريتك ما ساعدتني.."
أنهت حديثها لترمقه بنظرات معاتبة ثم إتخدت طريقها نحو الخارج مقرر الرحيل للأبد ، فأوقفها هو بنبرة جامدة :
"لو خرجتي من الباب ده مش هترجعي تاني."
تيبس جسدها لبرهه دون أن تلتفت له ، لكنها عزمت على الرحيل لتتابع سيرها ، إمتدت يدها لفتح باب المنزل ، لكنها ركض لها وأحكم قبضته على مرفقها صارخًا باسمها :
"أيــســل.."
حاولت "أيسل" تحرير مرفقها من بين يديه لكنه كان أقوي ، لترفع عينيها الدامعة له قائلة بصوت ضعيف :
"سيبني أمشي يا جاسر."
حرك "جاسر" رأسه نفيًا بقوة قائلاً :
"لو سيبتك هعمل إيه من غيرك..أنا خلاص إتعودت على وجودك ، بقيتي جزء لا يتجزء من حياتي ومش متخيل في يوم إني ممكن أرجع البيت ومتكونيش فيه.."
تعالت شهقاتها أكثر من نبرته التي تحولت لأخري حنونة عصفت بثباتها ، لتقول بنبرة مهتزة نبعت من خوفها الداخلي منه :
"عشان مش هتلاقي حد تتريق عليه وتذله غيري! كان لازم أفهم لما لاقيتك بتضرب أخوك لدرجة أنه كان بيلفظ آخر أنفاسه وأنت واقف تبص عليه بكل برود إني مش هكون أعز عندك منه ، مهمكش أخوك ، أكيد مش هتهمك الغريبة اللي لاقيها في الشارع...سيبني أمشي يا جاسر وإنسي إنك كنت في يوم تعرفني."
قالت ثم حاولت دفعه بكل ما تملك من قوة ، وإنهالت عليه بالضربات حتي يفلتها ، لكنه أبي ذلك ليقول بنبرة راجية :
"قولتلك مش هسيبك يا أيسل ، مش بمزاجك تمشي وقت ما تحبي ، ولا هو بمزاجي أنا كمان ، في اللحظة اللي دخلتك فيها حياتي وأنتِ بقيتي بتملكي فيا أكتر ما أنا أملك في نفسي ، أنا بقيت بحاول أعيش عشانك بعد ما كنت مستبيع ومش هاممني حاجة ، بقيت أحارب نفسي السيئة عشان الجزء الصالح فيا يكسب ويقدر يعيشك العيشة اللي تستحقيها ، محاولاتي متستحقش منك شفقة! "
توقفت عن محاولة دفعه لتتسائل بجمود :
"أنت عاوز إيه بالظبط يا جاسر! أنا مبقتش فاهماك...أوقات بحس حنية الدنيا كلها فيك ، والأغلب بخاف منك...أنت مين فيهم..!"